لم يجد سبيلاً للخروج من الضائقة المالية التي وقع فيها، سوى خداع الشركة التي يعمل بها، وعائلته، والشرطة، وأدعى اختطافه من قبل مجهولين، وسرقة مبلغ كبير خاص بالشركة، كان بحوزته، قبل أن تكشف الأجهزة الأمنية بالقاهرة، مُكره، ليتبين أن المجني عليه، متهماً في الحقيقة.
البداية كانت في مكتب المقدم عمرو إبراهيم، رئيس مباحث عين شمس، عندما دخل له (عبد الحكم محمد) يُطلب الابلاغ غياب نجله (ضياء) عقب توجهه لعمله بسيارته، وبعدها تلقى اتصال هاتفي من مجهول، وطلب منه مبلغ مالي نظير إطلاق سراح نجله.
بعرض الأمر على اللواء أسامة الصغير، مدير أمن القاهرة، بتشكيل فريق بحث، بإشراف اللواء جمال عبد العال، مدير المباحث الجنائية، وبإجراء التحريات وجمع المعلومات بمعرفة العقيد جمال عبد الرؤف، مفتش المباحث حول المجني عليه، تبين أنه عاد لمسكنه.
وبمناقشته، قرر أنه يعمل مندوب تحصيل بشركة تجارة وتوزيع، بمنطقة أجهور الكبرى بالقليوبية، وعقب خروجه من عمله بالسيارة التي يقودها، اعترضت طريقه سيارة نصف نقل يستقلها خمسة أشخاص، قاموا بتهديده بأسلحة نارية واستولوا على السيارة، وبداخلها 70 ألف جنيه خاصين بالشركة، ووثقوه واحتجزوه بمنطقة الزراعات بمحافظة القليوبية، ثم قاموا بإطلاق سراحه بطريق مصر السويس الصحراوي.
بتكثيف التحريات حول المجني عليه، تبين قيامه باختلاق الواقعة لمديونيته لبعض الأشخاص، وعجزه عن السداد، فقام بالاستيلاء على مبلغ 70 ألف جنيه من متحصلات عملاء الشركة التي يعمل بها، و15 ألف جنيه عن طريق الفيزا كارت، بالإضافة إلى 25 ألف جنيه كانت بحوزته، وقام بإيداعهم باسمه بأحد البنوك.
وتغيب عن مسكنه، وقام بترك السيارة الخاصة به خلف كنيسة ماري جرجس، بدائرة قسم شرطة النزهة، كما أضافت التحريات بتصادف قيام أحد الأشخاص بالاتصال بوالده، كان على سبيل الدعابة، وليس له علاقة بالواقعة، وبمواجهة المجني عليه، اعترف بالواقعة، فتحرر المحضر رقم 35 أحوال القسم، وتولت النيابة العامة التحقيق.