قال تامر منصور سفير مصر لدى الإمارات، إنه عاتب بصفة شخصية الفريق ضاحى خلفان قائد الشرطة فى دبى، على تصريحاته وتعليقاته على مواقع التواصل الاجتماعى بشأن الرئيس مرسى، مؤكداً أن ما يقوله خلفان أمر يخصه بشخصه ولا علاقة له بمنصبه أو بدولة الإمارات، متمنياً أن تهدأ نبرة التصريحات وحدّتها لتجاوز الأزمة. ونفى منصور تعقُّب أجهزة الأمن زوجات المعتقلين فى قضية خلية الإخوان أو احتجازهم فيما عرف بالخلية النسائية التى تضم مواطنات إماراتيات.
■ ماذا عن آخر تطورات الأزمة المصرية- الإماراتية؟
- أعتقد أن الأزمة بين مصر والإمارات مجرد سحابة صيف ستمر، خصوصاً أن العلاقات المصرية- الإماراتية راسخة، ومؤخراً زار الإمارات وفد بقيادة السفير على العشيرى مساعد الوزير للشئون القنصلية، فى إطار زيارة اللجنة القنصلية المصرية لتعزيز العلاقات مع الإمارات، وبحث مشكلات المواطنين المصريين.
■ وهل توصلت اللجنة إلى حل لأزمة المعتقلين المصريين فى الإمارات؟
- لا، ولكنها طلبت لقاء المحتجزين المصريين، فضلاً عن أن الجانب الإماراتى أكد على المعاملة الطيبة التى يتلقاها المعتقلون، وفى الوقت نفسه قُمنا بتكليف محامٍ للدفاع عنهم والرد على الاتهامات التى ستوجه إليهم.
■ ماذا عن تعقُّب زوجات المعتقلين؟
- الأمر عارٍ تماماً عن الصحة، فلم يحدث أى تعقب، وما ذُكر حول الخلية النسائية غير حقيقى، لأنها بالأساس خلية لمواطنات إماراتيات، وليس لها أى علاقة بالخلية المحتجَز على ذمتها المصريون.
■ هل الأزمة فى صورتها الحقيقية هى أزمة بين مصر والإمارات، أم أزمة بين جماعة الإخوان المسلمين والإمارات؟
- لا توجد أزمة من الأساس، لكن من الضرورى إيجاد تفاهُم وتقارُب فى وجهات النظر بين جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة ودولة الإمارات.
■ هل تعتقد أن تصريحات ضاحى خلفان قائد شرطة دبى، وراء الأزمة؟
- تصريحات ضاحى خلفان لا بد أن توضع فى إطارها الحقيقى، وهى مجرد تصريحات شخصية لا ينبغى أن تخرج عن سياق شخص ضاحى خلفان.
■ ولكن ضاحى خلفان يشغل موقعاً مهماً بدولة الإمارات، فكيف تكون تصريحاته شخصية؟
- فعلاً هذا عبء على ضاحى خلفان الذى يجب عليه أن ينتبه إلى تصريحاته الشخصية خلال الفترة المقبلة.
■ ألم تعترض السفارة المصرية على تصريحاته تجاه رئيس الجمهورية؟
- لم نعترض بشكل رسمى، ولكننا اعترضنا بشكل شخصى، فكانت هناك لقاءات وتمت معاتبته بشكل شخصى، ثم إن دولة الإمارات أصدرت بياناً قالت فيه إن تصريحات قائد شرطة دبى شخصية ولا تمثل توجه الإمارات تجاه مصر.
■ يقال إن هناك جهوداً ووساطة قطرية وتركية للصلح بين مصر والإمارات خلال الفترة الحالية، ما تعليقك؟
- العلاقة بين مصر والإمارات لا تحتاج إلى أى وساطات، وكما قلت الأزمة مجرد سحابة صيف بين البلدين، والعلاقات ستعود إلى طبيعتها، وأقوى مما كانت قريباً.
■ وما الوضع حول قضية المحتجزين، هل الإمارات تعتبرها قضية سياسية؟
- الإمارات تصنِّفها كقضية أمن دولة.
لم نعلم بزيارة «الشاطر».. وقضية المعتقلين «أمن دولة».. والإمارات أبلغتنا أن لديها أدلة دامغة
■ وهل تملك الإمارات دلائل حول تورُّط المصريين المحتجزين فيما يضر بأمن الدولة؟
- الجانب الإماراتى يتحدث ابلغنا أنه يملك دلائل دامغة.
■ هل قامت السفارة المصرية بزيارة المعتقلين المصريين هنا؟
- حتى الآن لم نحصل على تصريح الزيارة، أو بمعنى أدق لم تصدر لائحة الاتهام، فقانون الإجراءات يُعطى إمكانية أن يظل المعتقلون على ذمة الاحتجاز حتى شهر كامل من تاريخ الاعتقال دون صدور لائحة اتهام لهم، وبعد صدور لائحة الاتهام سنتمكّن من زيارتهم.
■ هل زيارة الدكتور عصام الحداد ورئيس المخابرات العامة ستسهم فى تحسين العلاقات بين مصر والإمارات؟
- زيارة «الحداد» واللواء رأفت محمد شحاتة بداية لزيارات مقبلة لوفود وزارية ورئاسية، لرأب الصدع فى العلاقات.
■ وماذا عن لقاءات الوفد المصرى مع قيادات الإمارات؟
- الثنائى التقى الشيح محمد بن راشد حاكم إمارة دبى، فى حضور الشيخ حمدان ولى عهد الإمارات، والشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية.
■ البعض يتحدث عن إجراءات تضييق على المصريين بعد وصول الإخوان إلى سدة الحكم فى مصر؟
- ليس تضييقاً بمعنى الترحيل، ولكن ربما التضييق يعنى عدم التجديد للمصريين بشأن عقود العمل.
■ هل حدثت تلك الواقعة فى أكثر من مناسبة؟
- لا نريد تضخيمها بشكل كبير، فتأشيرات الدخول فيما يتعلق بمنتخب مصر ونادى الزمالك فى معسكرهم الأخير بدبى كانت سهلة دون أى تعقيدات، وذلك يعنى أن الأمر حتى الآن ليس معقّداً.
■ هل تلك التعقيدات بسبب وصول الإخوان إلى الحكم؟
- «ماحدش يقدر يصرح رسمى ويقول كده»، ولكن فى الوقت نفسه بدأت الإمارات فى الاعتماد على العمالة الآسيوية، فوزارة العمل نفسها بدأت فى وضع شروط بعدم اقتصار العمالة على جنسية واحدة، ووجوب تنويعها.
■ هل الأزمة تطورت بعد واقعة المستشار فؤاد راشد بعد إنهاء عمله فى إمارة رأس الخيمة؟
- على حد علمى أن إنهاء التعاقُد جاء بالاتفاق، وتم إبلاغه قبلها بـ3 أسابيع.
■ هل إنهاء العمل تم بشكل طبيعى أم بسبب آرائه؟
- سألتُ عن الواقعة، فقيل لى إن الإنهاء بشكل طبيعى.
■ هل تم الاتفاق على تهدئة التصريحات بين جماعة الإخوان والإمارات؟
- لم يُتفق عليه خلال الزيارة الأخيرة، ولكن أعتقد أن التهدئة ستصب فى مصلحة البلدين.
■ هل تمت دعوة الرئيس مرسى لزيارة الإمارات خلال الفترة المقبلة؟
- تم توجيه دعوة من سمو الشيخ خليفة بن زايد وقدَّمها وزير الخارجية من أجل زيارة الرئيس مرسى للإمارات، ولكنها لم يحدد موعدها حتى هذه اللحظة وسيتم تحديده وفقاً لموعدها.
■ قيل أيضاً إن الوفد المصرى تحدّث عن وجود شفيق بالإمارات وعودته إلى القاهرة؟
- هذا فقط ما تناولته الصحافة ولكن الاجتماع لم يتم التطرق فيه إلى أى أمر يخص الفريق أحمد شفيق.
■ هل ترى أن وجود الفريق أحمد شفيق على الأراضى الإماراتية أحد أسباب الأزمة بين الإمارات ومصر؟
- أعتقد أن الجانب الإماراتى يعول أكثر على الشعب المصرى، وهم حريصون على العلاقة مع الشعب، واختيار الشعب لرئيسه هو قرار لا دخل لهم به.
■ هل حدثت أى طلبات من مصر للإمارات بشأن مثول الفريق شفيق أمام القضاء المصرى؟
- على مستوى السفارة المصرية لدى الإمارات لم نتلق أى طلبات بشأن ذلك.
■ أنت تؤكد أنه لم تحدث أى طلبات خلال الزيارة الدبلوماسية بشأن عودة شفيق لمصر؟
- نعم، نهائياً.
■ التصريحات التى خرجت من مصر عن جماعة الإخوان المسلمين حول وجود مؤامرة بين محمد دحلان وضاحى خلفان للإطاحة بالرئيس مرسى، هل أثّرت على العلاقات؟
- علينا أن نكون أكثر وعياً بأن تلك التصريحات تُفسد العلاقات، لكنى أؤكد أن الجانب الإماراتى أكثر وعياً ويتعامل مع تلك التصريحات على أنها ليست الموقف الرسمى لدولة مصر.
■ هل تقدَّمت الإمارات بأى احتجاجات حول تلك التصريحات؟
- لم يقدَّم احتجاج رسمى بشأن هذا، ولكن لقاء الوفد الدبلوماسى الذى تم مع الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية، كان يتحدث عن تلك التصريحات، وكان أيضاًً يتضمن إشارة حول النهوض بالعلاقات وتحسينها.
■ ما رؤيتك للعلاقات المصرية- الإماراتية خلال الفترة المقبلة وتحديداً الأسابيع المقبلة؟
- أعتقد أنها ستكون فى نمو مستمر، ويجب أن يكون خلالها زيارات وزارية مستمرة، مثل زيارة وزير الآثار للحديث عن تنظيم مؤتمرات ثقافية خلال الفترة المقبلة.
■ هل اللجنة الوزارية التى تم تشكيلها لحل الأزمة أسفرت عن أى شىء؟
- اللجنة المشتركة القنصلية بحثت بعض الموضوعات بجميع المجالات، كالتعليم أو التعليم العالى والصحة.
لم نعترض على تصريحات خلفان رسمياً.. وعاتبته بشكل ودى
■ وهل بحثتم أزمة المعتقلين المصريين؟
- نعم بحثنا أمرهم، واتفقنا على زيارتهم فور صدور لائحة الاتهام.
■ وما توقعاتك حول الفترة الزمنية المزمع فيها صدور لائحة الاتهام؟
- كقضايا أمن الدولة، الأمر يأخذ وقتاً طويلاً، للبحث فى الأمر.
■ وهل أثّرت المظاهرات أمام السفارة الإماراتية فى مصر على موقف المعتقلين؟
- كان هناك استياء، ولكن ليس بشكل رسمى، خصوصاً أنه داخل الإمارات لا توجد أى تظاهرات أمام مبانى السفارات، وعلينا الانتظار قليلاً حتى صدور لائحة الاتهام.
■ وهل التهمة الرئيسية للمعتقلين المصريين هى جمع أموال لإحياء التنظيم الدولى للجماعة بالإمارات؟
- هذه الاتهامات نُشرت فى جريدة «الخليج» الإماراتية، ولكن السفارة المصرية لم يصلها أى شىء رسمى، ولكن على المستوى الشخصى كان هناك تواصل مع الجهات الأمنية الذين أكدوا أنهم يحترمون حقوق الإنسان بشأن المعتقلين من حيث الرعاية الصحية للمرضى.
■ وماذا عن زيارة خيرت الشاطر للإمارات، هل كان هدفها المعتقلين المصريين؟
- لم أعلم أساساً بتلك الزيارة، ولا أهدافها من «الشاطر»، ولكن فى الوقت نفسه الإماراتيون منحوا «الشاطر» التأشيرة وجاء والتقى مسئولين فى الدولة.
■ هل «الشاطر» التقى مسئولين رسميين فى الدولة؟
- نعم، ولكن السفارة لم تكن على عِلم بتلك الزيارة.
■ هل كان هدفه تقريب وجهات النظر بين مصر والإمارات؟
- يُعتقد ذلك، ولكن تقريب وجهات النظر لا يحتاج إلى كل هذه الجهود، فالأرضية خصبة لتطوير العلاقات بين البلدان.
■ البعض يتحدث عن أن الإمارات خائفة من تصدير الثورة المصرية إليها؟
- الرئيس مرسى أكد فى أكثر من مناسبة، أن مسألة تصدير الثورة أمر غير مطروح، وليس هدفاً من أهداف مصر.
■ التقارب بين مصر وإيران فى الفترة الماضية، الذى اعتبره البعض يأتى للرد على الأزمة مع الإمارات، هل كان له أثر هنا فى الإمارات؟
- تم نشر الخبر فى الصحف الإماراتية بشكل عام، ولكنى أعتقد أن الأمر شأن داخلى لمصر فى إطار زيارة الرئيس الإيرانى مصر لحضور مؤتمر القمة الإسلامية فى فبراير المقبل، وزيارة وزير الخارجية كانت تحضيرية لذلك.