نجح الخبراء المراقبون لبطولة كأس الأمم الأفريقية فى التوصل إلى الأسباب الحقيقية وراء غياب النجوم الأفارقة المحترفين فى الدوريات الأوروبية عن المشاركة فى بطولات الأمم الأفريقية، وهو أن الاتحاد الأفريقى لكرة القدم يرصد مليون و500 ألف دولار لبطل البطولة التى تختتم فعالياتها فى العاشر من فبراير المقبل، ومليون دولار للوصيف و750 ألفا لصاحب المركز الثالث.
ضعف المكافآت البطولة الأفريقية كانت سببا فى غياب الغانى مايكل إيسيان لاعب ريال مدريد الأسبانى، والمغربى عادل تاعرابت لاعب كوينز بارك رينجرز الإنجليزى، بعدما تحول لاعبو كرة القدم إلى مشاريع استثمارية عملاقة تدر أرباحًا خيالية ليس لهم فحسب وإنما لوكلائهم والأندية التى يلعبون لها، ولا تعتبر المكافآت المالية التى رصدها الكاف حافزًا على الإطلاق لتلك النجوم للقتال فى الملعب من أجل اللقب.
من أبرز الأمثلة التى تدل على ضآلة مكافآت البطولة راتب الإيفوارى ديديه دروجبا الذى يحصل على 16 مليون دولار سنويا من ناديه الصينى شانجهاى شينهوا وهو يفوق جائزة بطل كأس الأمم الأفريقى بـ10 أضعاف، الأمر الذى يجعل مشاركته فى البطولة نوعًا من الترف بالنسبة له، وليس سعيا لتحقيق اللقب.
ومن المفارقات التى تشهدها النسخة الجارية للبطولة الأفريقية هو المقابل المادى الضخم الذى يحصل عليه ثلاثى كوت ديفوار دروجبا والأخوين يايا وكولو توريه ثنائى مانشستر سيتى الإنجليزى، حيث يحصلون على حوالى 1.8 مليون دولار كرواتب شهرية، وهى أعلى من قيمة جوائز بطل أمم أفريقيا بـ300 ألف دولار.
وبعيدًا عن المكافآت المالية، فإن التأمين الصحى على اللاعبين لا يرتقى لمستوى نجوم البطولة، حيث تعجز بعض الاتحادات الأفريقية على تحمل تكاليف الرعاية الصحية لأى لاعب فى حالة تعرضه للإصابة، ويعود بالضرر على الأندية المتعاقدة مع تلك اللاعبين بمبالغ مالية كبيرة.