جدد الدكتور عصام العريان، القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة، الجدل حول قضية تطبيق الشريعة الإسلامية فى مصر، حيث أكد فى تصريحات بثها عبر حسابه الشخصى على شبكة "تويتر" للتواصل الاجتماعى أنه ﻻ يصح لديمقراطى أن يعترض على حق اﻷغلبية فى تطبيق الشريعة الإسلامية".
وأشار العريان إلى أنه ﻻ يمكن لعاقل أن يلغى الدين من حياة المصريين أقدم من شيد المعابد، واختتم تصريحات، قائلاً: "التسامح واجب".
ووصف الدكتور جمال حشمت، القطب الإخوانى وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، قضية تطبيق الشريعة الإسلامية فى مصر بالمحسومة، وأشار إلى أن تصريحات العريان تعتبر من البديهيات، كما قال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" الشعب المصرى متدين بطبعه والشريعة موجودة فى نص الدستورى منذ حوالى 30 عاماً".
وأوضح حشمت أنه يمكن الاستعانة بمشروع تقنين الشريعة الإسلامية الذى انتهى منه البرلمان المصرى عام 1982 برئاسة الدكتور صوفى أبو طالب ووصفها بأنها إنجاز رائع شارك فيه كل أساتذة مصر وقضاة مصر المحترمين، لكنه أشار إلى أن الأمر مرهون بعودة السلطة التشريعية.
ومن ناحيته، قال الدكتور يسرى حماد، عضو الهيئة العليا لحزب النور السلفى، المتحدث الرسمى باسم الحزب: "إذا كان الليبراليون والعلمانيون الذين ينادون بالديمقراطية فعليهم النزول إلى رأى الأغلبية فى مسألة تطبيق الشريعة، وخصوصاً أن الشعب المصرى أغلبه مسلم".
وأضاف فى تصريحاته لـ"اليوم السابع": "أن تطبيق الشريعة الإسلامية عبودية لله سبحانه وتعالى وهى مسئولية الجميع، ويجب على الحاكم أن يحكم بشرع الله، واستند حماد بالآية القرآنية، (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون)، مؤكدا أنه يجب على الجميع احترام شرع الله من نواهيه وأوامره طالما نحن شعب مسلم.
وبالنسبة لمسألة تطبيق الشريعة الإسلامية فى ظل حاكم ذى خلفية دينية، أوضح حماد، أن تطبيق الشريعة الإسلامية مسئولية الشعب بأكمله والدعاء إلى الله وتطبيق صحيح الإسلام.
وأكد أن الشريعة الإسلامية ليست حدود كما يردد البعض، لافتا إلى أن الشريعة الإسلامية أشمل مما يتوقع البعض، مضيفا:" أن تطبيق الشريعة الإسلامية سيضع بلادنا فى ريادة دول العالم، موضحاً أن مسئولية الحاكم بخصوص تطبيق الشريعة تتلخص فى حماية الدين، وأن يكون تعامله مع المرؤوسين من خلال الحقوق برفع الظلم وتطبيق العدل، وإعطاء صورة للجميع بأنه يتمسك بالدين الإسلامى.
وبالنسبة لخطوات تطبيق الشريعة قال المتحدث الرسمى باسم حزب النور، يجب أن تقوم المؤسسات الدينية بدورها بخلاف ما كانت عليه فى النظام السابق، وأن يتم البدء فى الاهتمام بتعاليم النشء صحيح الدين، وإعطاء الحرية الكاملة لدعاة الدين، مضيفا: "يجب بقدر المستطاع تنقية القوانين التى تتعارض مع شرع الله، وعدم سن قوانين تخالف الشريعة الإسلامية، مؤكدا أن كل ذلك الأمور لا تتم بين عشية وضحاها".
وعن تخوفات نسبة كبيرة من الأقباط بسبب تطبيق الشريعة الإسلامية، أكد "حماد" أن الأقباط هم أول المستفيدين من تطبيق الشريعة الإسلامية؛ لأنها تعنى العدل، وحماية كل من يعيش على أرضها، مؤكدا أن الشريعة الإسلامية صمام الأمان لحماية المجتمع وأفراده ورفع الظلم عن الجميع.
بينما أبدى أبو العز الحريرى، المرشح السابق فى الانتخابات الرئاسية، استياءه من تصريحات العريان وقال: "مصر لم تكن كافرة أو ملحدة حتى يأتى الإخوان ليعلنوا تطبيق الشريعة الإسلامية اليوم". وأوضح فى الوقت ذاته أن العريان بدأ تصريحاته بالحديث حول أنه لا يمكن لعاقل أن يلغى الدين من حياة المصريين ليوحى للناس بأن هناك من يريد أن يلغى الدين، وهذا أمر مستحيل.
وأضاف: "العريان يريد أن يقول أن الأغلبية البرلمانية التى جات فى انتخابات مزيفة هى التى تمثل الدين الاسلامى ونحن نسأل هل يصح أن يدعى أحد تمثيله للإسلام.. فهل منهم أحد نائب عن الله وهل منهم أحد يتلقى الوحى بالنيابة عن الرسول والعياذ بالله؟"
وأكد باسل عادل، عضو حزب المصريين الأحرار السابق، أن القوانين المطبقة فى مصر تدل عن أن مصر أقرب الدول التى تقوم بتطبيق الشريعة الإسلامية.
وحول تصريحات رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور عصام العريان بأنه ليس من حق أحد أن يعترض حزب الأغلبية فى مسألة تطبيق الشريعة، قال "عادل": "نحن لسنا رهينة للأغلبية، فنحن شعب له عاداته وتقاليده الأمر الذى يعنى أننا لسنا رهينة لفئة معينة أو لحزب الأغلبية".
وأضاف:" فكرة اللعب على أوتار الشعب والمواطن العادى بتطبيق الشريعة الإسلامية هى لعبة مكشوفة". وتابع قائلاً: "الشريعة التى ينادون بها تناسب جماهيرهم الذين يؤيدونهم".