في «الجزيرة».. شريط الرسائل القصيرة: ادفع.. والباقى علينا

شريط أخبار أزرق أسفل شاشة تحمل شعاراً ذهبياً يدل على هويتها، يعلوه شريط أحمر مخصص لتعريف الضيوف وذكر الأخبار العاجلة، وفوقه شريط بعرض عدة ملليمترات يحمل فى جانبه الأيسر علامة «ظرف» مكتوب بجانبه رقم مخصص للرسائل القصيرة، التى تتيح لمشاهدى قناة «الجزيرة مباشر مصر» إرسال نصوص تحتوى على آرائهم السياسية، يعرضها القائمون على القناة مباشرة على شريط «المشاهدين»، خدمات بمقابل مادى تقدمها القناة الإخبارية الأشهر لمتابعى برامجها على مدار الساعة.

«مبروك دستور عظيم لشعب مصر»، و«مصر قالت نعم للدستور فماذا تريد يا زند؟»، و«ألف مبروك للاستقرار»، و«ربنا يوفقك يا دكتور مرسى»، و«مبروك الدستور رغم أنف الفلول»، و«اللى مش عاوز استقرار البلد يرحل منها»، و«يسقط إعلام مبارك وحاشيته».. نماذج للرسائل القصيرة التى يعرضها الشريط الأزرق الصغير، معظمها يؤيد النظام المصرى والرئيس محمد مرسى، فى غياب شبه كامل لأى انتقاد أو رأى مخالف، الأمر الذى يعبر عنه إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى: «ده مرتبط بتوجه القناة وسياستها التحريرية.. وطبعا الجزيرة دلوقتى مع النظام المصرى قلبا وقالبا».

ويرى الصياد أن الخدمات التى تعتمد على تقنية الرسائل القصيرة تسىء للقنوات الإخبارية بشكل عام وللجزيرة بشكل خاص، فقنوات الأخبار يجب أن تكون محايدة بشكل كامل: «كده هما بيحولوا الشريط الإخبارى لشريط تجارى مدفوع الثمن حتى لو احتفظوا بالشريط الأصلى»، مشيراً إلى المبالغ التى يتلقاها القائمون على القناة من وكيل الاتصالات الذى ينظم لهم الرسائل ويستقبلها.

وحسب الصياد، فإن معظم القنوات التى تستخدم هذا الأسلوب تعلل ذلك بـ«التفاعل مع المشاهد»، مؤكداً أن ذلك حق يراد به باطل: «كثرة المعلومات اللى على الشاشة تؤثر على المشاهد وتشتته، ثم أنا ما اعرفش مين اللى بيبعت الرسايل دى!».

الدخول تحت طائلة القانون هو الأمر الذى يؤكد رئيس قطاع الأخبار احتمال حدوثة لـ«قناة الجزيرة» أو أية قناة تستخدم هذه الخدمة: «ممكن رسائل تيجى للقنوات يوم الصمت الانتخابى مثلا وتكون بتصوت لاتجاه معين، وفى الحالة دى يبقى القناة ممكن تعاقب لأنها انتهكت القانون». التعبير عن الاتجاهات السياسية لمن يشاهد «الجزيرة» هو الأمر الذى لا يمكن أن تعبر عنه أية رسائل: «ممكن واحد من أى فصيل يبعت 500 رسالة يشجع فيها طرف معين، وبالتالى أنا مش ممكن أعمل قياس على الرسايل اللى من النوع ده، لأن اللى معاه فلوس هو اللى هيستحوذ على نصيب الأسد من الخدمة دى».

الصياد يؤكد أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون بجميع قنواته الإخبارية والترفيهية لن يستخدم مثل هذة الخدمة.. «رغم إن احنا مفلسين ومحتاجين كل مليم، بس بنراعى الحيادية والموضوعية وبنعبر عن كل المصريين».