بديع يدعو القوى السياسية إلى سحب أنصارها من الشارع لفترة "محددة".. مرشد الإخوان: يعزُّ على البعض أن تتحقق نهضة الأوطان على يد أنصار المشروع الإسلامى.. وهناك من يُنصِّب من نفسه وصيا على الشعب

وجه الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، دعوة وصفها بالصادقة لكلِّ القوى السياسية والشعبية والثورية لسحب أنصارها من الشارع، والتوقف لفترة زمنية محدَّدة عن النزول للشارع، والتفرغ لبناء الوطن واستكمال المؤسسات، بهدف تحقيق التمايز الواضح والصَّريح بين المخلصين من أبناء الوطن من السياسيين الشرفاء، والمخربين والمتاجرين بدماء شبابنا، بحسب تعبيره.

وأكد بديع على أن دعوته تهدف إلى رفع الغطاء السياسى عمن وصفهم بالمجرمين الذين يتلذَّذون بإراقة الدماء ويُوغِلُون فيه، وكذلك لمساعدة الأجهزة الأمنية المعنيَّة فى التفريق بين المصلح والمفسد، والثائر والبلطجى، والسياسى والمجرم، بحسب وصفه.

وقال بديع فى رسالته الأسبوعية التى حملت عنوان "الإفساد.. التَّحدِى الأَكْبَر للثَّوْرات"، إن المتربصين بأوطاننا كُثر، ويبذلون جلَّ جهدهم وطاقتهم لإفشال الثورات العربية لأسباب عدة، سواء كانت لإعادة إنتاج النظم السابقة، أو للحفاظ على مكتسباتهم التى حقَّقُوها فى ظلِّ النظم الفاسدة السابقة، أو لكرههم للمشروع الإسلامى فى بعض الأقطار، وبذل أقصى طاقتهم لإفشاله بكل الوسائل غير المشروعة، بحسب قوله.

واتهم بديع من وصفهم بالقوى المعادية للثورات بانتهاج سبل الإفساد المتعمد لكافة مناحى الحياة، لتيئيس الشعب من أهداف الثورة، وإمكانية تحقيقها، وذلك بإشاعة عدم الاستقرار فى كافة الأرجاء لتحقيق مخططاتهم التى وصفها بـ"المشبوهة"، ومحاولاتهم المستميتة لإعادة إنتاج النظام الفاسد والمستبد.

ووجه بديع اتهامات لبعض القوى السياسية، بأنها تُعطى بكل أسف الغطاء السياسى للفساد والإفساد بعدم إدانتها الواضحة له، وبعدم التبرُّؤ منه ومن مقترفيه، وأضاف: "بل وفى بعض الأحيان يُبرِّرون لهم ما يفعلون ويختلقون لهم الأعذار".

وقال بديع: "فما علاقة الثورات التى أسقطت أعتى الأنظمة بسلميَّة أذهلت العالم بما يحدث من تدمير لمقدرات الأمم والشعوب، فهل القتل والحرق والتدمير وترويع الآمنين، واستخدام المولوتوف والخرطوش والرصاص الحى من الوسائل السِّلْمِية؟".

وأشار بديع إلى أن قطع الطرق العامة ووسائل المواصلات ومنع الموظفين من أداء عملهم والمواطنين من قضاء مصالحهم، يتم تحت دعاوى متعددة، منها العصيان المدنى، وأضاف: "فهل العصيان يكون بإكراه المواطنين وإجبارهم على عدم السير فى الطرق العامة، والتنقل بوسائل المواصلات، والاعتداء على حرية المواطنين فى أداء عملهم وقضاء مصالحهم؟".

وانتقد بديع محاولات الاعتداء على المؤسسات السياديَّة، وشدد على أنها لن تنال من سيادة الدولة ورموزها الشرعية، وأضاف: "قد حاول البعض متجاوزا كل الخطوط الحمراء بحصار، أو الاعتداء على بيوت العبادة بحجَّة المطالبة بالحقوق أو نكاية فى النظام الحاكم، وهذا شىء مرفوض تماما فستظلّ مكانة دور العبادة فى نفوس الشعب المصرى مسلميه ومسيحييه فى أعلى درجات التقدير والحماية".

واتهم بديع البعض بأنه يسعد بإهدار الإرادة الشعبية، ويتعمَّد تسفيهها والتقليل من شأنها، وعدم اعتبارها والاعتداد بها، ويُنصِّب من نفسه قَيِّما على الشعب ووَصِيًّا عليه، ويسعى جاهدا لفرض رأيه، حتى وإن كان ليس له ظهير شعبى أو قبول جماهيرى.

وأكد بديع أن الهدف الأساسى من إشاعة الفوضى والجرائم والأزمات هو تعطيل مسيرة التقدم لبلادنا، ورجع السبب إلى كُرْه بعض القوى للمشروع الإسلامى، ومحاولة إعاقته بشتَّى السبل بلا أدنى اعتبار للسِّلْمية والقانون والشرعية والإرادة الشعبية ومصالح الوطن العليا، وقال: "يعزُّ على البعض أن تتحقق نهضة الأوطان على يد أنصار المشروع الإسلامى، ويسعون بكل السبل غير المشروعة لتحقيق مآربهم المريضة".

وشدد بديع على أن الواجب علينا التَّكاتُف لمواجهة تلك الأخطار للأخذ على يد المخرِّبين المقامرين بمصالح الوطن وبأمنه واستقراره، بل وبمستقبله، وفق ما يُقرِّره القانون فى ذلك الشأن.

وقال: "إن موافقة البعض لنهج الفساد والإفساد ولو بالصمت عليه هو هدم للثورات وحياد عن طريقها السِّلْمى الذى قامت به وعليه، ومحاولة لتفريغ الثورات من مضمونها والحيلولة دون تحقيقها لأهدافها واستكمال مساراتها المستهدفة"