نشرت صحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية تقريرا صباح اليوم عن زيارة الرئيس محمد مرسي للصين، وقالت أنه بالرغم من اعتراض الصين على ثورات الربيع العربي، إلا انها رحبت به في '' قاعة الشعب الكبرى'' كرئيس منتخب من قبل شعبه يسعى لدعم اقتصاد بلاده ''المنهار''.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه أول زيارة لمرسي خارج نطاق الشرق الأوسط وأفريقيا، وأن هذه الزيارة جاءت لبكين بشكل خاص لأهميتها كعضو هام من بين خمسة أعضاء لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وكذلك لأنها مصدر حيوي للتجارة والاستثمار.
ووصفت ''واشنطن بوست'' هذه الزيارة بأنها جزء من ''إعادة توجيه سياسات مصر الخارجية بعيدا عن واشنطن''.
ونقلت الصحيفة تصريحا من وكالة أنباء ''شينجوا'' على لسان مسؤول صيني يقول فيه: ''إن مصر يمكنها ان تعتمد على الصين كشريك موثوق به لإعادة بناء أمتها بعد الاضطرابات التي مرت بها''.
وسردت الصحيفة تفاصيل الزيارة، وقالت أن الرئيس مرسي توجه إلى بكين يصاحبه وفدا من كبار رجال الأعمال المصريين الذين وصل عددهم 80 ليقابلوا 200 من نظرائهم الصينين، يومي الثلاثاء والأربعاء بغرض مناقشة مشاريع استثمارية.
وقالت الصحيفة إن زيارة مرسي للصين ''هامة'' لتقوية العلاقات بين القاهرة وبكين، خاصة بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك.
وأشارت الصحيفة إلى موقف الصين من ثورات الربيع العربي، وقالت ''إنها ترفضها بشكل قاطع، وذلك عبر إدانة الصين قوات حلف الناتو بعد أن شنت غارات جوية على ليبيا أدت إلى مقتل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، ودعمها لروسيا لمنع مجلس الأمن من اتخاذ أي اجراءات تمنع الرئيس السوري بشار الأسد من ممارسة سلطاته''.
وقالت الصحيفة إن مرسي يقع تحت ضغط كبير بسبب الوضع الاقتصادي للبلاد الذي عانى من الركود العالمي الاقتصادي، بالإضافة إلى الاضطرابات السياسية التي عانت منها البلاد على مدى 18 شهرا منذ اندلاع ثورة 25 يناير، لذا فإن مرسي لجا إلى الصين باعتبارها قوة اقتصادية هائلة، على حد قول ''واشنطن بوست''.
وذكرت الصحيفة ان السبب وراء طلب الحكومة المصرية قرضا من صندوق النقد الدولي يرجع إلى تدهور القطاع السياحي، والذي كان يدر دخلا يصل إلى 30 بالمئة بما يعادل 9 مليار دولار سنويا، بالإضافة إلى تدهور الاستثمارات الاجنبية، مشيرة إلى ان هذا القرض قد يتسبب في رفع الدعم عن بعض السلع الأساسية مثل الوقود، والخبز.
ولفتت الصحيفة إلى أن الصين تدر حوالي 500 مليون دولار لمصر، نتيجة تدفق السياح الصينين إلى مصر، والاستثمارات الصينية في البلد من تصنيع وبنية تحتية، كما ان الصين تستورد الزيوت المصرية، والمواد الخام مثل القطن، وتصدر السيارات الصينية والإلكترونيات وبضائع أخرى لمصر.
وأوضحت الصحيفة أن حجم التبادل التجاري بين الصين ومصر بلغ نحو 5.5 مليار دولار في 2009، قبل الإطاحة بمبارك