-الحوينى: الدين الإسلامى ينهى عن السب والقذف والشتائم وأى فعل مخالف للأخلاق أو رد متجاوز من إخواننا وشيوخنا نحن أول الذين ينكرونه
-المقدم: سلوكيات بعض الإسلاميين مرفوضة ولو كنا نطبق الشريعة الإسلامية لكانوا أول من طبق عليهم حدودها.. وليس هناك أحد أولى بالله من أحد والجنة ليست بين أيدينا
أنت تعرف بالطبع أن الفترة الأخيرة أفرزت حالة من النفور المجتمعى داخل أرض مصر..
السلفيون والإخوان لا يرون فى معارضيهم من القوى المدنية سوى علمانيون وأعداء دين وليبراليون تخلع أمهاتهم الحجاب كما قال الشيخ شومان، أو شواذ وكفار كما يقول المدعو عبد الله بدر، وعلى الجانب الآخر لا يرى أهل التيار المدنى فى عناصر الإسلام السياسى سوى كونهم متطرفين قندهاريين يخططون لقمع الحريات وقطع الأيدى وجلد الرجال والنساء..
هكذا الحال إذن.. فئات بشرية تحمل فوق أكتافها إرثا واحدا من الهم والفقر والمرض والجهل، تركه مبارك ورحل، بعد أن نثر بذور الفتنة طوال السنوات الماضية بين فئات المجتمع وبعضها، وحالة النفور المجتمعى هذه قد تبدو مقبولة فى مجتمع مازال يلملم شتات نفسه بعد ثورة مفاجئة، وتبدو مقبولة أكثر وأكثر داخل ساحة سياسية دنت السلطة وتدلت بالقرب من أرضها أمام الجميع بعد سنوات من الحرمان والظن بأنه لا نصيب لأهل مصر فى حكم الوطن الذى أعلن مبارك يوما ما امتلاكه وتوريثه لأنجاله..
أقول كل هذا الفتور يبدو مقبولا حينما يتعلق بتيارات سياسية وفئات بشرية ولكنه يبدو مزعجا ومتعبا وخطيرا ومرعبا حينما يتعلق بالدين الإسلامى ورجاله، لا تدفن رأسك فى الرمال مثل النعام وواجه الحقيقة المفزعة التى تقول بأن هناك خللا ما فى علاقة قطاع عريض من الشارع المصرى بالدين ورجاله، والإحصائيات التى تسجلها بعض مواقع الإلحاد العالمية تؤكد أن مؤشر أسئلة الشباب المصرى التشكيكية فى الدين الإسلامى فى ارتفاع، والتقارير التى تتداولها منظمات دولية تتحدث عن ارتفاع ملحوظ فى نسبة الملحدين فى دول الربيع العربى وتحديدا مصر.. والسبب يعود إلى رجال الدين أو ما تم تسميتهم برجال دين ويظهرون عبر الفضائيات لنشر فتاوى التكفير والآراء المتطرفة والغريبة مثل عبد الله بدر وأبو إسلام ووجدى غنيم ومحمود الشريف، بالإضافة إلى أكاذيب أنور البلكيمى وعلى ونيس وعصام العريان وصبحى صالح وحازم أبو إسماعيل وغيرهم.
أنت أصلا لست فى حاجة إلى تقارير دولية أو حقوقية لتخبرك بأن الوجه القبيح الذى يصدره هؤلاء الذين يلقبون أنفسهم بالشيوخ كان كفيلا بأن يصدم الجميع سواء أكانوا من أبناء تيار الإسلام السياسى أم من أبناء القوى المدنية والليبرالية، فلم يكن أحدهم يتخيل أن يأتى يوما يظهر فيه شيوخ على الفضائيات ليقول أحدهم وهو وجدى غنيم "ياشراميط يا أنجاس"، أو يتهم سياسيون اتخذوا قرارا بالانسحاب من جمعية ما بأنهم كفار وأعداء دين، ولم يكن أحد يتخيل أن يقول هذا المشتاق للشهرة والمريض بمرض "الجعجعة" المدعو عبد الله بدر أن النبى عليه الصلاة والسلام والصحابة كانوا يسبون ويشتمون أو يخوض فى أعراض النساء وشرفهن، ولم يكن أحد يتخيل أن نفس المدعو عبد الله بدر الذى يتحدث باسم الدين يقوم بفبركة صور لفنانة مصرية ونشرها وتوزيعها على الناس فى الشوارع لإثبات فجرها وعهرها على حد قوله، ولم يكن أحد يتخيل أن يأتى اليوم الذى يظهر فيه مريض نفسى يحمل لقب أبو إسلام ليدعى ويتجرأ على الله، قائلا إن المولى عز وجل كان يسب ويشتم، وأن الصحابة كانوا يسبون ويشتمون، مستخدمين ألفاظا مثل حمار وكلب والأعضاء التناسلية للمرأة.
كل هذا وأكثر منه يحدث يوميا على الفضائيات الدينية ومنصات المليونيات التى ينظمها الإخوان والسلفيون، ولكن هل يعنى ذلك أن التعميم الذى يمارسه البعض حينما يتهم الشيوخ جميعا وأعضاء تيار الإسلام السياسى أجمعين بأنهم مثلهم مثل عبد الله بدر أو حازم أو جدى غنيم أو أبو إسلام أو شيوخ قناة الحافظ ومذيعها.. بالطبع لا!!
تعميم تلك الرؤية القبيحة التى يقدمها هؤلاء الذين يدعون الحديث باسم الدين على جموع تيار الإسلام السياسى خطأ كبير يشبه إلى حد كبير خطأ تعميم عرى علياء المهدى على جموع أبناء التيار الليبرالى، وتعميم تصرفات عبد الله بدر وأمثاله من المهاويس على الدين الإسلامى هو الخطأ الأكبر، وبالتالى من حقك أن ترفع راية الخوف على الدين سواء كنت من العلمانيين أو الليبراليين أو اليساريين أو الإخوان أو السلفيين، من حقك أن تفعل ذلك دون أن تستغله لتحقيق مكاسب سياسية أو سلطوية لأن الدين الإسلامى وصورته السمحة والمنطقية والعقلية فى خطر حقيقى بسبب تصرفات هؤلاء، الذى أصبح ضروريا إثبات فرديتهم وانقطاع صلتهم بتيارات الإسلام السياسى وبالعمل الدعوى وبالعديد من شيوخ التيار السلفى الذى وإن كنا نختلف معهم فكريا يبقى احتراما لهم قائما بسبب علمهم وأدبهم وتمسكهم بشعار وأدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالتالى كان طبيعيا أن نطالب هؤلاء الشيوخ بتوضيح موقفهم مما يفعله عبد الله بدر أو يتفوه به أبو إسلام أو يقوله وجدى غنيم، وكان منطقيا أن نغضب حينما تتأخر بيانات الإدانة الصادرة من الإخوان والسلفيين تجاه ما يفعله هؤلاء بدين الله، ولكن جاء الرد سريعا وحازما وحاسما من جانب كبار الشيوخ الذين انتفضوا للدفاع عن الدين وصورته ويخرج علينا الشيخ أبو إسحاق الحوينى ليقول فى فيديو بالصوت والصورة يمكنك مشاهدته كاملا على موقع "اليوم السابع" ما ملخصه: ( أن الدين الإسلامى ينهى عن السب والقذف والشتائم وينهى عن التعليقات التى تخالف حقيقة الأخلاق وأن أى فعل مخالف للأخلاق أو رد متجاوز من إخواننا وشيوخنا نحن أول الذين ينكرونه.. ويختتم الشيخ قوله: نحن ما علمنا شبابنا إلا الدين والخلق ولا غزونا قلوب الناس إلا بالإحسان إليهم).
وكان الشيخ الحوينى قد سبق وقال فى رسالة وجهها لشباب التيار الإسلامى وشباب مصر عامة: (التى وجهها لشباب التيار الإسلامى بشكل خاص وشباب مصر عامة وقال فيها: «هذه رسالة لى ولكم أيها السالكون إلى الله.. معاشر الغرباء.. إذا خاض المسلمون فى أعراض بعضهم بعضا فلا تكونوا مع الخائضين.
إذا استباح المسلم ديانة أخيه فاثبت على الحرمة.. واعلم أن الفتن تذهب بدين الرجل.. فكن على الثوابت قابضا وعلى المبدأ راسخا.. إياك أن تموج بك الفتن أو تلسعك نار الجمرة فتسأم القبض عليها، فالله لن يحاسبك عندما تحلل الموقف الفلانى.. وإنما سيحاسبك على عرض طعنته وأخ اغتبته ودين استبحته.. ولا يغرنك كثرة الهالكين المتساقطين.. فالناس كالجراد إلى حتفهم يتسابقون، هذا زمان ظلمة لا ينيره إلا ركعات الأسحار، ومدحضة مزلة لا يثبت فيها إلا من ارتكن إلى الكبير المتعال.. التجاء ودعاء وتضرع واستخارة لله فى كل خطوة.. وسلامة صدر ولسان، مع ثبات خطوات ووضوح منهج، وقبله وبعده وأثناءه توفيق الله فى كل نفس)، وطبعا يمكنك أنت تقارن بين رسالة أبو إسحاق الحوينى وضيق صدر أبناء التيار الإسلامى وما يصدرونه من عمليات ترهيب وتخويف وتكفير للمخالفين معهم فى الرأى، قارن بين رسالة أبوإسحاق الحوينى وفيديوهات عبدالله بدر ووجدى غنيم التى تنتهك حرمات النساء وتخوض فى أعراضهن وتصف التيارات السياسية المعارضة بالأنجاس والكفرة لتعرف كيف يشعر بعض شيوخ التيار الإسلامى بمرارة الإهانة التى تتعرض لها الدعوة ويتعرض لها الدين على يد بعض من أبنائها الذين لوثتهم أطماع السياسة ومصالحها.
الشيخ محمد إسماعيل المقدم هو الآخر فى فيديو يمكنك أيضا مشاهدة كاملا على "اليوم السابع" قال ما ملخصه: (فى سلوكيات مرفوضة يتركبها بعض الإسلاميين حتى من الناحية الشرعية.. نحن ندعو الناس المختلفين معهم إلى التوبة لا ندعو عليها ورحمة الله واسعة لا يحددها أحد حتى ولو كان شيخ.. فليس هناك أحد أولى بالله من أحد.. الجنة مش فى إيدينا ومافيش حاجة اسمها صكوك غفران فى يد مشايخ.. بعض الإسلاميين بيقع فى أخطاء بحجة الدفاع عن الإسلام وهذه الأخطاء لو كانت الشريعة الإسلامية مطبقة لكان طبق عليه حد القتل لأنه يخوض فى الأعراض ويتكلم عن الخيام وفيها كذا وكذا ويبدأ فى قذف الناس فى أعراضها.. وهذا السلوك فيه تنفير للناس من الدين والدعوة).
الغضبة لدين الله ونقد ما تقدمه بعض الفضائيات الدينية من تصورات مغلوطة عن الدين لم يقتصر على المشايخ الكبار فحسب بل سبقهم إلى ذلك "رابطة شباب الدعوة السلفية" الذين أصدروا بيانًا جاء فيه التالى: (كان صلى الله عليه وسلم يكنى كفار قريش وهو يجادلهم، وقد تواتر عن صحابته الهداة من بعده رضوان الله عليهم أجمعين التعفف مع أعدائهم وعدم مجاوزة الحد التزامًا بمكارم الأخلاق التى دعاهم إليها النبى الأعظم. وإننا اليوم إذ ننظر إلى هذه النماذج المستقرة فى وعى المسلمين عمومًا ودعاتهم وهداتهم بل وشبابهم ومجاهديهم فى كل حرب وسلم وحل وترحال". وأشار البيان إلى أنه: "يفجعنا ما تطالعنا به قناة الحافظ فى برامج متعددة من بذاءات وتجاوزات لا تليق بمسلم فضلاً عن داع للالتزام بالإسلام قولًا وعملًا".
وتابع البيان: "إننا نعتذر إلى كل مصرى ساءه من تلك القناة وبعض ضيوفها ذلك الاعوجاج الأخرق فى الطرح الإعلامى الذى يتلبس به بعض مدعى الانتماء للدعوة الإسلامية، ونؤكد على ضرورة التحلى بأخلاق النبى الأعظم صلى الله عليه وسلم، رغم الخصومة السياسية بل ورغم الخصومة الدينية".
وتساءل البيان: "ولا ندرى هل يعلم القائم على أمر القناة السيد عاطف عبدالرشيد أنه مخاطب الآن بقول النبى الأعظم (إنّ منكم لمنفرين).. ولا ندرى هل يعلم كم الإثم الذى قد يتحمله من تنفير قطاعات من المسلمين من دين يدعو لمكارم الأخلاق وصالحها".
ألا من عاقل يختار للقناة أضيافا يعلمون الناس شيئا من أمر الدين الحق بدلا من تلك المهاترات الأخلاقية التى نراها على شاشتهم ليل نهار! التأذى الأعظم يأتى حقًا حين ننظر لتلك البذاءات التى تخرج بجوار شعار القناة، قرآن وسنة!. إننا نتذكر قول النبى وهو يستنكر رهق بعض المسلمين فى الحرب وندعو مقتدين به، اللهم إنا نبرأ إليك مما يفعل هؤلاء.. اللهم إنا نبرأ إليك مما يفعل هؤلاء)، وتأكيدا على ما جاء فى البيان وفى حلقة برنامج آخر النهار يوم الاثنين 24 ديسمبر، قال الباحث الإسلامى الشاب الدكتور محمد على يوسف الباحث الإسلامى أن رابطة "شباب الدعوة السلفية" موجودة منذ الثورة وعندما انتقدت قناة الحافظ وأداءها شككوا فى وجود الرابطة ووصفوها بـ"رابطة الفجل" مشيرا إلى أن الشيوخ والدعاة بشر وكما ننتقدهم من الإنصاف أن ننتقد الإعلاميين المتجاوزين.
وأضاف يوسف، إننا نريد تطبيق معايير الخطاب الإعلامى على الجميع، قائلا "أبو إسلام الذى نسب إلى الله عز وجل وصف السب أقول له الزم قدرك وأنا مستاء من وصفه ولابد أن تلتزم برقى اللهجة والكلمة والخطاب". فيما أكد وجدان على الباحث الإسلامى أن الشعب يحب مشاهدة مصارعة الديوك وينتظرها، موضحا أن أكثر التيارات استقلالية فى الفكر هم شباب التيار الإسلامى من الإخوان والسلفيين، رافضا المعارضة البذيئة قائلا "أقول لباسم يوسف أنت تنعى هؤلاء الشيوخ بأنهم مسيئون للإسلام وأنت تسىء للإسلام بوصفك أنهم معبرون عنه". وأكد وجدان أن النبى لم يغضب قط على الإهانة فى حقه وإنما يغضب عندما تنتهك حرمات الله، مشيرا إلى أن الشيوخ المتجاوزين لا يتبعهم أحد أو يستمع لهم أو يستفتيهم ونعلم جيدا من هم أهل العلم قائلا: "طالما صرنا ممثلين للإسلام واعتلينا المنابر فلا يجب استخدام ألفاظ متجاوزة ولا يجب اختزال الإسلام ورموزه فى عرض تجاوزات هؤلاء الشيوخ".
تبدو الأمور أوضح بكثير الآن نحن نتكلم عن شوارد دفعتهم أمراضهم وحبهم للشهرة إلى امتطاء أى شىء من أجل الوصول إلى عرضهم الشخصى حتى ولو كانت المطية هى الدعوة أو الدين نفسه، نحن أمام بعض من المتطرفين الذين لا علم لهم نصبوا أنفسهم دعاة وشيوخ ومنح كل منهم الآخر لقب على غرار أسد السنة ووحش التيار السلفى وقاهر العلمانيين من أجل تحقيق مكاسب خاصة وهم لا يدرون أو ربما كانوا على علم بأن كل ظهور أو خطبة أو هتاف أو تصريح صادر عن ألسنتهم التى لم يطيبها ذكر الله يتسبب فى فتنة الناس والشباب على وجه الخصوص فى دينهم وتعاليمه، أمثال هؤلاء تجدهم أيضا فى قوائم التيارات الليبرالية والمدنية يساهمون بتطرفهم فى نقد شيوخ وقيادات تيار الإسلام السياسى بزيادة مساحة الفرقة والنفور بين القوى المجتمعية المختلفة ويستخدم الكل اسم الله واسم الوطن من أجل الاقتراب أكثر من السلطة وتحقيق أكبر قدر من المكاسب الشخصية.
ما فعله الشيخان الحوينى والمقدم ومن قبلهما رابطة شباب الدعوة السلفية وعدد من العلماء الأجلاء أمثال الدكتور أسامة الأزهرى والشيخ الحبيب الجفرى ومعز مسعود حينما تبرأوا من هؤلاء الذين لقبوا أنفسهم بالمشايخ والدعاة وأعلنوا براءة ساحة الدعوة منهم ومن خطابهم المتطرف الجاهل هو المقصد والمبتغى للحفاظ على صورة الدين، ليأتى نقد الخطاب الدينى وتصحيحه وتصويبه من داخل بيت الخطاب الدينى بعيدا عن الصراع السياسى ومصالح السلطة، لأن حسابات السياسة والسلطة مختلفة وحينما تطأ أقدام رجال الدعوة أو ممثلى التيارات الدينى أرض وساحة السياسية تختلف المعايير تماما وتلك الحقيقة التى يجب أن يعلمها أنصار التيار الإسلامى والكثير من الشيوخ حقيقة أن الكلام عن تيار الإسلام السياسى فى مصر لا يعنى بالضرورة الكلام عن الدين، وأن كل مختلف مع الإخوان والسلفيين بكل تأكيد ليس مختلف مع الدين.
التيار الدينى بمشتقاته قرر أن يدخل لعبة السياسة، وعليه أن يتحمل تبعات اختياره، فالشيوخ على المنابر لهم ولخطابهم الدينى، حتى إن اختلفنا معه، كل الإجلال والاحترام، أما إذا جلسوا على مقاعد حزبية أو برلمانية أو سلطوية وتكلموا فى السياسية، فليس لهم سوى ما يحصل عليه أهل السياسة إن أخطأوا أو أصابوا.
الأمر هنا لا علاقة له بالدين أو المنهج السلفى أو المنهج الإخوانى سواء اختلفنا أو اتفقنا معه، الأمر هنا يتعلق بتيار دينى قرر أن يخوض غمار اللعبة السياسية بكل تفاصيلها، فليعتقد أهل التيارات الدينية فى مصر ما يعتقدونه دينياً، ويقولون على المنابر ما يقولون، ولكن يجب عليهم أولاً أن يقدموا لهذا المجتمع ما يكفى من الضمانات التى تحميه من استخدامهم لسلاح الدين، وما يمكن ارتكابه تحت مظلته، لا نريد من التيار الإسلامى وتيار القوى المدنية بكل مشتقاته سوى أن يكون بينهما من أجل هذا الوطن عهداً لا ينقضونه، عهداً واضحاً يضمن التكافؤ للمعركة السياسية، وينحى الدين جانباً عن معارك السياسة، ويضمن الأمان لهؤلاء الذين أفزعتهم تصريحات رموز التيارات الدينية.
لا نريد من التيارات الإسلامية السياسية عراكاً حول الأفكار الدينية، ولا نريد لهم اختفاءً فى السجون كما حدث فى عصر مبارك، ولا نريد لهم بقاءً سرياً تحت الأرض، هم فصيل انتماؤه لهذا المجتمع واضح ومحسوم ببطاقة الرقم القومى وشهادات الميلاد، ومن حقه أن ينزل إلى الحقل السياسى، ولكن طبقاً لشروط وقوانين واضحة ومفهومة، ولذلك يبقى العهد بين التيارات السياسة المختلفة التى قررت المشاركة فى اللعبة السياسية واضح التكوين والمعالم، ويتكون من نقاط أربع هى كالتالى:
1- احترام الرأى الآخر ومبادئ الديمقراطية.
2- احترام الحريات الشخصية وما يكفله القانون والدستور من حقوق.
3- احترام العقائد الدينية والمذاهب الأخرى.
4- احترام مبدأ تداول السلطة وإعلاء شأن صندوق الانتخاب.
النقاط الأربع واضحة، ومثلها مثل «بيرسيل» قادرة على تفتيت وإزالة أقسى بقع المخاوف فى نفوس المصريين، الالتزام بها يمنح هذا الوطن نهضة هو فى أمس الحاجة إليها، وتداولا سلميا للسلطة يضعه فى صفوف دول العالم المحترمة، أما نقضها فلن يمثل سوى دعوى جديدة للفوضى وتشويه قاس للإسلام ورجاله.