''ممتاز دغمش'' قائد التنظيم الجهادي السلفي والمعروف بإسم ''جيش الإسلام''، فلسطينى مثير للجدل لا يُعرف له تاريخ محدد أثار حوله العديد من التساؤلات عمل بجهاز الأمن الوقائى الفلسطينى حتى منتصف التسعينات وبايع الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحى لحركة حماس ليقود بعدها الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية المعروف بـ ألوية الناصر صلاح الدين و اتهمه حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق بالضلوع في تفجيرات شرم الشيخ ودهب 2005، وتفجيرات المشهد الحسيني وخان الخليلي 2009، ثم تفجير كنيسة القديسين في نهاية 2010 ومؤخراً طلبت السلطات المصرية تسليمه للتحقيق معه بعد تفجيرات رفح الأخيرة والتى استشهد على أثرها ما يقرب من 16جندياً مصرياً .
نشأته ..
عمل في سجن الأمن الوقائي فترة رئاسة محمد دحلان برتبة رقيب أول ثم إستقال لينضم إلى حماس، ثم انفصل عنها لينضم إلى إحدي لجان المقاومة الشعبية وانفصل ليؤسس حركة جيش الإسلام التي ينسب إليه خطف الصحفي البريطانى الآن جونستون .
ينتمي إلى جماعات دغمش المسلحة في حي الصبرة التي يعمل أكثر أفرادها في تربية وبيع المواشي والتجارة ونقل البضائع بدأت شهرة دغمس تعلو فى الافاق حين تولى رئاسة الجناح العسكرى لحركة المقاومة الفلسطينية المعروف بألوية الناصر صلاح الدين وكان يمتلك ممتاز من الجرأة والشجاعة والخبرة العسكرية ما يؤهله لأن يقود في تلك المرحلة الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية .
تاريخ جيش الإسلام
تشكل جيش الإسلام الفلسطينى في الأساس علي يد عدد من عناصر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وتكون من العناصر الأكثر سلفية والتي كانت لديها تحفظات كبيرة علي أداء حركة حماس في السلطة لذلك شرعوا في تكوين ''جيش الإسلام'' في عام 2006، ليكون إحدي الأذرع والروافد العسكرية لمقاومة الإسلامية في فلسطين.
وقد استطاعت عناصر جيش الإسلام في أسر شاليط وخبأته بعيدا عن حماس مما أثار مشاكل كبيرة بين الحركتين انتهت باتفاق مشترك - بعد سيطرة حماس علي غزة - سلم بمقتضاه جيش الإسلام شاليط إلي حماس مقابل مبلغ مالي كبير والسماح لجيش الإسلام بالعمل في غزة دون ملاحقة أو مطاردة من القوة التنفيذية التي شكلتها حماس في القطاع لتتوتر العلاقة بين جيش الإسلام وحماس بعد إعلان أحد أمراء جيش الإسلام غزة إمارة إسلامية من أحد مساجد رفح الفلسطينية.
وشارك جيش الإسلام في أول عملية مشتركة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي مع ألوية الناصر صلاح الدين وكتائب عز الدين القسام في 25 يونيو 2006 وحملت اسما مركبا هو "الوهم المتبدد"، وأسفرت عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وأسر الجندي جلعاد شاليط.
جيش الإسلام فى مصر
وتنامي دور جيش الإسلام بشكل كبير وانتقل إلي رفح المصرية وبلغ عددهم في بعضا لتقديرات إلي ألفين وثلاثة آلاف شخص في الذراع العسكري للجيش وشهد عام 2008 تطورا مهما في حركة جيش الإسلام بعد توجهه إلي تجنيد عدد من بدو سيناء لتسهيل عملية تهريب السلاح إلي المقاومة في غزة ليكونوا عمقا استراتيجيا للحركة في منطقة سيناء.
وحددت مسئولية العناصر المصرية فى بعض المهام ومنها اختطاف سياح إسرائيليين وأجانب من القري السياحية شمال سيناء فكان جيش الإسلام هو امتداد طبيعي لتنظيم القاعدة داخل فلسطين ولكن بمنظور سلفي.
ويرى مراقبون أن اختيار اسم جيش الإسلام هو تسمية الهدف منها إعطاء هذا الجيش بعدا عالميا يتجاوز الطرح الوطني الفلسطينى ويجعل الانتماء إلي الهوية الإسلامية بما يتجاوز البعدين الوطني والقومي.
وهو نفس الطرح الذي قدمته العديد من الحركات الجهادية ومثل اللبنة الأولى لتأسيس تنظيم القاعدة.
الصراع بين فتح وحماس
استغل ممتاز الحرب بين حماس وفتح حيث حاول اغتيال قائد شرطة غزة في حينه غازي الجبالي والتي تكللت بالفشل بسبب خيانة أحد أصدقائه بعدها قام الجبالى بإستغلال دغمش لصالحه وسرعان مع توطدت علاقتهما حتى إستطاع دغمش الوصول إلى محمد دحلان لتنشأ بينهما صداقة قوية .
وكان لرؤساء أجهزة السلطة خلافات داخلية مع بعضهم البعض من أبرزها الصراع بين فرقة الموت المنبثقة عن جهاز الأمن الوقائي التابع لمحمد دحلان وفرقة الجحيم المنبثقة عن جهاز الاستخبارات التابع لموسى عرفات فاستغل دحلان ممتاز دغمش لتصفية موسى عرفات وحركته وهو ماساعد على دعم أواصر الصداقة بين دحلان ودغمش فهو المنافس الأكبر لخال رئيس السلطة ياسر عرفات.
حماس ودغمش
ومن هنا ازدادت شهرة ممتاز دغمش لذا فكرت حماس في استغلاله وبدأ بالفعل في وضع خطة تساعدها على التنفيذ فحاولات حماس إجتذابه من خلال منسقيين حركيين وهو ما حدث بالفعل وكان دغمش وقتها هو المسؤول العسكري للجان المقاومة الشعبية بقطاع غزة بعدها حدث خلاف بينه وبين أبو يوسف القوقا المسئول عن اللجان الشعبية بمدينة غزة وبادر دغمش بالإنسحاب إلا أن الشيخ أحمد ياسين أقنعه بالبقاء.
وبعد سلسلة من الإخفاقات وكثرة الصراعات بين دغمش وحماس بسبب فشله فى تنفيذ أى عمليه ضد اليهود منفرداً برجاله فإما أن يُغتال أو يُعتقل منفذوها ليقرر دغمش الإنفصال بعدها تكوين ''جيش الإسلام''.
تدهور العلاقات
وسرعان ما حدث توتر بين جيش الإسلام وحركة حماس بعد اختطاف عناصر من جيش الإسلام الصحفي البريطاني آلان جونستون في غزة، وتدخلت حماس وأطلقت سراحه بالقوة وأدركت حماس أن تنامي قوة جيش الإسلام الذي خرجت عناصره منها أصبح يمثل تهديدا علي تواجد ونفوذ حماس في غزة في ضوء أن ما يقوم به أفراد جيش الإسلام يهدد سلطتها علي القطاع ويجعل منها في موقف حرج خاصة أن جيش الإسلام طور عملياته في القطاع وبداء يعمل علي تحريض الشباب علي حماس كقوة شرعية في القطاع .
حرب شوارع ..
وشهد عام 2007 أول مواجهة بين حماس وجيش الإسلام حينما هاجمت عناصر من الجيش حاجزا أمنيا للقوة التنفيذية لحماس ونشبت حرب شوارع وتبادل مسلحون من الحركتين الهجوم علي منازل الأهالي التنظيميين.
وفي العام التالي حشدت حماس كل ميليشياتها في غزة وحاصرت المربع السكني الذي تقطن فيه عائلة ممتاز دغمش زعيم جيش الإسلام في منطقة حي البصرة ودارت معركة عنيفة بين الطرفين دامت عدة ساعات وانتهت بمصرع 11 من مقاتلي جيش الإسلام واعتقال المئات من عائلة دغمش
الصلح والهدنة
وبعد حصار مريع لآل دغمش في حي النصيران تشكلت لجنة شرعية مشتركة بين حماس وجيش الإسلام كان هدفها حل الخلافات علي الأرض وإيجاد قواسم مشتركة بين الحركتين ورغم أن التراشق الإعلامي يظهر بينهما من حين إلي آخر، ويصل إلي حد الخلافات الفكرية الكبيرة مثل رفض جيش الإسلام للهدنة التي التزمت بها حماس ضد إسرائيل، فإن الملاحظة المهمة أن المواجهات الدامية بين الفصيلين قد توقفت.
أحداث رفح الأخيرة
وبعد أحداث رفح الأخيرة طالبت السلطات المصرية أمس السلطات الفلسطينية تسليم قائد جيش الإسلام ممتاز دغمش وأثنين من عناصر جيش الإسلام للتحقيق معهم في ضلوعهم في مذبحة رفح وتم إبلاغ الجانب الفلسطيني داخل غزة عن طلب مصر رسمياً من حماس تسليمها ممتاز دغمش قائد جيش الإسلام، على خلفية اتهامه هو وعناصر من تنظيم ''جيش الإسلام'' بأحداث الهجوم على رفح.
ولم تؤكد حماس أو تنفي رسميا الأمر، وتضاربت الأنباء، إذ أكدت مصادر في الحركة، ومن بينهم القيادي محمود الزهار، أن مصر استفسرت عن أسماء ناشطين في غزة، لكنه لم يعلن من هم ولم يقل إنهم مطلوبون للتحقيق، ونفت مصادر أخرى في الحركة، ومن بينهم صلاح البردويل، أن تكون مصر استفسرت أو طلبت تسليمها أشخاصا من غزة.