65 عامًا على النكبة الفلسطينية العربية الإسلامية، 65 عامًا على التهويد لكل شبر فى الأراضى المحتلة، وتأبى فلسطين إلا أن تكون عربية.
فى عام 1948 أوبالأحرى بين عامى 47 و48 تعرضت الأراضى الفلسطينية لأكبر عملية إبادة عرقية فى التاريخ الحديث.. فى السطور التالية نرصد ما حدث فى ذلك الحين، حتى لا ننسى ولا ينسى الآخرون أن فلسطين عربية..
بدأت الإبادات فى حق الشعب الفلسطينى على يد العصابات اليهودية بفلسطين فى عام 1947 حيث هاجمت عصابات صهيونية إرهابية قرى وأحياء فلسطينية بهدف إبادتها أودب الذعر فى قلوب سكان المناطق المجاورة بهدف تسهيل تهجير سكانها لاحقاً، وساعد على ذلك انسحاب إنجلترا وإلغاء الانتداب الإنجليزى على فلسطين.
قامت هذه العصابات باجتياح المدن والقرى الفلسطينية وقتل وترويع الآمنين فيها واستباحة النساء وغير ذلك من الفظائع التى تعجز الأقلام عن وصفها.. فيما ترصد التقارير أن 15,000 فلسطينى قتل خلال النكبة، كما وثقت أكثر من 50 مذبحة وقعت بحق الفلسطينيين فى العام 1948 فقط، حيث يرصد موقع "الحرية الفلسطينى" أهم المجازر التى تمت فى حق الشعب الفلسطينى فى عامها:
1. مذبحة (دير ياسين): أبريل 1948، واستشهد خلالها 254، وفر أكثر من 30 ألف مواطن فلسطينى.
2. مذبحة (نصر الدين): أبريل 1948، وأبيدت القرية بأكملها ولم يبق إلا 40 فلسطينيا هم من تمكنوا من الفرار.
3. مذبحة (صالحة): مايو 1948، استشهد خلالها 75 مواطنا فلسطينيا.
4. مذبحة (اللد): يوليو1948، استشهد خلالها 250 مواطنا فلسطينيا.
5. مذبحة (الدوايمة): أكتوبر 1948، استشهد خلالها أكثر من 250، ورمت العصابات اليهودية بالكثير منهم فى آبار البلدة أحياء..
6. ومع نهاية شهر أكتوبر48، تحول 900 ألف فلسطينى إلى لاجئين، وتم تدمير أكثر من 400 قرية فلسطينية.
أهم المدن والقرى الفلسطينية المحتلة الآن من قبل الكيان الصهيونى، قرى "البريج، بيت أم الميس، بيت عطاب، بيت محسير، البريكة، البطيمات" وغيرها، كل هذه المدن والقرى دمرت بالكامل وقام الكيان الصهيونى بتغيير أسمائها وتحويلها إلى أسماء عبرية من أجل مسح الهوية العربية لها.
وحسب موقع "الدستور الأردنى" فإن 531 قرية ومدينة فلسطينية طهرت عرقياً ودمرت بالكامل خلال نكبة فلسطين، وبلغ عدد سكانها المهجرين منها عام 1948 حوالى 805,067 لاجئا.
كان عدد اليهود فى فلسطين عام 1800 نحو خمسة آلاف، وفى عام 1876 كان عددهم لا يزيد على 14 ألفاً، وفى عام 1918 لم يتجاوز عددهم 55 ألفاً أى نحو 8% فقط من السكان، وبدعم الاحتلال والقهر البريطانى تمكن اليهود من زيادة عددهم إلى 650 ألفاً سنة 1948 أى نحو31.7% من إجمالى السكان.
فيما يذكر تقرير إحصائى رسمى أن عدد الفلسطينيين عام 1948 بلغ 1.37 مليون نسمة، فى حين قدر عدد الفلسطينيين فى العالم نهاية عام 2012 بحوالى 11.6 مليون نسمة.
وحسب الإحصائيات الرسمية، كما أوردته "الدستور الأردنى"، فقد هاجر 367,845 شخصا (من اليهود وغير اليهود) إلى فلسطين منذ نهاية القرن الـ19، منهم 33,304 هاجروا من الناحية القانونية بين 1920 و1945، كذلك هاجر حوالى 50,000- 60,000 من اليهود، وعدد قليل من غير اليهود، بطريقة غير قانونية خلال هذه الفترة، فيما يذكر أن 93% من مجمل مساحة ما يسمى إسرائيل تعود إلى اللاجئين الفلسطينيين، 10% تقريباً من مجمل أراضى فلسطين التاريخية تتبع اليوم للفلسطينيين.
فيما يسرد د.عودة أبو عودة، أحد شهود العيان على النكبة، والذى ولد فى قرية العباسية 2/6/1940، الفظائع التى قامت بها العصابات اليهودية، فى حوار له مع وسائل إعلام أردنية، قائلا:
"فى عام 1947 بدأت عصابات العدو الصهيونى تتحرش بالسكان وتعتدى عليهم فى مزارعهم وبيوتهم بحجج كثيرة واهية غير صحيحة حتى كانت مجزرة العباسية التى وقعت فى 13/12/1947 حيث نفذتها مجموعة من العصابات الصهيونية واقتحموا القرية وأطلقوا النار على بعض سكانها الذين كانوا يجلسون فى مقهى القرية وفجروا عدداً من منازلها، مما أدى إلى استشهاد عدد من أهل القرية، وعلى أثر هذه المجازر خرج السكان البسطاء العُزَّل من قريتهم ومن قرى كثيرة نتيجة اعتداء اليهود عليهم بالقتل والتشريد".
فيما يرصد الحاج فيصل سليط "أبو محمد" (78 عاما) لحظات الخروج الأليم من قريته خبيزة- إحدى قرى بلاد الروحة فى فلسطين- والتى خرج منها وعمره لا يتعدى الـ13 عاما، حيث يقول فى حوار له مع "الجزيرة.نت" إنه "فى صبيحة 12 مايو عام 1948 سقطت "بلاد الروحة"، ولم يستوعب الناس ما حدث فى البداية، إذ هاجمت البيادر، فرق عسكرية مدججة بالأسلحة والمجنزرات، وأمطرت الفلاحين بالرصاص، ومع سقوط أول شهيد اضطر السكان العزل المجردون من أى سلاح إلى مغادرة القرية تاركين منازلهم وأغراضهم وممتلكاتهم والمحاصيل الزراعية".