فى الوقت، الذى أعلنت فيه 9 منظمات حقوقية تضامنها مع المدون "ألبير صابر" 27 سنة المتهم بازدراء الأديان، وسب الذات الإلهية والأنبياء، وبعد أن قررت محكمة جنح المرج تأجيل المحاكمة إلى جلسة 17 أكتوبر.. انتقل "اليوم السابع مباشر" إلى مسرح أحداث القضية للتعرف على التفاصيل على أرض الواقع، وكان هذا التحقيق.
الأحداث بدأت فى حى عزبة النخل الشعبى، شرق القاهرة، حيث يسود الهدوء بين الجيران، الذين أبلغوا كنيسة "الملاك كيخائيل" بعزبة النخل، للتدخل فيما يفعله شاب مسيحى بالإساءة إلى كل الأديان قبل أن يلجأوا للشرطة، التى ألقت القبض عليه فى 13 سبتمبر الجارى.
عدد من أهالى منطقة الأندلس بالمرج قالوا، إن "ألبير" قام أكثر من مرة بالإساءة إلى الأديان السماوية الثلاثة، وأحرق المصحف الشريف، بالإضافة إلى تأسيسه لصفحات موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" تهاجم الأديان وتدعو إلى الإلحاد من بينها صفحة "الإلحاد هو الحق" و"الملحدين المصريين".
الأهالى لم يشككوا فى قوى "ألبير" العقلية أو قدراته النفسية، وقالوا أنه يعى جيدا ما يقوله ويفعله، ويتمتع بذكاء غير عادى.
على ناصية الشارع، الذى كان يسكنه "البير" مع والدته وقف محمود الصعيدى، ليقول إنه أحد الشهود فى القضية ضد "البير" لأنه أول من أبلغ عنه، حين نشر الفيديو المسىء للنبى محمد صلى الله عليه وسلم، وتابع بعدها الحساب الشخصى لـ"ألبير" على "فيس بوك"، وعندما تأكدوا من إلحاده قرروا إبلاغ الكنيسة ثم الشرطة.
قصة مشابهة بتفاصيل أكثر يحكيها وليد محمود، الذى يسكن فى عقار مجاور لـ"ألبير" ويقول وليد "شاركنا الشرطة فى حماية ألبير من بطش الأهالى الغاضبين من أفعاله عندما تم القبض عليه، الجميع كان غاضبًا مما حدث مسيحيين ومسلمين، ولكن الأمر لم يخرج عن السيطرة.
ملاك سامى جاد الله، يملك تفاصيل أكثر قربًا من الحدث لكونه مالك العقار رقم 3 شارع سيد عبد الهادى، بمدينة الأندلس، عزبة النخل والذى كان يقيم فيه "ألبير صابر" مع والدته، التى رحلت عن المنزل صباح اليوم التالى من القبض على نجلها دون أن تتعرض لمضايقات أو يجبرها أحد على الرحيل.
يتذكر "عم ملاك"، كما يلقبه أهالى المنطقة، تفاصيل ليلة القبض على ألبير، عندما خرج على صوت جلبه أمام العقار وفوجئ بتجمهر عدد كبير من أهالى المنطقة بصحبة الشرطة يريدون ويسألون عن ألبير، استأذنت منى الشرطة وصعدت معهم إلى الشقة وقدموا أوراقهم لوالدته قبل القبض عليه دون أن يتعرض لأذى من أهالى المنطقة، وسيطر الجيران على غضب المحتجين منهم.
يقول "ملاك" إن أسرة "ألبير" تركوا المنزل منذ أكثر من 10 سنوات بسبب خلافات عائلية، ولكن ألبير عاد ووالدته قبل أربعة أشهر فقط من الحادث.
وأشار صاحب العقار إلى أن أسرة "ألبير" طوال الشهور الأربعة الماضية لم يذهبوا إلى الكنيسة القريبة من المنزل لأداء الصلاة، ويتعجب من طباع ألبير الغريبة فهو منعزل عن الناس ولا يراه إلا صدفة.
على بعد عدة شوارع من منزل ألبير تقع كنيسة "الملاك ميخائيل" الأرثوذكسية، حيث نفى "أسامة ثروت" المتحدث الرسمى باسم الكنسية، وجود فتنة طائفية بحى المرج بسبب تصرفات "ألبير"، مؤكدا روح المودة والترابط الموجودة، التى تربط المسيحيين بإخوانهم المسلمين داخل المنطقة، وأن ماحدث ما كان إلا رد فعل احتجاجًا على تصرفات شخص تعدى على الديانات الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام.
وأكد "ثروت" أن أسرة "ألبير" لم تتعرض لأى اعتداء، وأن أهالى المنطقة هم من قاموا بحمايته، من الغاضبين، تعجب من الأنباء التى ترددت بأن منزله أحرق وطرت أسرته من المنزل بالقوة، مضيفًا إن ما حدث كان بمعرفة وحضور الكنيسة، حيث تم الاتصال بالأب "سوريال" راعى الكنيسة، وعندما علم بموضوع الإساءة للأديان أمر بتسليمه إلى السلطات.
وأشار "ثروت" إلى محاولات الكنيسة لإعادة "ألبير" عن أفكاره وأرسلت إليه أحد كهنتها لمناقشته، ولكن الكاهن لم يستطع أن يقنعه بوجود الله، مشيرا إلى أن أسرته انقطعت عن زيارة الكنيسة منذ 8 سنوات.
ونفى أهالى حى الأندلس وكنيسة "الملاك ميخائيل" تعرض ألبير وأسرته للعنف عند القبض عليه، لم يمنع عشر منظمات حقوقية من التضامن معه، وتقديم بلاغ للنائب العام حمل رقم 3472 لسنة 2012، تتهم وزارة الداخلية والأهالى بالاعتداء والضرب والتعذيب على ألبير، وجرحه بواسطة شفرات حادة أثناء احتجازه، وكسر منزل والدته دون وجود أحد فيه، أثناء تنفيذ قرار النيابة العامة بتفتيش مسكنها.