على طول أرصفة شارع الهرم الممتدة من نهاية ميدان الجيزة وحتى الأهرامات الثلاثة توجد أشهر الملاهى الليلة على أرض المحروسة والتى اعتادت منذ سنوات أن توصد أبوابها مع حلول شهر رمضان احتراما لجلال الشهر الكريم، وهو الوقت الذى ينخفض الإقبال عليه بحلول الشهر الكريم، ولكن مع حالة الفراغ الأمنى التى أصبحنا نعيش فيها بشكل مستمر بدا واضحا للعيان أن رمضان اختلف بالنسبة لهذه الملاهى، وإغلاق الأبواب وحده لا يكفى أن يكون حل فى هذه اللحظات.
أعمل نفسك حيطة.. هكذا تحدث لسان حال ملاهى شارع الهرم فى شهر رمضان هذا العام بعد أن أصبح "بابهم وحده مش كفاية" لصد أى اعتداءات أو سرقات من الممكن أن يواجهوها فى هذه الفترة التى تمتد لثلاثين يوما ليحولوا جميعا أبوابهم إلى بنايات مغلقة بالطوب بشكل كامل.
الأماكن التى تعودنا أن نراها من الخارج مليئة بالأنوار والألوان وتخرج منها أصوات الأغانى والموسيقى السريعة وتعلق أكبر الصور للراقصات والمغنيين محاولة جذب الزبائن بقدر الإمكان قامت بما يشبه عمليات "تغيير الوجه" أو تغيير الهوية، لتبدوا الآن كمبان مهجورة منذ عشرات السنوات حتى تم إغلاق أبوابها بالطوب.
فكرة إغلاق الأماكن العامة بالطوب حتى تصعب عملية اختراقها انتشرت بقوة فى مصر مع بداية أحداث الثورة المصرية وحالة الفراغ الأمنى الكبيرة التى حدثت وقتها، ولكن سرعان ما بدأ يتلاشى هذا الانتشار مع عودة الحياة إلى طبيعتها شيئا فشيئا وهو التلاشى الذى يبدوا أنه لم يصل حتى الآن إلى شارع الهرم.
"يا فندم إحنا بقينا نحمى الأماكن بالعافية وإحنا فيها آمال لما تبقى مقفولة لوحدها هيحصل إيه"، يقول أحد العاملين فى تأمين هذه الملاهى والذى رفض ذكر اسمه عن لجوئهم إلى إغلاق جميع الواجهات بالطوب، وعن استمرارهم فى العمل بهذه الطريقة أضاف "سنستمر هكذا حتى نشعر أن ممتلكاتنا فى أمان بدونه".
لجوء الكباريهات كما يطلق عليها المصريون لتأمين نفسها بأقصى الأشكال الممكنة، على الرغم من أنه بدا ملفتا للنظر على امتداد أرصفة شارع الهرم إلى أنه بدا منطقى إلى حد كبير وفقا لما لرؤية مجموعة من سكان الحى، ويقول محمد علاء أحد سكان الشارع "بغض النظر عن رأينا فى الملاهى الليلية ولكن هذا أقل شىء يمكن أن يفعلوه، فلا أحد من سكان الشارع ينسى الهجوم والدمار الذى حدث لهم يوم 28 يناير حين دمرت هذه الأماكن بالكامل".