سافرت ثلاثة وفود عربية من مصر والعراق والأردن الى سوريا ، بعضها أطلق على نفسه "شرفاء العرب" لإعلان دعمهم لما اعتبروه "صمود" بشار الأسد في مواجهة الثورة الشعبية التي انطلقت في مارس2011.
الزيارات، التي حرص إعلام نظام الأسد على إبرازها وتسليط الضوء عليها، جاءت بعد أيام قليلة من إعلان المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة على لسان المتحدثة باسمها "سيبيلا ويلكس" أن عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من أعمال العنف في سوريا إلى دول الجوار الأربع (لبنان وتركيا والأردن والعراق) وصل حتى 29 من الشهر الماضي إلى 700 ألف لاجئ ويشمل ذلك المسجلين لدى المفوضية وغير المسجلين أيضًا، متوقعة أن يبلغ إجمالي عددهم مليونًا و200 ألف شخص بحلول يونيو المقبل.
ورغم تنوع اتجاهات الوفود التي التقت بعض رجال النظام السوري بدمشق ما بين أحزاب ناصرية وأخرى قومية وبعثية إلا أنها اجتمعت على دعم نظام بشار الأسد في مواجهة الثورة الشعبية الراهنة.
وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، استقبل بشار الأسد صباح الاثنين الماضي "وفدًا أردنيًا برئاسة سميح خريس الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب ضم عددًا من الناشطين السياسيين والمحامين والأطباء والمهندسين" تنوعت انتماءاتهم ما بين قوميين وناصريين وبعثيين.
وذكرت الوكالة أن أعضاء الوفد قالوا إن من أسموهم بـ"شرفاء العرب" لن يتركوا سوريا وحيدة في "مواجهة ما تتعرض له من مؤامرات".
ولفتت الوكالة إلى أن الأسد قدَّم شكره لأعضاء الوفد على ما اعتبرها "مواقفهم القومية الداعمة للشعب السوري".
ومنذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011 يتعرض أبناء الشعب السوري لمأساه إنسانية؛ حيث أعلنت مفوضة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة "نافي بيلاي" أمس الثلاثاء في تصريحات صحفية أن حصيلة القتلى السوريين ارتفعت خلال الـ22 شهرًا الماضية إلى نحو 70 ألف شخص.
وفي اليوم نفسه الذي وصل فيه الوفد الأردني إلى دمشق وصل وفد مصري ترأسه أحمد حسن، أمين عام الحزب الناصري، الذي التقى في اليوم ذاته وزير إعلام النظام السوري عمران الزعبي وآخرين، بحسب وكالة الأنباء السورية.
ونقلت الوكالة عن أحمد حسن قوله إن "تحليل الموقف الذي تمر به الأمة العربية يدل على وجود مخطط واسع لتدميرها وتحويلها إلى دويلات تحقق المصالح الصهيونية والاستعمارية، ويستهدف سوريا المعقل الأخير للقومية العربية والمقاومة".
وبحسب الوكالة أوضح إبراهيم بدراوي رئيس حركة "اليسار المصري" الذي كان بين أعضاء الوفد أن "قدر سوريا وضعها في مواجهة الحرب الهمجية الشرسة؛ نظرًا لأهميتها ومركزها الإقليمي ودورها المقاوم لمشاريع الهيمنة الاستعمارية وتفكيك المنطقة".
أما الوفد الثالث فكان من اتحاد العمال العراقي حيث وصل الوفد إلى سوريا الأحد الماضي، والتقى محمد شعبان عزوز رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سوريا الذي قال خلال اللقاء إن "سوريا ستخرج قوية وستبقى قلعة العروبة"، بحسب الوكالة السورية.
وترأس الوفد علي رحيم علي رئيس الاتحاد العام لعمال العراق الذي قال إن "سوريا هي الدولة القومية الوحيدة التي تؤمن بوحدة الأمة العربية وتحاول شحذ الهمم عند العرب في سبيل استعادة الحقوق المشروعة" .
وشارك في الوفد أيضًا كريم سندال الأمين العام للاتحاد العربي لعمال البناء والأخشاب وهو عراقي الجنسية، إضافة إلى قيادات نقابية أخرى.
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد قد استقبل في ديسمبر الماضي وفدًا لبنانيًا رأسه النائب طلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، وضم وفدًا من أبناء الطائفة الدرزية، وقال أرسلان عقبه "وجهات النظر كانت متطابقة حول قراءة المشهد السياسي في المنطقة".
ووفقًا لتقديرات حديثة للأمم المتحدة فإن 4 ملايين سوري، أي خمس عدد السوريين تقريبًا، في حاجة للمساعدة الإنسانية، كما يحتاج 2.5 مليون منهم مساعدات غذائية عاجلة، حيث يحتاج الداخل السوري إلى 519 مليون دولار من المساعدات خلال العام الجاري فقط.