في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.
ها نحن نعود للتحليل مرة أخري في كأس الأمم الأفريقية .. أكثر البطولات تغييرا في أداء المنتخبات على مستوي البطولات القارية في اخر ثلاثة أعوام ولم يعد غياب منتخبات بحجم مصر والكاميرون هي المفاجأة الأكبر بل الأغرب هو تحقيق منتخبات مثل أثيوبيا وكاب فيردي التعادل مع منتخبات حاملة للقب من قبل مثل جنوب أفريقيا وغانا ولكي تكتمل فصول الإثارة فإن المنتخبات التي تحظي بإسم لم تعد مرعبة مثلما كانت قديما وهنا يأتي اسم كوت ديفوار ..لذلك عزيزي القارئ إذا كنت تبحث عن مباريات لا تستطيع أن تتوقع نتيجتها مسبقا فأهلا بك في أمم افريقيا 2013.
تونس والجزائر
• لقاء الليلة هو لقاء مغاربي بين تونس والجزائر ولندخل سريعا في فنيات اللقاء القليلة ونبدأ بتشكيل حاتم الطرابلسي والذي كان متحفظا كعادته دائما باللعب ب 4-3-2-1 بوجود بن شريفية أمامه شمام وايمن عبدالنور ووليد الهيشري وعيفا ثم ثلاثي دفاعي في الوسط المولهي وشادي الهمامي ومجدي تراوي ثم على الأطراف يوسف المساكني وصابر بن خليفة وفي الأمام كان عصام جمعة.
• في المقابل لعب محاربو الصحراء بقيادة هاليلودزيتش بنفس خطة اللعب ولكن بتكليفات مخالفة لثلاثي الارتكاز وثنائي الهجوم حيث اعتمد على جمال مصباح وبلكلام ومجاني وكادمورا في الدفاع ثم ثلاثي الوسط مهدي مصطفي ومهدي لحسن وعدلان قديورة ولعب الثنائي فؤاد قادير وسفيان فغولي خلف رأس الحربة إسلام سليماني.
• عدم قدرة نسور قرطاج على التواجد الهجومي في الشوط الأول كان لأكثر من سبب أولهم كان عدم وجود أي مهارات من جانب ثلاثي الوسط في الاختراق .. ثم جاء اللعب بأجنحة معكوسة ليزيد من مهمة التوانسة وإذا كان المساكني يستطيع الدخول للعمق والتسديد فإن صابر بن خليفة كان يفتقد لهذا تماما ولا يستطيع إلا اللعب إلا ناحية اليسار تماما مثلما كان يلعب في الترجي قبل ثلاثة أعوام .
• سبب أخر للتوانسة هو عدم جدوي البديل فتحي الحرباوي في تعويض عصام جمعة رأس الحربة الصريح في تونس ويبدو أن لعنة الاعتماد على رؤوس حربة في الترجي والأفريقي والنجم الساحلي ستصبح أخطر نقاط الضعف في المنتخب التونسي في الفترة القادمة .
• في المقابل كان لمحاربي الصحراء لعبة تكتيكية واضحة بدايتها في اللعب بفؤاد قادير في الجناح الأيسر وعدم اللعب بجناح أيمن حيث تواجد سفيان فغولي عمق اليمين وكانت اللعبة تبدأ دائما بأن يقوم إسلام سليماني في التحرك يمينا ثم يدخل فغولي للعمق ويسانده من الخلف عدلان قديورة وبذلك يمتلك الجزائريون أربعة لاعبين علي الأقل هجوميا .. شاهد الفيديو التالي :
• لم تدخل تونس المباراة إلا بعد تخلي الطرابلسي عن حذره ودفع بأسامة الدراجي بديلا لتراوي لتصبح خطة اللعب 4-2-3-1 ويصبح لدي المساكني سندا في العمق وتزيد قدرات نسور قرطاج في النصف الهجومي
• أي فريق سيواجه تونس لا بد أن يفصل بين المساكني والدراجي فالاثنين إذا تواجدا بجانب بعضهما لا يشكل خطورة فعليه بقدر ما يشتت تركيز المنافسين في عدم الإقتراب من الثنائي وهذا ما حدث في هدف اللقاء ..شاهد فيديو يوضح تحركات المنتخب التونسي :
• طمع هاليلودزيتش في المباراة كان طبيعيا والدفع بهلال السوداني بجانب سليماني وقادير وخلفهم فغولي بحرية هجومية تامة جعل الجزائر الأقرب للتسجيل ولكن طريقة اللعب المباشرة في ظل عدم وجود هداف حقيقي في الجزء الأمامي في انتظار ثغرة ينفذ منها فغولي للأمام
• في النهاية اللقاء كان متوسطا فنيا ولكنه يحمل الكثير من الإثارة كعادة الدربيات العربية ولا أستبعد أن يصل الاثنين للدور الثاني والإطاحة بالفيل الإيفواري فقط ينقصهم استغلال الفرص لإن تنظيمهم الدفاعي يستطيع مجابهة رفقاء دروجبا شريطة أن يستغلوا المرتدات بسرعة فغولي في الجزائر ومهارة الدراجي والمساكني في تونس.