«لا تجوز الصلاة عليه، ويجب الفرح بموته بدلا من الحزن عليه، ولا يجب تشييع جنازته عسكريا».. بهذه الفتوى قابل الدكتور خالد سعيد عبدالقادر، أستاذ الجيولوجيا والتعدين، ومؤسس الجبهة السلفية، نبأ وفاة اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق ومدير المخابرات الأسبق، حيث أظهر الرجل خلفيته الفقية التكفيرية بتلك الفتوى، وكانت حجته فى ذلك آية (لا تأس على القوم الفاسقين)، و(لَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ)، ونسى قول النبى (صلى الله عليه وسلم) لأسامة بن زيد حينما قتل رجلا كان يقتل المسلمين ورفع أسامة سيفه عليه فقال الرجل لا إله إلا الله فقتله أسامة وقال له النبى «هلا شققت عن قلبه؟».
ورغم انتسابه للتيار السلفى، خاصة سلفيى القاهرة وشيوخها محمد عبدالمقصود وفوزى السعيد، تجد خالد سعيد عبدالقادر، دائما، مع جبهته السلفية، فى أقاصى يمين السلفيين فى كل المواقف، فكان أكثر أنصار حازم صلاح أبوإسماعيل، المرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية السابقة، تشددا له وأكثر تصديقا لرواية جنسية والدة الشيخ المصرية. وما زال «إخوان» خالد، الذين وعدهم بأنه على وشك الحصول على أوراق قاطعة تثبت الجنسية المصرية لوالدة «أبوإسماعيل» منتظرين لتلك الأوراق، التى لم يعلن عنها حتى الآن.
وتستمر معارك وجبهات خالد. وعلى عكس الإسلاميين الذين بذلوا جهدا جهيدا فى إعداد الدستور، خرج خالد سعيد قبل الانتهاء منه، ليقول إنه يرفض الدستور الجديد ويدعو للتصويت عليه بـ«لا»، بعدما انتقد بشدة «مبادئ الشريعة»، والتوافق الذى انتهى إليه فى الجمعية العمومية لوضع الدستور، مؤكدا أن الأصل هو أحكام وأصول الشريعة الإسلامية، وليس هناك ما يسمى مبادئ الشريعة، وهى بدعة فى الدين.
وخاض سعيد وجبهته السلفية معارك ضارية مع الأزهر، حيث طالب بتطهيره من شيخ الأزهر وأعوانه، ولم يكتف سعيد بمطالبه بتطهير الأزهر، إنما وصلت مطالبه لتجاهله تماما بطلبه أن تفسر الشريعة على رأى السلف والصحابة وليس برأى الأزهر، ناسيا أو متناسيا تطور أكثر من 1400 عام.
وفى الاعتصامات التى دعا إليها «أبوإسماعيل»، لم تغب الجبهة السلفية ولا أعضاؤها ومؤسسها، خاصة فى الأحداث الدامية، التى كان آخرها المواجهات بين أنصار أبوإسماعيل وبعض أصحاب الرايات السوداء وبين الجيش فى اعتصام العباسية الشهير.
وخاض الدكتور خالد معارك عديدة، ضد ما أسماه «الهجمة الإعلامية الفلولية»، كما وجه انتقاداته لبعض القضاة، وأعلن تأييده للدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية رغم ميله الشديد لانتخاب «أبوالفتوح» فى الانتخابات الرئاسية.
وتعتبر «الجبهة السلفية» التى أسسها بعد الثورة جبهة «عرفية» غير رسمية، تضم تكتلات دعوية وسلفية مستقلة فى جميع المحافظات، ومن أهدافها مواجهة القوانين المضادة للشريعة وتمرير أخرى موالية لها، إضافة إلى التصدى للهجمات الإعلامية ضد الإسلاميين عامة والسلفيين خاصة، التى يقصد بها الصد عن سبيل الله وشريعته، ومقاومة استغلال العلمانيين لخطابات سلفية يشوبها الخلل الحقيقى. ولتحقيق هذه الأهداف وضع سعيد خطوات معينة فى بيانه التأسيسى، منها مشاركة مستويات الجبهة المختلفة فى كيانات اقتصادية أو إعلامية أو سياسية، ودعم الجمعيات الأهلية والأسر الجامعية والهيئات الحقوقية والنقابية، بحيث تشكل جماعة ضغط مهمة مع الوقت، وتساعده على اختراق التيارات غير الإسلامية