سمعت آخر نكتة: قال لك يا سيدى: «مرة واحد قابل واحد وقال له: إنت محترم، فرد عليه: وانا منتظر إن إنت يا بتاع إنت اللى تقول عليا محترم.. أنا محترم غصب عنك.. أنا محترم بيك ومن غيرك.. خليك فى نفسك يا بنى آدم»، (بام با را را رام.. بام بام)
النكتة بايخة لكنى مصمم أن تسمع (واحدة) كمان: «مرة واحد قابل واحد وقال له: إنت محترم، فظل الآخر يفكر: «اشمعنى أنا اللى محترم.. قصده إيه بإن أنا محترم.. ليه اختار التوقيت ده بالذات لكى يقول لى إنت محترم؟.. ماذا يريد من وراء إنت محترم؟.. مين مسلطه أصلاً يقول لى إنت محترم»، (بام با را را رم.. بام بام)
بايخة برضه؟ طب خد الأبوخ: مرة داعية إسلامى سعودى اسمه محمد العريفى خطب فى السعودية عن (فضائل مصر) خطبة حركت القلوب والمشاعر، وقال فى مصر ما لم يقله أهلها وقواها السياسية ومعارضتها ومؤيدوها وإخوانها وسلفيوها وثوارها ورئيسها ومشايخها ودعاتها طيلة عامين كاملين، فاستضافه الأزهر الشريف ليخطب الجمعة ويقوم بجولة فى مصر، فما كان من عدد كبير من النشطاء والإعلاميين وكتاب الأعمدة سوى أن مرمطوا بكرامته الأرض، وراحوا يهاجمونه، ويتهمونه أنه جاء ليغسل سمعة النظام الإسلامى فى مصر ويبيض وجوههم، وشككوا فى توقيت زيارته والغرض منها، وصنعوا له هاشتاج مستفز راحوا يسبون فيه الرجل، ويأتون بفتاواه المثيرة للجدل، وينعتونه بأسوأ الألفاظ لأنه تجرأ وقال ما ليس على هواهم ، ودعا لوحدة مصر والمصريين ضد أعدائها، وهاجم الإعلام المضلل الذى لم يسمه بالمناسبة وإنما شعر كثيرون فجأة بأن على رأسهم بطحة فراحوا يهاجمونه وكأنه يقصدهم هم تحديداً فى فقرات مطولة، وهو ما يجعلنى شخصياً أشك فى قوانا العقلية.
هو فيه إيه؟.. فيه إيه بجد؟؟. لو اختلفت معه حول ما قاله هذا حقك، ولو اختلفت معه حول فتاوى سابقة هذا حقك أيضاً، لكن من المخجل أن يصل بك الخلاف والاختلاف إلى لعن (سلسفيل) جدود وبلد رجل كان يجب أن نكرمه باعتباره ضيفاً، ولا نأخذ كل كلمة يقولها على صدورنا لمجرد أنه محسوب على التيار الإسلامى.
التفسير العاطفى الرومانسى للاستقبال الحاشد للعريفى ليس له علاقة بحسابات سياسية بالمرة، وإنما ببلد وشعب (زهقوا) و(قرفوا) من الصراعات باسم الوطن، ثم جاء أحدهم لـ(يطبطب) عليهم ويذكرهم بقيمة بلدهم العظيم، فاستمعوا له وهم الذين ملوا شيوخاً مسيسين تركوا الدعوة وتفرغوا للترويج لتياراتهم السياسية على المنابر، ولذلك أقبل الناس على خطبة العريفى واستقباله، وليس لأى تحسين أو تجميل لصورة تيار الإسلام السياسى الذى لن تجدى معه أى عمليات تجميل، والمصيبة الكبرى أنه بالهجوم على الرجل فى مثل هذا الموقف والظرف يبدو المهاجمون والمنتقدون وكأنهم يرفضون كل ما هو (إسلامى)، وكل من هو (شيخ) أو (داعية).. طب نجيبلكم شيوخ منين يعجبوكم؟؟ نستوردلكم من الصين برضه؟؟!!
ما هو نمط الدعاة والمشايخ الذى تريدونه لكى نوصى عليه المصنع ونرمى الباقى فى محرقتكم التى شوهت الجميع، وشتمت الجميع، وشككت فى الجميع، وخونت الجميع، وسبت الجميع، فأصبحنا جميعاً وطناً من الملعوب فى أساسهم ونواياهم حبطت كل أعمالنا فيه بسبب هذه العقلية، والبركة فى كل من يعطى نفسه حق تقييم البشر من الطرفين لتأكل بارومة نظرية المؤامرة نافوخه، وتكون النتيجة هى أن يقضوا حاجتهم الفكرية على رؤوسنا، وأن نتفرغ لشتيمة بعض أكثر من تفرغنا لبناء أى شىء.. . أى شىء.