أصدرت الدعوة السلفية بيانا، اليوم الأحد، إزاء الأحداث الراهنة، وجهت فيه عدة رسائل لكل من القوات المسلحة والشرطة والمعارضة ولجموع الشعب المصرى.
وأهابت "الدعوة السلفية" فى بيانها بجميع المصريين أن يتذكروا أننا فى وطن واحد كالركَّاب فى سفينة واحدة كما ضرب النبى - صلى الله عليه وسلم- المثل؛ فإما أن نحفظ وطننا أو لا نلومن إلا أنفسنا، وأول ما نحفظ به الوطن أن يحافظ كل منا على دماء وأعراض وأموال الآخرين، وقد قال النبى - صلى الله عليه وسلم - فى يوم عرفة: (إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِى شَهْرِكُمْ هَذَا، فِى بَلَدِكُمْ هَذَا) (متفق عليه)، موجهة نداءً إلى الشعب المصرى وإلى جميع الهيئات التى هى فى حقيقتها مكونة من مجموعة من أبناء هذا الشعب، كما وجهت نداءنا إلى الجيش والشرطة وسائر مؤسسات الدولة، وكذلك إلى من ينتمون للأحزاب ومن لا ينتمون، وكذلك إلى الحكومة والمعارضة.
وقالت الدعوة السلفية فى بيانها: "ونقول لرجال القوات المسلحة: أنتم درع الوطن وحائط الصد الأخير لحماية منشآته إذا لزم الأمر، ونقول لرجال الشرطة: لكم دوركم الذى لا ينازعكم فيه أحد، ولكن حذار أن تفرطوا فيه أو تتقاعسوا أو تعاقبوا الشعب عقابًا جماعيًّا لوجود انفلات هنا أو هناك! نريد منكم حزمًا مع الخارجين على القانون واحترامًا لكل ملتزم به ومحافظ على أمن بلاده.
كما وجهت الدعوة السلفية كلمة إلى الحكومة قائلة: "إن القيادة رعاية ومسئولية فى المقام الأول كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ... ) (متفق عليه).
ووجهت الدعوة السلفية كلمة للمعارضة قائلة: "إن المعارضة الرشيدة هى التى تساند الحكومة فى الأزمات مهما اختلفت معها وهى التى تعبر عن آرائها، بل واحتجاجاتها بطريقة سلمية تحافظ على أمن المجتمع، مضيفة: "وينبغى أن يدرك الجميع أن الحوار هو العاصم الوحيد بعد فضل الله -عز وجل- من التشرذم وضياع الدولة.
ووجهت الدعوة السلفية كلمة إلى الدعاة قائلة:"وإلى "الدعاة إلى الله" نقول: دوركم لا سيما فى هذه المرحلة الحرجة أن تمتثلوا قول الله - تعالى-: (ادْفَعْ بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ) (المؤمنون:96).
وأضافت الدعوة فى بيانها: "ويبقى فى النهاية الشعب هو الذى يفرز كل هذه الطوائف وهو الوحيد القادر على محاسبتها وتقويمها".
وناشدت الدعوة السلفية جماهير الشعب المصرى أن تساند الجيش فى مهامه على الحدود أو داخل المحافظات التى له فيها دور، وأن يساند الشرطة على الوجود والانتشار وممارسة عملها الذى هو أمانة فى أعناقها.
وقالت: "وعلى جموع الشعب إذا اقتضت الضرورة عمل لجان شعبية لحماية المنازل والمحلات، وأن يكون ذلك بالتنسيق مع القيادات الشرطية العاملة إن لم يكن فى المكان ذاته فمع القيادة الأعلى، مضيفة: "على جميع أفراد الشعب والعاملين فى الهيئات المختلفة أن يدركوا أن الأخذ على يد المخطئ وإن انتمى إلى مؤسسته هو العدل الذى أمر الله به، بل هو النصرة الحقيقة للمخطئ قبل أن يكون نصرة للمجتمع كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا) فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: (تَحْجُزُهُ، أَوْ تَمْنَعُهُ، مِنَ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ) (متفق عليه).
وحذرت الدعوة السلفية بصفة خاصة من ظاهرة انتشار السلاح واستعماله بغير حق، قائلة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا) (متفق عليه)، مذكرة بأن زوال السماوات والأرض أهون على الله من سفك دم امرئ مسلم، وبقول الله -تعالى-: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِى الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) (لمائدة:32).
وأوصت الدعوة السلفية فى بيانها الجميع بتقوى الله، وشكر نعمه وعدم كفرانها، ومنها: "نعمة الأمن والرزق"، قال الله – تعالى -: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (النحل:112).