قال الدكتور محمد أبوحامد، عضو مجلس الشعب المنحل، لـ«الوطن»، إن المدرسة الوهابية الموجودة فى مصر التى تسمى نفسها السلفية، خرجت منها الجماعات المتطرفة التى تتوسع فى التكفير؛ فتكفر السياسيين والمفكرين وعلماء الدين الذين يختلفون معهم، كما حدث معه حين قال إن القاهرة أقدس من القدس والهرم أقدس من المسجد الأقصى، وكان ذلك من منطلق وطنى وفى إطار حديثه عن فكرة القداسة الدينية والقداسة الوطنية، والفرق بينهما. وأضاف: «الجماعات الظلامية لا تفهم هذا الكلام ولا يعرفون معنى القداسة الوطنية؛ لأنهم لا يؤمنون بفكرة الوطن، لديهم فقط تقديس للمؤسسات الدينية دون وعى بأى شىء آخر».
وأشار أبوحامد إلى أن هذا الكلام جاء ردا على صفوت حجازى، الذى تكلم عن دولة دينية عاصمتها القدس وليس القاهرة، فى حين أن بالنسبة له فإن الأقصى مقدس؛ إنما فى ضميرى الوطنى، فإن القاهرة هى أقدس مكان على وجه الأرض، مضيفا: «لا يعنى هذا أننى أرفض قدسية المسجد الأقصى؛ فالرسول طلب شد الرحال إليه، لكنه لم يطلب التنازل عن الانتماءات الوطنية وترك الوطن من أجله».
ولفت إلى أن مهدى عاكف، المرشد السابق للإخوان، سبق أن قال «طظ فى مصر» ما يعنى أن الوطنية لدى الإخوان ليست موجودة، وقال أبوحامد: «أنا مش زيهم، فهناك مقدسات وطنية لا تقل مكانة عن المقدسات الدينية وعندى من يتحدث عن هدم الأهرامات كأنه يتحدث عن هدم المساجد؛ لأن الأهرامات مقدس وطنى، لا أعبده، بل أقدره كونه جزءا من تاريخى الوطنى؛ لكن هؤلاء السلفيين لا يفهمون ذلك لأنهم لا يشعرون بنعمة الأرض التى يعيشون عليها وأولى بهم أن يرحلوا منها».
ودفع وصف أبوحامد للأهرامات، بعض المشايخ إلى وصفه بأنه «خارج عن الدين»، رد أبوحامد: «لا أبالى بهم؛ لأنهم يكفرون شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية، والآن يكفروننى فى إطار حملة تشويه أتعرض لها من قبل الإخوان المسلمين والسلفيين عقب دعوتى إلى مظاهرات 24 أغسطس الداعية إلى إسقاط حكم الإخوان وإسقاط الرئيس مرسى، التى لاقت قبولا لدى قطاعات كبيرة وتأييدا لمسته عندما زرت المحافظات، فى حين لا يزايد علىّ أحد فى دينى فأنا أحفظ القرآن ودارس للدين وكنت أعلم علوم القرآن لجماعات من هؤلاء، والآن أتعرض لتهديدات القتل من جهات مجهولة تكفرنى، وهى الجماعات نفسها التى كفّرت فرج فودة وقتلته».
وفى رده على الشيخ عمر الديب، عضو مجمع البحوث الإسلامية، الذى اعتبر كلام أبوحامد صادرا من شخص غير مسلم، قال أبوحامد إنه يرفض حكم هؤلاء المتشددين أصحاب الفكر الوهابى، الذين ينتشرون فى الأزهر وخارجه».
وكان أبوحامد قال أثناء كلمة له فى إحدى كنائس القاهرة: «عندى الهرم أقدس من المسجد الأقصى»، ما أثار حفيظة التيارات السلفية ودفع أبوإسحاق الحوينى، إلى التساؤل: «هل من يقول ذلك مسلم أم متنصر؟»، ما اعتبره أبوحامد مزايدة على إسلامه ودينه.