في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
الإختيار كان صعبا في البداية أيهما أشاهد وأقوم بتحليله مباراة باريس أم معركة إليانز أرينا وفي النهاية إنحزت للتاريخ وقررت مشاهدة مباراة بايرن ويوفنتوس ممنيا نفسي بمشاهدة مباراة قوية بين فريقين ولكن كان هناك فريق واحد موجود على أرض الملعب هو عملاق بافاريا وإستطاع بذكاء قهر يوفنتوس إعتمادا علي خطايا بيرلو وماركيزيو وإستغلالا لهدية السماء التي منحت هاينكس تغيير مبكرا طور فيه من قدرات بايرن الهجومية.
لوف - هاينكس - كروس
- كنت شغوفا لأعرف دور كروس في المبارة هل سيرتكب هاينكس نفس خطأ لوف في يورو 2012 وتكليفه بمراقبة بيرلو وخسارة الدور الهجومي لعمق العملاف البافاري ولكن قبل ذاك كانت هناك مفاجأة.
- لعب هاينكس كالمعتاد 4-2-3-1 بوجود لام وفان بويتن ودانتي وألابا في الدفاع ثم شفاينستيجر والمفاجأة جوستافو في الوسط أمامهم مولر وريبري وكروس ثم مانذوكيتش في الهجوم.
- وكالمعتاد أيضا لعب كونتي 3-6-1 ولكن لم يساعده كوالياريلا في أداء التكتيك الخاص به وكان التكتيك أمس أقرب ل 3-5-2 بوجود بارزالي وبونوتشي وكيلليني في عمق الدفاع امامهم ليشتستاينر وبيلوسو كأجنحة وسط بينهم ثلاثي ماريكزيو وبيرلو وفيدال ثم كوالياريلا وماتري.
- مبكرا كان الضغط من بايرن ومع جنوح غريب لبيرلو للجانب الأيسر الإيطالي وتواجد اغرب لألابا في العمق جاء الهدف الأول قبل أن يلمس بوفون الكرة.
- عشرة دقائق كاملة أراقب كروس وهو يراقب بيرلو بنفس طريقة اليورو وإن كان بحماس أكبر ورغبة في التعويض .. كان وقتها ريبيري وجوستافو ومولر وشفايني يقدمون نموذجا للضغط على وسط اليوفنتوس الذي كان وحيدا بدون معاونة الأطراف.
- هدية السماء جاءت رغما عن يوب هاينكس بتغيير إضطراري بخروج كروس ودخول روبن وهنا تتعاظم القوة الهجومية بمجرد دخول الرجل الزجاجي الذي قدم أمس أداء شبيها بما قدمه يوم مباراة بروسيا في البوكال من قوة وسرعة وتعاون.
- الهدية لم تكن في دخول روبن بالرغم من إعترافي بقدراته لكن في تحول مولر للعمق والذي لعب بكفاءة عالية خلف بيرلو واحيانا لعب بجانب روبن ولام يسارا وشكلوا مثلثا مقلقا لدفاع اليوفنتوس طوال المباراة وفشل كونتي في إيقافه .. لماذا ؟ .. الإجابة في السطور المقبلة.
- كوالياريلا وماركيزيو يتحملان الجزء الأكبر في عدم الضغط على هذا الجانب فكوالياريلا أصلا ليس بالمهاجم الصريح فلم يقدم دوره في التراجع لخط الوسط خاصة مع تقدم لام أو حتي في اللعب بين فان بويتن ولام .. الخطأ الثاني هو ان ماركي على غير العادة لم يقدم دوره الدفاعي فكان يضغط ولكن.
- ليس مهما ان تضغط وحدك المهم في عملية الضغط ان تضغط في الوقت المناسب اثناء إستلام منافسك للكرة والأهم أن تكون زوايا التمرير مراقبة بمعني لا يجد منافسك المباشر سهولة في تسليم الكرة لأقرب زميل وهو ما لم يتوافر امس في مركزية اليوفنتوس.
- عدم قيام ماركيزيو بدوره أجبر بيرلو على القيام باللعب يسار وأصبح مولر وروبن ولام بين ليشتساينر وكيلليني وبيرلو وفي اوقات ذهب ريبيري لساحة المعركة وبات الأمر أشبه بساحة ولكن هل كان البايرن يستغل هذا في إستمرار الكرة أولا في ملعب اليوفي ثانيا بعيدا عن تمريرات بيرلو في العمق ..وإنتصر البافاري في هذا الجزء هجوميا ودفاعيا.
- دخول فيدال للتغطية خلف بيرلو في العمق امام جوستافو وشفايني وإنضم إليهم ألابا ولك أن تتخيل الجزء الثاني في معركة أليانز أرينا .. زيادة من الثلاثي السابق أمام فيدال وحيدا.
- الفيديو القادم هو ما إستطعت إختصاره من تفوق البايرن الساحق في تمرير الكرة إستنادا لخطايا اليوفي في الضغط لإني وجدت في أحيانا كثيرة البايرن يتناقل الكرة لأكثر من دقيقتين دون لمسة من لاعبي السيدة العجوز .. شاهد:
بيرلو -ماركيزيو
- إدارة كونتي للمباراة كانت سيئة وقد حذرت منذ بداية الموسم أن بيرلو في العمق وحيدا لا يستطيع القيام بهذا الدور في المباريات الكبري ولا بد من مساند له في العمق والمفترض أن يقوم كيلليني بهذا في أوقات كثيرة في ظل إندفاع ماركي وفيدال مع أطراف مهاجمة بإستمرار.
- لم أعرف ماذا قدم بيلوسو حتي خروجه لم يستفد كونتي من وجوده لا دفاعيا ولا هجوميا ..والمفترض أن يعالج كونتي مأساة نصف الملعب مبكرا مع إعترافي بأن كونتي كان يعد بيلوسو لمراقبة ريبيري ولكن هاينكس نقل المعركة لنصف الملعب الأخر.
- الحل كان في خروج كوالياريلا مبكرا ودخول بوجبا أو أسامواه لمحاولة إنقاذ بيرلو في العمق كما كان ضروريا أن يقوم كونتي بنقل فيدال خلف لام لإجباره على التراجع ونقل ماركي للجهة الأخري في ظل إنخفاض مستواه ثم يدخل فوسنيتش بديلا لماتري.
- أعود بذاكرتي لمدة ما تقرب من العام عندما واجه بايرن الريال في نصف نهائي الشامبيونز العام الماضي وتحديدا منذ هذه المباراة إكتسب البايرن سمات جديدة في الأداء الجماعي للفريق وبات يستحق أن يصبح القطب الثالث مع برشلونة والريال كرويا ..وأري نصف نهائي ألمانيا اسبانيا يقترب .. تحية لهاينكس الذي أعاد بايرن لهيبته عندما كان هيتسفيلد يدربه مع إحترامي لفترة فان خال.