وجه أيمن الصياد، العضو المُستقيل من الهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية، الدكتور محمد مرسي، مساء الأربعاء، رسالة إلى جماعة الإخوان المسلمين، قائلا: «أخشى أن الثقافة التي لا تسمح بالانتقاد أو التساؤل لن تقود إلى نهضة»، لافتًا إلى أنه «لا نهضة بطاعة، والنهضة بأن يتعلم الناس أن يقولوا لا».
وأشار «الصياد» في لقاء تليفزيوني على شاشة قناة «النهار» مع الإعلامي محمود سعد، في برنامج «آخر النهار» إلى أن «الثقافة الحاكمة» أصبحت «لا تسمح بالأسئلة»، داعيًا جماعة «الإخوان» لإدراك أنها لم تعد «محظورة» وأنها «الجماعة الحاكمة» للبلاد.
ولفت إلى أنه منذ اليوم الأول في عمله مع رئيس الجمهورية، الدكتور محمد مرسي، كان يؤكد أنه «مستشار صاحب رأي»، لافتًا إلى أن كل «المستقلين» داخل الهيئة الاستشارية لم يكن لديهم أي علم بصدور الإعلان الدستوري في نوفمبر الماضي.
وأوضح «الصياد» أن استمراره في عضوية الهيئة الاستشارية أصبح صعبًا بعد الاشتباكات الدموية التي وقعت عند قصر الاتحادية، مضيفًا: «عندما حدث ما حدث عند الاتحادية، الكل يتحدث عن طرف ثالث، وكان هناك طرف ثان، وليست لدينا أدلة ولا بوسعنا أن نتهم أحدًا على الإطلاق، وليس من المنطق أو السياسة أن نتهم الطرف الثالث، وظهر الطرف الثاني وكانت هناك دماء»، مؤكدًا: «خرجت لأنه لم يعد لي شيء في هذا المجال».
واعتبر «الصياد» أن خروج الرئيس مرسي للخطاب أمام أنصاره عند قصر الاتحادية لم يكن «من الأوفق»، حسب تعبيره، مشيرًا إلى أن «المشكلة في النتائج على الأرض، وتحديدًا بعد الإعلان الدستوري وبعد إصدار قانون حماية الثورة، وأنا قلت إن هذا القانون فيه مشكلات كثيرة جدًا خاصة فيما يتعلق بحرية التعبير والنشر».
وأشار «الصياد» إلى أن مناصري الثورة اصطفوا وراء الرئيس مرسي وقت جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية أمام المرشح الرئاسي الخاسر، الفريق أحمد شفيق، قائلا: «منذ بداية المرحلة التي تولى فيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة كان هناك كثير من الارتباك، وأرجو أن يتذكر الجميع أنه عندما حُسمت نتائج الرئاسة بين من كان محسوبًا على النظام السابق، ومن كان محسوبًا على الثورة، اصطف الجميع خلف محمد مرسي»، لافتًا إلى أن الأمر تبدّل بعد وصوله للحكم.
وأضاف: «أنا ما يعنيني في المجتمع الديمقراطي هو القرار، ولا يعنيني إن جاءت قرارات خاطئة من المقطم أو الرئيس، والحوارات التي جرت قبل الإعلان الدستوري ما كان ينبغي أن تدار هكذا»، مشيرًا إلى أن «العبرة بالخواتيم، وهناك نتائج لا ترضي أحدًا».
وبسؤاله في نهاية الحلقة عن اتصال رئاسة الجمهورية به عقب تقدمه باستقالته من الهيئة الاستشارية، أجاب «الصياد»: «نعم»، إلا أنه لم يفصح عما دار خلال تلك الاتصالات، ولم يشر إذا كان طلب منه أحد العدول عن قراره أم لا، موضحًا بقوله: «لا إجابة».