الجمعة، 11 يناير 2013 - 09:45
إعداد - محمد عبد العظيم ومحمود رضا الزملى
Add to Google
تناولت برامج التوك شو فى حلقة الأمس الخميس، العديد من القضايا الهامة حيث أجرى برنامج "هنا العاصمة" حوارا مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، وأجرى برنامج "على مسئوليتى" حوارا مع الدكتور محمد محسوب وزير الشئون القانونية والبرلمانية السابق.
هيكل يواصل تحليله للواقع المصرى فى الحلقة الأخيرة.. الربيع بدأ "عربيا" ولكن ما وصل إليه ليس "عربيا".. قوات برية خاصة دخلت ليبيا عن طريق مصر أيام المجلس العسكرى.. لم يكن فى حسابات الغرب تأثر مصر بثورة تونس.. "القذافى" كان شخصية طرزانية.. العرب جميعا ساهموا فى منح الأطلنطى تفويضا بعمليات عسكرية فى ليبيا.. طلب قطر التدخل العسكرى فى سوريا لتصورها أنها تنشر الديمقراطية.. سوريا أسوأ نموذج للتوريث.. وعدم سقوط النظام السورى يرجع إلى ضعف المعارضة
متابعة محمود رضا الزاملى – سمير حسنى
قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، إن الثورة التونسية فاجأت العالم فى الطريقة التى اندلعت بها، ولم يكن فى حسابات الغرب تأثر مصر بثورة تونس، وإنما كان التصور تأثر ليبيا.
وأضاف هيكل خلال حواره للإعلامية لميس الحديدى ببرنامج هنا العاصمة، على قناة "سى بى سى" أن دول الناتو كان لديهم خططا لإسقاط النظام فى ليبيا منذ وقت مبكر رغم محاولة استرضاء القذافى لهم، والفاعل الحقيقى فى ليبيا كان حلف الناتو عبر العمليات العسكرية، وأطلق حلف الناتو على العمليات فى ليبيا اسم "الحماة المتحدون".
وأشار إلى أن عمليات الناتو بدأت بذريعة حماية المدنيين فى ليبيا، مؤكداً أن هناك قوات برية خاصة دخلت إلى ليبيا عن طريق مصر أيام المجلس العسكرى.
وأضاف هيكل أن فرنسا تحملت الجزء الأكبر من العمليات العسكرية، وأشار هيكل إلى أن الأردن وقطر والإمارات شاركت فى العمليات العسكرية فى ليبيا، لافتا إلى أن الثورة فى ليبيا بدأت من بنيغازى لبعدها عن العاصمة وقربها من مصر.
وأضاف هيكل أن ليبيا دولة قريبة العهد بالوحدة، حيث كانت قبل ذلك ثلاثة مناطق رئيسية، وأن ما بدأ فى ليبيا كان تعاطفا مع ميدان التحرير فى مصر.
وقال، إن خلخلة النظام الليبى بدأت فى جامعة الدول العربية، وبناء على اقتراح مجلس التعاون الخليجى، فحلف الأطلنطى عمل فى ليبيا بقرار من الجامعة العربية، وكان المبرر أخلاقياً وهو حماية المدنيين.
وأكد هيكل أن العرب جميعاً ساهموا فى منح الأطلنطى تفويضا بعمليات عسكرية فى ليبيا.
وأوضح هيكل، أن القذافى تصرف بعنف كبير مع بدايات الثورة وأعطى ذريعة للآخرين للتدخل، فالدول المعنية تحركت سريعا ونزل الإنجليز إلى القبائل على الأرض.
وقال هيكل، "إنه عندما نطلب التحالف مع الشيطان فهناك ورقة نوقعها ولا يعتد فيها بالضحايا، وكان من الاهتمام الرئيسى توفير غطاء سياسى للعمل العسكرى، فساركوزى كان يتعجب من تأخر قرار الجامعة العربية".
وشدد هيكل على إن الربيع بدأ عربيا، ولكن ما وصل إليه ليس عربيا، وهذا يثير الحزن، مشيراً إلى أن العالم العربى تحمل باقى تكاليف العمليات العسكرية فى ليبيا.
وأضاف أنه تم توزيع الغنائم بين دول الناتو فى صورة توزيع حصص البترول، فالصراعات يقودها الأقوياء ويسمونها مصالح، ومع الضعفاء يسمونها موائمات.
وأشار هيكل، إلى أن ثورة ليبيا فى الستينيات أثارت حيرة فقد كانت أقرب للبعث منها للتيار القومى، قائلا، "اقترحت أن يذهب محمود رياض إلى ليبيا عندما طلب الثوار فى ليبيا من عبد الناصر أن أذهب إليهم شخصيا".
وتابع هيكل، "قابلت القذافى لأول مرة فى بنيغازى، وكان عاشقا لمصر، ونحن نتحدث عن رجل مثالى طلب الوحدة العربية ورتب حلما للأمة مبنى على خطاب عبد الناصر".
وعن شخصية القذافى قال هيكل كأنه شخصية جاءت من الفضاء وكتبت عنه فى مؤتمر القمة، فالزعماء لدى القذافى إما أبيض أو أسود، وكان شاب قبلى والصورة لديه طرزا نية لحد ما .
فقد استجاب القذافى لطلب عبد الناصر بشراء قاذفات ووفر الاعتمادات فورا، وأشرف مروان أخبرنى بغضب القذافى بسبب اكتشافه أن القاذفات مستعملة.
وتابع الكاتب الكبير، أن القذافى تعرض لأمور كثيرة سببت له صدمات وكنا فى حالة مرتبكة عقليا، والقذافى زارنى فى الأهرام وقرر منح مساعدات لمصر بقيمة 300 مليون جنيه إسترلينى لتشغيل المصانع.
واستكمل، القذافى كان يرى فى نفسه الأولى بإرث عبد الناصر ولذلك لم يحب السادات، واختلف القذافى مع السادات بسبب إعلان الملك فيصل فى الأهرام، فقرر القذافى وقف المساعدات لمصر بسبب إصراره على إخراج أحمد إسماعيل قائد القوات المصرية.
عندما نتحدث عن ليبيا فنحن أمام بلد حديث العهد بالوحدة والتيار الإسلامى المتشدد هو الغالب، وليس هناك سياسى أوروبى لم يأخذ أموالا من القذافى فى ليبيا، ولا توجد أثار عمران وهناك تناقضات كبيرة بين المناطق المختلفة.
وأضاف هيكل، الوضع فى ليبيا خطر على مصر فهناك منطقة الجبل الأخضر والخطر المباشر على مصر من الإرهاب والسلاح.
وتابع الكاتب الكبير 2.7 مليون يعيشون فى ليبيا كانت من مزايا الحب الخائب، ويصعب مودتهم فنحن فى مواجهة الربيع العربى لم نتصرف بصورة جيدة والفرصة النادرة تضيع.
وأوضح هيكل، الشام منطقة ممتدة من تركيا إلى مصر وعاشت طويلا كوحدة واحدة، وسوريا خليط جغرافى وحضارى مختلف والخليط الإنسانى والثقافى فكرة أكثر منه واقع.
وعن الوضع فى سوريا، قال هيكل معركة إيران هامة جدا للصراع القادم فى الصين فى الشرق الأقصى، فالصين لديها أسباب إستراتيجية تتعلق بالصراع على أسيا خلال السنوات القادمة، وهناك عملية سلخ فى سوريا وسوف يسقط النظام عاجلا أو أجلا.
وأضاف هيكل، أن أمريكا وتركيا حصلتا على الغطاء السياسى العربى فى سوريا، وطلب قطر التدخل العسكرى فى سوريا لتصورها أنها تنشر الديمقراطية.
وتابع فى سوريا نحن أمام عملية ظلم وطغيان أسوأ نموذج للتوريث، فحافظ الأسد كان له موقف متشدد فى التفاوض حول الجولان، فى عهد بشار الأسد حدث تحرك اقتصادى، لكن الرخاء لا يعوض غياب الحرية والتوريث.
وأوضح هيكل، هناك أسرة تحتكر الثروة فى سوريا وفساد منتشر وحزب واحد يحكم، وعدم سقوط النظام السورى يرجع إلى ضعف المعارضة، وعدم القدرة على عمل عسكرى دولى وقلق تركيا من التحرك أكثر.
كما أكد هيكل على أنه لم يقابل الأسد الابن ولم يذهب لسوريا لمناهضة فكرة التوريث فى مصر، فالأمل الحقيقى فى المعارضة الموجودة داخل سوريا والتى تحملت ظلم النظام، مضيفا أنه كان يمكن لمرسى أن يطلب الحوار مع الأسد والمعارضة قبل الإدلاء بموقفه.
وأضاف هيكل، سوريا تشهد حربا أهلية والنتيجة صعوبة حكم سوريا فيما بعد، أقلقنى ما قاله مرسى فى السعودية عن ضرورة رحيل الأسد متبنيا الموقف الخليجى.
وتابع هيكل سوريا المرتكز الآخر للأمن القومى المصرى، والأسد مسئول عن جزء من المجازر فى سوريا لأنها ليست مسئولية طرف واحد، فالطرفان فى سوريا غير قادرين على تحقيق الانتصار على الأرض.
حزب الله مشكلة كبيرة والشيخ حسن نصر الله يمثل ظاهرة مقاومة فى العالم العربى، ولابد أن نسلم أن الجميع لديه مصالح، فإيران باستمرار تتطلع لدول البحر المتوسط، والشيخ نصر الله كان يمثل مقاومة أمام إسرائيل وهذه لم تعد موجودة، وحسن نصر الله قومى عربى حقيقى، وحزب الله لديه قوة حقيقية ذاتية، وأتوقع سقوط النظام السورى خلال ستة شهور، والنظام سيتغير ببطء ولابد من تسهيل خروجه لنستعد ببديل آخر من الداخل.
"على مسئوليتى":
"محسوب": لا يمكن نعت الليبرالية المصرية بأنها علمانية على المطلق.. والحضارة الإسلامية لم يساهم فى بناؤها مسلمون فقط.. الشراكة فى إدارة الدولة ليس معناه المشاركة فى الحكومة فقط.. ولا يوجد تناقض فى وجود الدين فى المجتمع وتأثيره فى القيم والسياسة
متابعة سمير حسنى
قال الدكتور محمد محسوب وزير الشئون القانونية والبرلمانية السابق، أن البعض ينظر إلى الليبرالية المصرية باعتبارها علمانية غربية، مشيرا إلى أن هذا المنطق غير سليم، باعتبار أن العلمانية فى أوروبا لم تكن اتجاها ضد الدين، وكانت تفسر بأنهم خدمة الرب خارج الكنيسة.
وأضاف محسوب خلال برنامج "على مسئوليتى" الذى يذاع على قناة الجزيرة مباشر مصر، أن مفهوم العلمانية قد تطور، وبالتالى لم تمنع العلمانية الملكة من رأس الكنيسة فى بريطانيا، والولايات المتحدة، ولا يوجد تناقض فى وجود الدين فى المجتمع وتأثيره فى القيم والسياسة.
كما أنه لا يمكن نعت الليبرالية المصرية بأنها علمانية على المطلق وأنها تحاول أن تستبعد الدين من كل شئ، والعلمانية الأوروبية لها خصوصية، حيث إنها موجودة فى أساس الفكر المسيحى والكنسى، والكنيسة تجاوزت هذا الفكر وتدخلت فى الحياة السياسية والاقتصادية فى أوروبا، مشيرا إلى أن جزءا من تقارب الجماعة الوطنية، هو أن الكل يفهم الآخر ولا يقصيه، لافتا إلى أن الخلاف بينهما ليس جذريا.
وشدد محسوب على أن الحضارة الإسلامية التى امتدت إلى أكثر من 1500 سنة لم يشارك فيها مسلمون فقط، وإنما ساهم السكان الموجودون فى الدول الإسلامية فى بناء الحضارة، مضيفا، "محاولة استعادة الفكر الحضارى الإسلامى لا يجب أن يترتب عليه أنه محاولة لإقامة دولة إسلامية فقط، دون تنوع دينى فى هذا المجتمع، وهذه تعتبر أفكارا خاطئة، مؤكدا على حتمية استعادة الجماعة الوطنية لحمايتها.
وأضاف أنه لا يمكن حدوث نقلة نوعية فى حياة الدولة المصرية إذا كان هدف كل فصيل أن يستبعد باقى الفصائل، وسيكون محكوم عليه بالفشل، حتى ينتهى الأمر بفشل مهين وذريع للجميع.
وقال محسوب، إن الشراكة فى إدارة الدولة ليس معناه المشاركة فى الحكومة فقط، وإنما فى النظام السياسى أيضا، ولفت إلى أن الهيمنة من فئة معينة لم يكن موجودا فى مصر.