يرى الدكتور ناجح إبراهيم، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، أن مراجعات جماعات الجهاد لم تنجح، لأنهم عبارة عن تيارات متعددة لا توافق بينهم على شئ، واعتبر أحداث رفح محاولة للثار والانتقام من جانب الجماعات الجهادية، التى قُتل 6 من أعضائها خلال فض اعتصام العباسية الأخير برصاص الجيش، وتوقع أن يحاول «الجهاد» تكرار الحادث الأخير للانتقام من حملات الجيش لتطهير سيناء.
* ما الفارق بين رؤية الجماعة الإسلامية والجهاد للمراجعات التى جرت فى السجون؟
- هناك فارق كبير، فالجماعة الإسلامية تنظيم له قيادة واحدة، وتوحدت حول مراجعاتها، ثم كان هناك توافق وقناعة لدى كل أعضائها حول تلك المراجعات التى كتب عنها 23 كتابا، لكن جماعات الجهاد تمثل مجموعات صغيرة ومتناثرة، بينها اختلافات، وليست متحدة ومتعاونة فى كيان واحد مثل الجماعة الإسلامية.
* هل هذا سبب نجاح مراجعات الجماعة؟
- سبب نجاح مراجعات الجماعة الإسلامية أنها لم تراجع الأخطاء فقط، ولكن القواعد أيضاً، ووضع بناء عليها علماء الجماعة 23 كتابا فى هذا الصدد، تُرجم بعضها إلى الإنجليزية والفرنسية والأوردية.
أتوقع عملية أخرى ردا على تطهير سيناء.. والأفكار التكفيرية منتشرة فى الفيوم والشرقية والإسماعيلية
* كيف لم يصل تنظيم الجهاد لنفس النتائج؟
- الجهاد ليس تنظيما واحدا، فهو عبارة عن مجموعات متفرقة، والجماعة الإسلامية دخلت فى مراجعات قوية، وفيها صدق وعمق، وهى سابقة على الجميع، لأنها أول حركة إسلامية تعمل مراجعات فى تاريخ الحركات الإسلامية، باستثناء مراجعة الإخوان المسلمين فى 1954، وتأليف الشيخ حسن الهضيبى لكتاب «دعاة لا قضاة» فى عام 1965 رداً على التكفير. والمراجعات تعنى النقد الذاتى، و«القرآن» أوصى بها حينما ذكر النفس اللوامة، التى يسميها الأوروبيون النقد الذاتى.
* لماذا لا يدعم الجهاديون التوجه الإسلامى بقيادة الإخوان المسلمين؟
- أظن أن هناك عناصر من الجهاد تدعم الرئيس محمد مرسى، ولكن فى النهاية المنتمون للجماعات الجهادية قلة، وليس لهم رأى موحد يجمعهم مثل الجماعة الإسلامية.
* ما نوعية الجماعات الجهادية الموجودة فى مصر؟
- فى مصر توجد الجماعات الجهادية، ولكن سيناء بها جماعات تكفيرية، وهم جزء من المحنة التى حدثت فى قتل الجنود فى رفح وهى سابقة أولى من نوعها.
* ماذا عن اتهام البعض بضلوع إسرائيل فى حادث رفح؟
- إسرائيل بعيدة تماما عن هذا الموضوع، لأنها لو أرادت تنفيذ هذه العملية لفعلتها بشكل متطور.
* ماذا استهدف هؤلاء من قتل الجنود فى رفح؟
- هم ليس لديهم عمق، وتفكيرهم سطحى، ويظهر ذلك فى قتلهم الجنود المسلمين وهم يتناولون طعام الإفطار، وفى تنفيذ العملية أيضاً من خلال سرقتهم للمصفحة، ودخول الأراضى الإسرائيلية بها بدعوى الجهاد.
الجهاديون يكفرون الجيش والشرطة والمخابرات.. و«مرسى» سيواجههم بكل قوة بعد ضربتهم المؤلمة
* فى رأيك، ما سبب تنفيذ عمليتهم ضد أفراد القوات المسلحة؟
- لا يخفى على أحد أن لهم خصومة مع الجيش، وتحديدا بعد أن حاصرت قواته اعتصام العباسية وفضته بالقوة، ما أدى إلى قتل 6 من عناصر الجهاد، وهذا هو السبب الأرجح فى أنهم اختاروا الجيش للثأر منه، خاصة وأنه لا يخفى على أحد أنهم يكفرون الجيش والشرطة والمخابرات.
* ما حجم فصائل الجهاد فى مصر؟
- هناك أكثر من فصيل جهادى، ولكن أحجامهم وأعدادهم قليلة، وهم انتهزوا مناخ الحرية الذى أفرزته ثورة يناير، لنشر أفكارهم التكفيرية فى عدد من المحافظات، على رأسها الفيوم والشرقية والإسماعيلية وسيناء، خاصة فى العريش.
* ما سبب وجودهم فى تلك المناطق؟
- فكر التكفير ينتشر فى بيئة تعانى من الجهل لنشر الفكر الأحادى الذى يلعب على هذا الوتر.
* هل أثرت أحداث رفح على الحركات الإسلامية؟
- الأحداث الأخيرة أعادت الحركات الإسلامية للوراء، وكان لها تأثير سلبى عليها، وأدت إلى خصومة بين التيارات التكفيرية نفسها، لأن ضربتها كانت مؤلمة، وبالتالى من المؤكد أن الرئيس مرسى سيواجهها بكل قوة مستنداً على الدين.
* هل تتوقع أى هجمات أخرى من جانبهم؟
- الجماعات التكفيرية لن تصمت، خاصة بعد تحركات الجيش لتطهير سيناء وقتل بعض أعضائها.
* ما الوسيلة الأفضل للتصدى لتلك التيارات؟
- العلاج الأمنى ليس حلا كافيا، وأتمنى أن يحدث بالتوازى معه علاج فكرى لتلك التيارات.