أكد الدكتور صابر حارص أستاذ الإعلام السياسى ومستشار شورى الجماعة الإسلامية، أن مليونية جمعة الغد التى دعا إليها حزب البناء والتنمية، ويشارك فيها الثوار الأحرار والفقراء ومؤيدو المرجعية الإسلامية باستثناء حزب النور تسهتدف فى المقام الأول مواجهة مثلث العنف والضعف والفقر وتُمهد لطريق ثالث يسعى إليه الشعب المصرى بعيداً عن جماعات المصالح السياسية والإعلامية والاقتصادية التى تستغل أزمة الوطن لأغراض شخصية، وقال حارص، إن شورى الجماعة الإسلامية حدّدَّ فى مليونية الغد ملامح هذا الطريق الذى يرفض ضعف الدولة فى حل مشكلات المواطنين والتخفيف من معاناتهم وبث الأمل فى نفوسهم وتحقيق العدالة الاجتماعية ومواجهة الأزمة الاقتصادية واستخلاص حقوق الشهداء وإتاحة الفرصة لكل مواطن كفء فى تولى الموقع المناسب له بعيداً عن الانتماءات الحزبية والمشاركة الحقيقية لشباب الثورة فى بناء مستقبل الوطن، ومواجهة البلطجة وتعطيل مصالح المواطنين وقطع الطرق وحرق المنشآت واستعادة هيبة الدولة وتطبيق القانون.
ووصف حارص مليونية الغد بأنها أول سلوك وطنى حقيقى يؤسس للخروج من حالة الصراع والانفلات إلى حالة الوفاق والالتزام ويطرح سبل الخروج من الأزمة الراهنة بحلول ترضى جميع القوى السياسية باستثناء المرتزقة والمجرمين واللصوص الذين يستفيدون من حالة الفوضى وغياب القانون ويشوهون صورة الثوار والمعارضة والدولة فى آن واحد.
وأوضح حارص، أن المليونية –وفقاً لشورى الجماعة الإسلامية – تُعلى من قيمة الثورة المصرية وثوارها وتضعهم فى مقدمة أهداف المليونية وتعتبر شراكة شباب الثورة فى بناء الوطن حق أصيل لهم، وأن الانتقال إلى بناء الدولة يجب أن يتم فى حراسة أبناء الثورة، وحددت أجندة الرئيس فى هذه المرحلة بإعطاء أولوية للفقراء وشباب الثورة أولاً والعمل على قاعدة الكفاءة المصرية مقدمة على الانتماء الحزبى وعدم ركوع مصر إلى صندوق النقد الدولى، وعدم التدخل لتغيير النائب العام واستخدام القوة فى تطبيق القانون والحزم فى الدفاع عن حقوق الإنسان وإدانة محاولات الانتقاص من مكانة الشريعة والدستور واعتبار الشريعة خطاً أحمر.
وكشف حارص الذى يرأس وحدة بحوث الرأى العام بجامعة سوهاج عن توافق شعبى وثورى كبير لمليونية غد التى تدعو إليها الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية نتيجة تبنيها مطالب الثورة وإصرارها على حقوق الشهداء والفقراء وأسرهم وحتمية العدالة الاجتماعية ودعم الشرطة فى أداء واجبها فى إطار احترام القانون والحفاظ على حقوق الإنسان ونبذ العنف والتخلى عن حالة الاحتقان والاستقطاب والعودة إلى السلام والاستقرار وضرورة توجيه طاقة الصراع والنقد الهدام إلى طاقة العمل والنقد البناء، والخروج من حالة الضعف والارتباك التى تمر بها الدولة والحكومة معاً وتوظيف ذلك فى مساعدة الفقراء وتحسين معيشتهم.
وقال حارص، إن شورى الجماعة الإسلامية تتمسك فى مليونية الغد باحترام الإرادة الشعبية وعدم الاصطدام معها بأساليب العنف والترويع والتحريض والحض على الكراهية، وتؤكد أن النظام الحاكم لا يمكن تغييره بإحراق ثلاثين مبنى والشغب فى أربعين شارعاً واستخدام قنابل المولوتوف والزجاجات الحارقة لأن من تولى الحكم من خلال الصندوق الشفاف لا يرحل بالشغب والهتاف، وأن الثورات الشعبية لا يمكن اختلاقها بدون أسباب حقيقية أو من خلال برامج التوك شو التليفزيونية، كما أن الخروج من المأزق لا يتم إلاّ بالتوافق والتراضى عبر حوار بدون شروط وليس عبر نوايا إسقاط نظام منتخب على يد جبهة الإنقاذ وامتدادها فى دبى لأن الأغلبية الساحقة من الشعب مع الدفاع عن اختيارها الحر.