مازلنا في أرض الشهداء والحدود والدماء الزكية التي لم تجف بعد في سيناء, مازلنا نبحث ونرصد الأوجاع والألام
التي سببها الحادث الأليم وكذلك الآهات التي يطلقها أبناء سيناء جراء المعاناة التي يعانونها. مازلنا هناك لنصطدم بهذا الحجر الذي اثار الغيظ والغضب في صدورنا.. في الشيخ زويد من قلب سيناء امام صخرة موشي ديان عبر السطور التالية.
وصلنا عندها ونقف أمامها الآن واستطعنا تصويرها رغم أن الصيحات تأتيك من جنودك ممنوع لنبدأ في سرد حكاية الصخرة.. عبر السطور التالية..
يصل ارتفاعها إلي21 مترا وعرضها3 أمتار والحقيقة أن مكانها عبقري, فقد وضعت بعناية علي ربوة عالية بساحل البحر في منطقة مفارق طرق.
أما عن شكلها فشوف معايا.. إذا نظرت إليها من جميع الاتجاهات ستعطيك أشكالا مختلفة فتراها تارة خريطة فلسطين التي مازالت مغتصبة من الأيادي الصهيونية, التي بنت تلك الصخرة!! وإذا غيرت اتجاه رؤيتك لها ووقفت مثلي وسط أشجار النخيل القديمة تراها وكأنها خريطة سيناء رسمت مقلوبة أو منكسة ـ علي عمرهم ـ وإذا نظرت من جهة أخري تراها وكأنها امرأة بدوية تهرب الي البحر.
أما الوجه الرابع ــ الأخير للصخرة فهو النقوش التي تشاهدها عندما تقترب منها وهي ترمز لسلاح الطيران الإسرائيلي وقد نقشت علي جدرانه أسماء11 طيارا, إسرائيليا تخلد إسرائيل ذكراهم بعدما أسقطت المضادات المصرية طائرتهم خلال معارك الاستنزاف عقب هزيمة1967 وتحديدا عندما كانت طائرتهم تقوم بمهام تجسسية اكتشفها رجال المقاومة الشعبية بالعريش ليثبتوا أن الرادار البشري لأهل سيناء أقوي بكثير من أحدث أجهزة الرادار المزودة بأحدث التكنولوجيا في الجيش الإسرائيلي.
إذن هذه هي الحكاية..موشي ديان أقام هذه الصخرة تخليدا لذكري الـ11 طيارا لأ وتعالوا بقي كمان نشوف الصخرة اتبنت إزاي؟!
الحكاية إنهم ـ يعني اليهود ـ نحتوها من جبل النبي موسي عليه السلام وأتوا بها من جنوب سيناء لأقصي شمالها اللي ما تعرفهوش.. إن المكان ده اللي شهد مقتل الـ11 طيارا إسرائيليا هو نفس المكان الذي شهد أبشع مجزرة بشرية قتل فيها300 من أفراد قواتنا المسلحة عند انسحابهم من سيناء عام1967 علي أيدي القوات الإسرائيلية.
يا تري بقي ديان لما اختار المكان ده كان بيخلد ذكري الـ11 طيارا ولا بيحتفل بقتل الـ300 مصري علشان ماننساش!!
أصل الملحق رقم(1) للمادة الثانية من اتفاقية كامب ديفيد ألزمت مصر إلزاما قاطعا حاسما بضرورة الحفاظ علي النصب التذكاري المقام في سيناء واحترامه ولأننا ملزمون بالمعاهدة.. فيبقي لازم نحافظ علي هذا النصب التذكاري ويبقي كمان لازم نحرسه.
هو حقا شيء مستفر أن نترحم علي جنودنا الذين ماتوا لنبعثهم الي القاهرة في توابيت دون نصب تذكاري في سيناء, شيء محزن أن يحرر ابناءنا مصر في1973 وتعطر دماءهم تراب سيناء فلا نقيم لهم نصبا تذكاريا لأن في سيناء.. نصب موشي دايان التذكاري وطياريه اليهود.. ونترك الحكم والتعليق لكم!