قال الشاعر الكبير سيد حجاب، إنه عندما كان صغيرا كان الهم العام للبلد هو هم خاص، لذلك كان الجميع يمارس سياسة، ويشارك فى المظاهرات، وكان هناك من ينضم إلى الإخوان أو الوفد والسعديين، وكان للإخوان ولمصر الفتاة بريق خاص عند من يماثلوننا سنا، فانضممت إلى الإخوان وصرت متميزا بين شباب الدعاة، أقول خطبى شعرا.
جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذى أقامته الهيئة العامة للكتاب، مساء أمس الأربعاء، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب وقدمه الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب.
وأضاف حجاب خلال اللقاء، قرأت وأنا صغير ثقافات تقليدية، وجلست إلى القرآن والإنجيل، وأنه فى الوقت الذى ساهمت فيه المطارحات الشعرية، وكانوا يقولون، إن والدى شاعر فى صباه، وحين كبرت أدركت أن همّ الحياة أبعده عن الشعر.
وأضاف حجاب "قد عرف "أبويا" من شقيقاتى أننى أكتب الشعر ونظرا لانتماء الأسرة إلى بيئة دينية كانوا يلقبوننى بالشيخ سيد، وطلب والدى أن يسمع منى فقرأت عليه بعض قصائدى، فقال لى "أنت شاعر بالسليقة، أعطاك الله هذه الموهبة لتحمده عليها، وأعطانى دروسا فى العروض وأنا فى سن 11 سنة وكان يستخدم فى تعليمى طريقة الأزهريين القدامى.
وبرر حجاب انحيازه إلى العامية فى وقت كان فيه الناس يقدسون الفصحى، حنينه إلى الماضى جعله يتذكر والده، ويذكّر الأبنودى بما كان، ويطالب صلاح جاهين بالعودة للحياة، ويعظّم فؤاد قاعود صاحب الفضل، بينما جسد بملامح حزينة علاقته بعمار الشريعى وهو يستعيده بقصيدة أبكت أصحاب الدموع القريبة وصنعت ابتسامة كالبكاء على وجوه من تخونهم الدموع.
وتطرق حجاب إلى صراع العامية والفصحى الذى وصفه بـ "لا صراع" وضرب مثلا بالنشر الالكترونى والورقى، حيث لا فواصل بينهما ويجمعهما هدف الوصول إلى القارئ، وركز رئيس الهيئة العامة للكتاب على انجاز حجاب فى مجال الأغنية، وصنفه على قائمة من لم يكتبوا الأغنية وإنما يبدعون الشعر المغنى!
ويضيف: "ولدت فى نهاية الحرب العالمية الثانية، فى المطرية على ضفاف بحيرة المنزلة، ولذلك فأنا أنتمى إلى جيل الستينيات الذى وضع العالم فى تساؤل حول الوجود وأشعل ثورة الشباب وهى البذور الأولى التى طرحت ما نحن فيه الآن.
انتمى إلى أسر الصيادين المتعلمين، درس والدى لبعض سنوات فى الأزهر وعمل موظفا صغيرا، واستطاع أن ينشأ مكتبة أتيح لى فى طفولتى أن أنهل منها خاصة فى أوقات حظر التجول أثناء انتشار مرض الكوليرا عام 1947 فأقرأ الكثير من كتب فهمت أقلها ولم أعى الكثير منها، وبقيت فى ذاكرتى الكثير منها.
ويقفز الشاعر الكبير إلى دراسته فى المرحلة الثانوية ويقول: التقيت هناك بالأستاذ شحاته سليم نصر مدرس الرسم وهى المادة التى تحولت حينها إلى هوايات، وكان مسئولا عن الأنشطة الرياضية، وكنت العب السلة، وكرة اليد والسباحة وأمثل المنطقة فى هذه الألعاب وخاصة "الباسكت"رغم قصر قامتي.
وإلى مدينة الثغر يصطحب حجاب ضيوفه على قارب كلماته: خرجت إلى الإسكندرية، ومن مدينة الصيد الصغرى الى الكبرى التقيت بجاليات أجنبية لديها منتديات وصحف مثل الجالية السورية والأرمن وغيرها.