واصل أمناء الشرطة فى العريش، إضرابهم عن العمل، للمطالبة بتحقيق مطالبهم، المتمثلة فى تزويدهم بأسلحة شخصية مثل ضباط الشرطة، وتوفير الأسلحة الحديثة والمدرعات، فيما اختفت مظاهر الوجود الشرطى بالشوارع وأمام البنوك وأقسام الشرطة والنقاط الأمنية الثابتة والمتحركة، واقتصرت على وجود عناصر محدودة للقوات المسلحة داخل المصفحات والمدرعات.
واختفت مظاهر الاحتجاجات من شوارع العريش، حيث شهدت المدينة حالة من الهدوء، بعد سلسلة من الاحتجاجات على الأوضاع الأمنية المتردية فى شمال سيناء، خلال الفترة الماضية، وتزايد حالات خطف وقتل الأبرياء من المواطنين وأفراد الشرطة.
وواصلت الأجهزة الأمنية بالمحافظة تحقيقاتها حول منفذى الهجوم المسلح الدموى على دورية الشرطة والذى راح ضحيته 3 مجندين. وقال مصدر أمنى، رفض ذكر اسمه، إن الجهات الأمنية فى شمال سيناء لم تتوصل لأى معلومات حول منفذى الهجوم، إلا أن جهات أمنية بعينها تحاول توجيه الاتهامات لأصحاب اتجاهات أيديولوجية دينية متشددة فى المنطقة، دون انتظار التحقيقات والتحريات، لتهدئة الرأى العام.
وأوضح المصدر أنه من خلال دراسة ملابسات الهجوم على الدورية، يتضح أنها تمت بأسلوب مخالف لعمليات الجماعات التى تتبع الأيديولوجيات المتشددة، موضحاً أنه يمكن أن يكون الهجوم الإرهابى مدفوع الأجر لصالح جهات سياسية ما، من شأنها زعزعة الأمن فى المنطقة أو تحقيق مزايا ومكاسب سياسية لشغل الرأى العام المصرى بهذه العمليات الدموية عن أهداف أخرى تحاك فى الظلام، على حد وصفه، مضيفاً: «يجب التعامل مع مثل هذه الجرائم بدقة وشفافية شديدة لتحديد الجناة ورصدهم، والتكاسل والتخاذل فى تحديد هوية المنفذين يعتبر خيانة للوطن».
ونفى المصدر ما صرحت به رئاسة الجمهورية بشأن استمرار الحملات الأمنية فى سيناء، مؤكداً أن نشاط الأمن متوقف تماماً فى المحافظة بتعليمات أمنية عليا، لا أحد يعرف أسبابها، قائلاً: «الحملات تعمل بشكل شو إعلامى ولا توجه ضربات موجعة للعناصر الخطيرة على الأمن القومى»، مضيفاً: «لا أتذكر أننا ضبطنا بالفعل شخصاً متورطاً فى قضايا تضر بالأمن القومى، وأن كافة المقبوض عليهم مشتبه فيهم، ويتم تهويل المعلومات عنهم فى وسائل الإعلام بمعلومات تخرج من داخل الأجهزة الأمنية، فى حين يتم الإفراج عن كافة المشتبهين بعد ساعات أو أيام لعدم تورطهم فى شىء».
وكشف نفس المصدر عن معلومات أكد أنها فى غاية الخطورة، بوجود أفراد من محافظات مصرية فى سيناء يتدربون على صناعة الأسلحة والمتفجرات، وعلى فنون القتال، ومن ثم يعاودون السفر مرة أخرى إلى محافظاتهم لتدريب أفراد آخرين من نفس الفكر»، مؤكداً أن هناك مناطق كثيرة فى سيناء خالية تماماً من الأمن، وتوجد فيها شبه معسكرات بدائية لتدريب هؤلاء العناصر، موضحاً أن الذين يدربونهم عناصر فلسطينية تابعة لتنظيم جيش الإسلام، بعد هروبهم من سجون حماس، وأضاف أن هذه العناصر الفلسطينية تمتلك قدرات فائقة فى مجال تصنيع الأسلحة والصواريخ عابرة المدن، ووضع الخطط الهجومية والقتالية مع جيوش نظامية، لما تمتلكه من خبرات فى القتال مع الاحتلال الإسرائيلى.
وأوضح المصدر أن هذه العناصر دخلت مصر أثناء ثورة يناير، بعد انسحاب الأمن من سيناء، تزامناً مع حملة اعتقالات كبيرة من حكومة حماس فى قطاع غزة المجاور لمصر، لمثل هذه العناصر التى تعمل على تكفير حماس لتوقيعها هدنة مع إسرائيل بشأن وقف المقاومة مقابل توقف إسرائيل عن ضرب قطاع غزة.