أكدت مصادر إسلامية مقربة من الملف الإسلامي أن قرار إقالة الدكتور خالد علم الدين القيادي بحزب النور من مستشاري الرئيس ونشر ما يمثل اتهامات وإساءة صريحة له بالفساد واستغلال النفوذ في بيان رسمي نادر من رئاسة الجمهورية يعتبر أوضح دليل على دخول المواجهة بين الإخوان وحزب النور مرحلة حرب تكسير العظام ، وكان الدكتور علم الدين أستاذ علوم البحار بجامعة الاسكندرية أكثر مستشاري الرئيس انتقادا لسياسات الدولة في ظل حكم الإخوان المسلمين ومعروف عنه موقفه الناقد لكثير من المواقف التي تحدث في مؤسسة الرئاسة وضعف ملاحقتها للفساد والعمل على أخونة الدولة وإقصاء الآخرين ، وأنه عرف منذ فترة أنه شخص غير مرغوب فيه في هيئة مستشاري الرئيس وأعلن رغبته في الاستقالة أكثر من مرة كما تقدم بها فعليا قبل أيام ، ولكن قيادات إخوانية ـ بحسب مصادر المصريون ـ أرادت أن تبعث برسالة إلى "النور" من خلال إهانة أحد أبرز رموز الحزب ردا على انتقاداته للجماعة ومحاولة ضغط النور على الرئاسة في ملف الأزمة الحالية .
من جانبه قال الدكتور صلاح عبد المعبود ـ عضو الهيئة العليا لحزب النور وعضو مجلس الشورى أن الحزب سيدرس الموقف بعد وصول أي شيء رسمي في هذا الملف ، وأنه لن يتوانى عن مقاضاة أي جهة حاولت الإساءة إلى سمعة علم الدين وهو الأمر نفسه الذي أكده الدكتور شعبان عبد العليم ـ عصو الهيئة العليا لحزب النور ورئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب السابق ، ، بينما أبدى علم الدين نفسه اندهاشه الشديد من هذا القرار واستغرب أن يتكلم المتحدث الرسمي باسم الرئاسة بهذه الطريقة المشينة ، مؤكدا أنه ينتظر اطلاعه على القرار بصفة رسمية قبل أن يتخذ الإجراء المناسب .
يذكر أن علم الدين مشهور عنه إطلاق العديد من التصريحات الصحفية المنتقدة للرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين، منها ما أعلنه قبل 4 أيام من "تخوفه على الثورة المصرية". وقال إن "هناك اختلافًا وتنازعًا وقلقًا لدى الكثير من المصريين على مصير بلادهم بسبب الحالة الاقتصادية المتردية، وكذلك آمال المصريين التي تبخرت والعدالة الاجتماعية التي غابت وفشل الحكومة في حل مشاكلهم والقضاء على الفساد". وتابع أن ذلك يأتي بالإضافة إلى "تعثر الرئاسة في تحقيق توافق وطني بين أبناء الشعب بجميع اتجاهاته لبناء نهضة الوطن وإرساء دولة مؤسسات حقيقية لا دولة أسرار خفية واجتماعات سرية وقرارات مضطربة". كما قال في حوار آخر لجريدة الشرق الأوسط في 24 يناير/ كانون الثاني الماضي عشية الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة: "نختلف (أي في حزب النور) عن منهجية الإخوان المسلمين في الاستحواذ على السلطة وإقصاء الآخرين، فنحن نقول لهم إنه لابد من المشاركة الجماعية، ونحرص ألا يستأثر فصيل واحد بالقرارات، وعند الاختلاف تكون النهاية بالاحتكام للصندوق".
وكان الرئيس محمد مرسي قد قرر إقالة مستشاره لشؤون البيئة خالد علم الدين، القيادي بحزب النور السلفي. وقال المتحدث باسم الرئاسة ياسر علي، مساء الأحد، إن «إقالة علم الدين جاءت بعد اطلاع الرئيس على تقارير رقابية أفادت بمحاولة المستشار استغلال منصبه لمنافع شخصية».