ظهرت حركة ما يعرف بـ« طلاب الشريعة» بقوة بعد استبعاد حازم أبوإسماعيل من الانتخابات الرئاسية، لإعلان مطلب واحد، قصدوه من تسمية أنفسهم بهذا الاسم، حتمية تطبيق الشريعة على الأرض كلها، وفى مصر أولا.
نشطت الحركة الوليدة حينما دعا أبوإسماعيل لضرورة حكم مصر بالإسلام، وتطبيق الشريعة، ونجح فى استقطاب جموع كبيرة حوله، أطلقوا على أنفسهم «طلاب الشريعة». وعلى الرغم من أن كلا من «أبوإسماعيل» ومن تبنى مشروعه، لم يقدموا تصورا واضحا، ورؤية حول ماهية هذا التطبيق وآلياته، شأنهم فى ذلك شأن بقية التيارات الإسلامية الأخرى، خاصة السلفيين، فإن صوت طلاب الشريعة كان مختلفا.
يقول كريم حسين، أحد أعضاء الحركة ويصف نفسه بأنه شاب متدين لا ينتمى لأى تيار إسلامى، إن دعوة «أبوإسماعيل» لتطبيق الشريعة لاقت استجابة قطاعات واسعة من الشباب المصرى المسلم ذى التدين الفطرى، وإن «طلاب الشريعة» الفصيل غير التنظيمى الذى حاول أن يرسل رسالة تضامن وتأييد لـ«أبو إسماعيل» عبر الانضواء تحت حملته، حاملين شعار أن تطبيق الشريعة واجب حتمى وأمر ضرورى.
يمثل الشيخ طارق المصرى نموذجا مختلفا عن «كريم»، كان قياديا سابقا فى تنظيم الجهاد، واعتقل لسنوات عديدة فى سجون مبارك، واندفع الرجل بعد خروجه لمؤازرة «أبوإسماعيل» ودعمه منذ انطلاقه فى الثورة، مرورا بتقدمه للسباق الرئاسى، وانتهاء بمناصرته فى أزمته السياسية حول جنسية والدته، متخذاً من «طلاب الشريعة» وسيلة لتحقيق هذه الغاية. يقول «المصرى» إن شريعة الله عز وجل النبراس والملاذ الآمن لملايين المسلمين فى مصر. يعتقد المصرى أن «أبوإسماعيل» وحده المؤهل لتحقيق هذا الملاذ، فيما يرى صراحة أن الرئيس الإخوانى محمد مرسى ومنافسيه السابقين للرئاسة الإخوانى عبدالمنعم أبوالفتوح، والقومى حمدين صباحى، مشكوك فى عقيدة كل منهما.
أطلق الرجل هذه القنابل من قلب ميدان التحرير وتحديداً أمام المجمع حيث كانت الأناشيد الجهادية، والأعلام السوداء المنقوش عليها كلمة التوحيد، ترتفع فوق كل خيمة أعلنت الاعتصام دعما لشيخهم، الذى يراه الجهادى السابق أميرا للمؤمنين، بنجاحه فى كسب قلوب العباد لتطبيق شرع الله، وكونه الرجل الوحيد الذى يفرض على الجميع متابعته والانقياد خلفه، فى وقت يجب فيه على كل مسلم ومسلمة أن يسعى إلى أن تعود الأرض لربها، ويتم إنهاء عهود من الظلم والطغيان عانتها الحركة الإسلامية الجهادية طيلة السنوات الماضية، ووضعت أبناءها خلف السجون، على حد قوله.
وجود «كريم» و«طارق» داخل فصيل «طلاب الشريعة» معا، يؤكد عفوية وعدم تنظيم كل الفرق داخل ما يسمى بأبناء «أبوإسماعيل»، وأنها لم تكن حركة إسلامية ذات طابع تنظيمى بالمعنى التقليدى المتعارف عليه، ولا حتى يوجد ما يمكن تسميته بالرباط الأخوى والتنسيقى فيما بينهم، لأنها جاءت على عجل، لكنها استمرت، وتحولت إلى بناء جديد فى جسم الإسلام الجهادى