أكد عدد من السينمائيين أنهم يواجهون أعداء الفن والتيارات المتشددة التى تحاربهم بالجمهور الذى يدعمهم، ويبقى فى صفهم طوال الوقت.
جاء ذلك خلال ندوة "صناعة السينما.. رؤية مستقبلة"، التى عقدت مساء أمس الاثنين، بمخيم الفنون بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، شارك فى الندوة الأديب والكاتب مصطفى محرم، والسيناريست والشاعر مدحت العدل، وأداراها الناقد عبد الغنى داود الذى أوضح أن السينما منذ بدايتها تعانى من مشاكل عديدة، لكن مع الألفية الثالثة تدهورت صناعة السينما، مطالبا المشاركين بوضع الحلول العملية لتبقى هذه الصناعة فى مصر رائدة كما بدأت.
وقال الناقد مصطفى محرم إنه منذ بداية صناعة السينما إلى الآن، وهى تمر بأزمات متكررة، وقد كتبت مقالا عن السينما الإيرانية بعد استضافة إيران، حيث تعرفت من خلال رحلتى هناك على السينما الإيرانية التى بدأت منذ عام 1900 بعد اختراع السينما بخمس سنوات، وهو نفس الوقت الذى بدأت فيه السينما المصرية تقريبا فى ذاك الوقت مع بداية العشرينات، ورغم تقارب البدايات السينمائية بيننا وبين إيران، إلا أنها استطاعت أن تحقق تقدما مذهلا فى صناعة السينما.
وأشار إلى أنه عندما كتب كتاب السيرة الذاتية عن المخرج يوسف شاهين كان يعمل مقارنة ما بين الأعمال الأولى ليوسف، خصوصا الأبيض والأسود مع الأفلام الأمريكية المنتجة فى نفس العام، فوجدت أن شاهين قد تفوق تكنيكيا على الأمريكان، وفى هذه الفترة كانت السينما المصرية تواكب نظريتها العالمية فى التكنيك، ولكن سرعان ما أصيبت هذه الصناعة بالشلل لعدم تدعيمها، بخلاف الدول الأخرى التى تعتبر صناعة السينما صناعة استراتيجية مهمة مثل صناعة الأسلحة.
وقال الكاتب مدحت العدل إن ارتفاع أجور النجوم تعد من أهم مشكلات السينما الآن، مشيرا إلى أن مسألة الأجور عملية نسبة وتناسب، وذكر أن أم كلثوم عام 1928 عندما قدمت أغنينها "كنت أسامح وأنسى الآسية" أخذت أجر 80 جنيها الذى كان كاف لشراء سيارة فى ذاك الوقت، وعرضت الشركة المنتجة على أم كلثوم أن تأخذ نسبة من المبيعات بدلا عن الأجر، وهو ما رفضته أم كلثوم، وبعد طرح الأغنية وتحقيقها للنجاح اكتشفت أم كلثوم أنها لو حصلت على النسبة كان يمكن أن يصل أجرها إلى 12 ألف جنيه، هذا المبلغ الكبير فى هذا الوقت، فموضوع الأجور نسبى ويختلف من زمن لآخر.
وقال: هناك بالطبع مبالغة من بعض النجوم، فلا يمكن لفيلم تصل تكلفته لـ20 مليون جنيه، ويحصل بطله على 10 ملايين، أى نصف ميزانية الفيلم، والمنتج الجيد هو من يعلم أن الفيلم عملية متكاملة من بطل وقصة وإخراج، ولكن للأسف الآن المتحكمون فى السينما ليسوا مصريين.
وأضاف: بعدما أدركت الدول الخليجية أهمية الفيلم المصرى، وأنه سلاح قوى للتواجد بقوة فى كل أنحاء الوطن العربى قرروا أن يسحبوا البساط عن طريق إغراء النجوم بالأموال، فأصبح النجم الذى كان يتقاضى 500 ألف جنيه يعرضون عليه ملايين، فمن الطبيعى أن يترك شركته ويقبل العرض، وأنا كمنتج، لا أستطيع أن أقدم هذه المبالغ لأى نجم، ولا أستطيع تحمل أى خسائر، ولو خسرت فيلما سأتوقف عن الإنتاج، ولكن المنتج الخليجى مستعد للخسارة فى سبيل تحقيق أهدافه، وهى التواجد على الشاشة العربية.