فى حادث تصادم قطار ركاب أسيوط مع أتوبيس الأطفال كان خفير المزلقان طرفا أساسيا فى حدوث التصادم.. وفى تصادم الفيوم كان لغياب مساعد البرج المسؤول عن تحويلات القضبان «المحولجى» دور أساسى فى وقوع التصادم.. وفى غالبية حوادث القطارات ستجد خفير المزلقان أو «المحولجى» يظهر فى الصورة باعتباره أحد أسباب الحادث، وستجده أول كبش فداء يضحى به المسؤولون.
مرتب خفير المزلقان أو المحولجى يصل لحوالى 300 جنيه فى بداية تعيينه ويحصل على مثله حوافز، مع وصوله لسن المعاش بعد قضائه أكثر من 30 عاما فى «السكك الحديدية» يصل مرتبه لحوالى 750 جنيها، ومثلها حوافز.. باختصار يتراوح بين 600 جنيه فى بداية التعيين و1500 جنيه مع الوصول لسن المعاش، لذلك فالعامل منهم ليس أمامه سوى البحث عن مصدر دخل آخر لزيادة إجمالى دخله الشهرى.. وهذا العمل الإضافى ينعكس بالطبع على جهد الخفير أو المحولجى والإرهاق الذى يتملكه أثناء عمله فى حماية أرواح الركاب، وذلك وفقا لما يعترف به اللواء صبحى عابدين النائب السابق لرئيس هيئة السكك الحديدية للموارد البشرية. وأوضح عابدين أن خفراء السكك الحديدية والمحولجية هم الأكثر تهميشا بالسكة الحديد والأكثر سببا فى الحوادث، ويضطرون للعمل لمدة 24 أحيانا للحصول على إضافى لمحاولة زيادة دخلهم، وكذلك غالبا يعملون لمدة 12 للحصول على 4 ساعات إضافى لزيادة الدخل، حيث إن وردية العمل بالسكة الحديد مقدرة بـ8 ساعات وفيما يزيد يتم احتسابه إضافيا، لافتا إلى أنهم غالبا ما يعملون لمدة 12 ساعة إما للحصول على إضافى أو الحصول على 24 راحة يعملون خلالها كزيادة لدخلهم الشهرى.
وقال المهندس محمد كمال النائب السابق لرئيس هيئة السكك الحديدية لقطاع المسافات الطويلة إن هؤلاء لا يهتم بهم أحد بالهيئة سواء بالتدريب أو بالرقابة والتفتيش، لافتا إلى أنه مفترض إجراء دورات تدريبية لكل العاملين بالهيئة، كل 6 شهور، وقبل كل ترقية، لكن قليلا ما يتم هذا، لذلك فالأخطاء البشرية أصبحت كثيرة.
وتابع كمال: لواءات الجيش والشرطة أصبحوا المسؤولين عن أعمال صيانة القطارات، ضاربا مثالا بشركة «آيرماس» المسؤولة عن أعمال صيانة القطارات التى أصبح يرأسها ويقودها مجموعة من اللواءات، وكذلك شركة «ترانس اى تى» المسؤولة عن تطوير الهيئة تكنولوجيا، لافتا إلى أن هؤلاء ليس لديهم خبرة كافية ليديروا الأماكن المسؤولون عنها.
فيما أكد كرم فيهم سكرتير رابطة مراقبى الأبراج ونظار المحطات أن خفير المزلقان و«المحولجى» لهما دور أساسى فى حماية أرواح الركاب ومنع حوادث القطارات، مطالبا بالاهتمام بهما.