لاتوف لمصراوي: أتمني زيارة التحرير.. و''معاداة السامية'' الإدعاء المفضل من قبل أي صهيوني

قد تعتبره مصري من ''حوارى شبرا''.. وربما تعتبره أحد مناضلي القضية الفلسطينية خصوصا عندما تنظر إلى الكوفية الفلسطينية الشهيرة التي لا تفارقه.. أو تسميه ثائرا بريشته وألوانه على الأنظمة الديكتاتورية وعلى الفساد أيا كان موطنه.. أو تختصر كل ذلك وتقول ''كارلوس لاتوف''.
''كارلوس لاتوف'' الشهير برسام الثورة المصرية، هو برازيلي ذو أصول لبنانية، ارتبط اسمه بالتعبير برسوماته الكارتونية عن قضايا الشعوب، فقد دافع برسومه عن القضية الفلسطينية، وتضامن مع ثورات الربيع العربي، وخصوصا الثورة المصرية التي عبر عنها برسومات متتالية نقلت للعالم تفاصيل الثورة المصرية، حتي اعتبره البعض ''مواطن مصري''، ووصل الأمر لتدشين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمنحه الجنسية المصرية.
مع ''لاتوف'' كان لمصراوي هذا اللقاء:
- استطعت بدقة نقل واقع الثورة المصرية رغم أنك لا تتحدث العربية ولم تزر مصر من قبل..كيف ذلك؟
تأثير الديكتاتورية والرأسمالية واحد سواء كنت في مصر أو البرازيل، وعصر المعلومات الذي نعيش فيه، جعل الكثير من مصادر المعلومات في متناول يدينا، والشكر يعود للمواقع الاجتماعية كـ''تويتر'' فأنا دائم التواصل مع وكالات الأنباء ووسائل الإعلام البديلة وحتي الناس العاديين الذي دائما ما ينشروا المعلومات حول الحياه في مصر، كل هذا يجعلني أطلع على الوضع في مصر بدقة.
- رسوماتك عن الثورة المصرية لمست وجدان العديدين، فمن منهم أثر فيك أنت شخصيا؟ وما الرسم الذي تعتبره المفضل لديك؟
من الصعب قول أي رسوماتي عن الثورة هي المفضلة لدي، لكن رسومي عن الشهداء أثرت في بشكل شخصي.
- ما أكثر رسوماتك التي حققت رد فعل ضخم غير متوقع؟
اكثر رسم أثار رد فعل ضخم كان رسم كارتوني لمبارك وهو مسترخي في مستشفي شرم الشيخ، ولكن عموما عندما أنشر شيئا عن مصر أحصل على الكثير من ردود الفعل والإعجاب، فجزء كبير من متتبعي تغريداتي على موقع تويتر هم مصريون.
- وما هي التجربة الأقوي في حياتك التي أثرت فيك.. وفي رسوماتك؟
زيارتي للضفة الغربية للمرة الأولى كانت واحدة من أكثر التجارب القوية في حياتي، اعتبرها زيارة كانت مليئة بالمشاعر والعاطفة.
- رغم أنك برازيلي إلا انك متضامن مع العديد من القضايا العربية.. فمتي كانت بداية التضامن؟
عندما زرت مخيمات اللاجئين الفلسطينين في لبنان لأول مره عام 2009 أدركت كم هي تشبه ''ريو دي جنيرو'' في أحيائها الفقيرة، وعرفت أنه إذا كان القهر عالمي يجب علينا تعميم التضامن.
- أنت متضامن مع ثورات الربيع العربي لكن هناك من يري أنها ليست انتفاضات شعبية وإنما مؤامرات من دول خارجية.. كيف تراها أنت؟
لم أكوّن الرأي النهائي حول الربيع العربي، فسيُكتب العديد من الكتب حولها، لكن ما يمكنني قوله أن الدول العربية لديها نهج مختلف فيما يتعلق بالانتفاضات الشعبية، فحركات التحرر في مصر والبحرين واليمن والسعودية كانت مختلفة، في حين ما يسمي ''المعارضة'' في ليبيا وسوريا لديها الدعم الكامل من واشنطن والخليج.
- ماذا تقول عن الأحداث في سوريا؟
لا استطيع إلا أن أُعبر عن تضامني مع ضحايا الحرب في سوريا.
- هاجمت أنظمة حكم ورؤساء دول، فكيف كان رد الفعل. وهل تعرضت للقمع خصوصا من النظام الحاكم في البرازيل؟
بالطبع تعرضت للتهديد والقمع، ولكني تعودت على التعامل مع ذلك، هذا العام على سبيل المثال مصدر رسمي في البحرين انتقدني على تويتر على كارتون رسمته حول سباق ''الفورميلا وان''، وفي عام 2006 هُددت من قبل موقع إسرائيلي، وفي البرازيل اُعتقلت ثلاث مرات بسبب رسوماتي الكارتونية عن وحشية الشرطة والفساد، وفي يونيو احتجزت لمده ساعتين في مطار ''بلفاست'' للاستجواب بسبب رسوماتي الكارتونية.
- بما أنك ذكرت إسرائيل.. أنت اُتهمت بمعاداة السامية.. فكيف تري هذا الاتهام؟
''معاداة السامية'' هو الإدعاء المفضل من قِبل أي صهيوني عندما يوجه انتقاد لإسرائيل وتستند هذه الادعاءات على الأكاذيب.
- يحب عدد من المصريين الرئيس البرازيلي السابق ''لولا دي سيلفيا'' ويعتبره البعض ''بطل'' ونموذج لرئيس استطاع انقاذ بلاده من الأوضاع المتردية.. فهل هذا صحيح؟ وكيف تراه أنت؟
''لولا دي سيلفيا'' أبعد ما يكون عن مسمي ''البطل''، كل ما في الأمر أنه بسبب ماضيه كعامل مكافح ويساري فقد اختير من قِبل الطبقة الحاكمة لإعطاء انطباع زائف بالتغيير، ''لولا'' وضعه قريب الشبهة من باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة، فهو لم يغير نظامنا السياسي والاقتصادي هو فقط أصلحه ليبدو بشكل أفضل.
- قلت أنك تتمني زيارة مصر لكن تخشي من النظام المصري بعد رسوماتك ضده.. لذا أود أن أعرف عندما تقرر زيارة مصر ما أول شئ تود أن تفعله؟
سأذهب لميدان التحرير لأنحني له، وألمسه بيدي.
في النهاية.. ما الرسالة التي تود توجيهها للشعب المصري؟
سأنتظر أن أكون في مصر، لأري وجوه المصريين أمامي وقتها سأعرف بالتحديد ماذا سأقول لهم.