محاولات مكثفة لإقناع الجبهة بخوض الانتخابات مقابل تعيين نائب لرئيس الوزراء
تسود حالة من الارتباك جماعة "الإخوان المسلمين" جراء الأحداث المتلاحقة التي شهدتها الأيام الماضية، بدءًا من قرار محكمة القضاء الإداري بوقف الانتخابات، والحكم في قضية أحداث بورسعيد، فضلاً عن الحركات الاحتجاجية داخل جهاز الشرطة بين قوات الأمن المركزى، الأمر الذي تخشى معه الجماعة أن تضطر إلى الاعتماد على المؤسسة العسكرية بشكل كلي ويضعها في مواجهة خطر الانقلاب الذي تطالب به بعض القوى السياسية.
وعقد مكتب الإرشاد بالجماعة عدة اجتماعات طارئة، بخلاف اجتماعاته الدورية التي يعقدها يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع لبحث الخروج من المشهد ووضع إستراتيجيات جديدة للجماعة فى المرحلة المقبلة.
وكشفت مصادر إخوانية عن أن الجماعة ستعتمد في الفترة المقبلة على سياسة تحسين الصورة ومحاولة التقرب إلى قوى المعارضة، بعدما استشعرت لأول مرة انخفاض شعبيتها على خلفية نتائج انتخابات الاتحادات الطلابية التي أخفق فيها الطلاب المنتمون للإخوان.
وقرر مكتب الإرشاد استغلال القرار بوقف إجراء الانتخابات في فتح قنوات اتصال مع جبهة الإنقاذ من خلال الوجوه الإصلاحية داخلها، وعلى رأسهم القيادي حلمي الجزار، لإقناع الجبهة بخوض الانتخابات المقبلة، وهو ما سيضفي عليها الشرعية.
وجاء ذلك من خلال طرح المبادرة التي أعلنها محمد فؤاد جاد الله مستشار الرئيس، والتي تتمثل في تعيين نائب لرئيس وزراء ويكون مسئولا عن ملف الانتخابات حتى تطمئن المعارضة إلى نزاهتها.
كما خلصت تلك الاجتماعات إلى تركيز الدعاية في المناطق الريفية والفقيرة والتي تنخفض فيها نسبة التعليم، نتيجة انخفاض فرص الجماعة فى المناطق التى ترتفع بها نسبة التعليم.
وقال أحمد محمود، أمين "الحرية والعدالة" بالسويس، إن الحزب سيستغل فترة تأجيل الانتخابات في التواصل مع قوة المعارضة لإقناعهم بخوض الانتخابات خاصة في ظل مبادرة الرئاسة بتعيين نائب لرئيس الوزراء، يكون مسئولا عن العملية الانتخابية برمتها.
وشدد على ضرورة توافق القوى السياسية المختلفة على تلك الشخصية والتى طلب الرئيس من المعارضة تسميتها، مبديا تحفظه على الدكتور محمد البرادعي الذى طرحته الجبهة كرئيس لحكومة انتقالية في الفترة الماضية، وأبدى تشككه في الوقت ذاته من موافقة البرادعي على أن يكون نائبا لهشام قنديل.
وتوقع في الوقت ذاته، أن تتراجع جبهة الإنقاذ عن قرارها السابق بمقاطعة الانتخابات بعد المؤشرات التي دلت على ذلك من تصريحات عمرو مرسى تعقيباً على قرار المحكمة الإدارية بوقف الانتخابات، والتي قال فيها: إن ذلك القرار كان منحة من السماء.
1