«إلى كل إنسان يحب أن تسعد البشرية بنظام ربها: إنه لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمارة ولا إمارة إلا بطاعة» بهذه الكلمات يرسم كاتبها الطريق إلى «جماعة المسلمين»
ثم يكشف عن هدفه من وراء مؤلفه فيقول: «أبين للناس أن جماعة المسلمين غير موجودة، وأنه واجب على المسلمين كافة إقامتها، وأن هذا الواجب هو فرض العصر على كل أمة حتى تقوم دولة الإسلام ويقذف الله بها ومنها الرعب فى قلوب أعدائه».
ويقرر مبدأ عقيدة «الحاكمية لله» بمقتضى الآية «إن الحكم إلا لله»، ومن ثم فإن الإنسان المسلم هو خليفة الله فى الأرض، وإن الخروج على هذا المبدأ انحراف وكفر، وكل حكم بغير ما أنزل الله جاهلية ورِدة وشرك.
ويتطرق الكاتب إلى دوافعه من وراء ما كتب، ويلخص ذلك فى «غياب جماعة المسلمين عن حياة الأمة ووجوب إقامتها»، وهذا الغياب يتمثل «فى إقصاء الإسلام وأحكامه عن حياة البشرية بل عن حياة الأمة الإسلامية، وهو النظام الوحيد الذى يمكن أن تسعد به البشرية، والذى لا يمكن أن يحكم هذا الإسلام إلا بعد إقامة جماعة المسلمين».
أما عن دوافع الكتاب فيحددها فى «جهل عامة الأمة الإسلامية بوجوب إقامة جماعة المسلمين وانتعاش الباطل وارتفاع رايته على الأرض لغياب راية الجهاد الإسلامى على الساحة، كما أنه لا جهاد فى الإسلام إلا بإمام يرفع رايته وينظم جنوده».
ويسترسل «اقتناعى أن تعدد الجماعات فى الأمة باطل يجب أن يزول، وأن الواجب أن تصب جهود الأمة كلها فى قالب واحد وفى اتجاه واحد».
ويعرف الكتاب «جماعة المسلمين» بأنها «أهل الإسلام إذا أجمعوا على أمر فواجب على غيرهم من أهل الملل اتباعهم»، ويتساءل: هل فى الأرض جماعة مسلمين؟ ثم يجيب بالنفى قائلاً: لا يوجد فى الأرض جماعة مسلمين بالمفهوم الشرعى.
وعن حدود هذه «الجماعة»، يكشف الكتاب عن أن العالم كله حدودها «حتى تغطى بلاد دار المسلمين بمعناه العام ثم دار الحرب كلها باستمرارية الجهاد والفتح التدريجى لأن الأرض فى الأصل حق للمسلمين واحتلال أهل الباطل لبعض أجزائها هو استيلاء منهم على حق من حقوق الأمة الإسلامية».
فالأرض هى أرض إسلامية فى الأصل، وتسلط الكفار على أجزاء منها اعتداء على حق المسلمين، وحكم أهل الكفر لبعضها حكم يجب أن يزول، وعليه فكل أرض يقف عليها مسلم هى فى الأصل أرضه.
ويرى الكتاب أن «هذه نقطة البداية عند كل مسلم وهى فرض العصر والزمان على كل مكلف، حيث الأرض كلها محكومة بالكفر أو بالردة أو بالبدعة أو بالفسوق ولا تجد فى الأمة خلافة ولا إمامة، وهى الفريضة التى يتوجب على كل الأمة إقامتها.. وتسمى هذه البلاد دار إسلام تجاوزاً»، ونقطة الانطلاقة الأولى هى أن كل شبر من على هذه الأرض قامت عليه جماعة من الناس تحكم نفسها بشرع الله فهى دار عدل، ثم نقطة الانطلاقة الثانية هى أن يتحد أهل دار العدل هؤلاء مع غيرهم من دور العدل إن وجدت ليكونوا دولة واحدة، ثم نقطة الانطلاقة الثالثة أن تنطلق جبهة دار العدل إن وجدت ليكونوا دولة واحدة.
«ثم نقطة الانطلاقة الرابعة أن تنطلق جبهة العدل المتحدة أو دولة دار العدل المتحدة إلى من حولها من الناس تبلغهم الأحكام وتخضعهم لأحكامه حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله».
أما الهدف العام لجماعة المسلمين كما يحدده الكتاب فهو: أن تعبد البشرية رباً واحداً وأن تزيل الفتنة من الأرض كافة وفتح رومية عاصمة إيطاليا».