أكد هشام زعزوع وزير السياحة أن تحويل الفنادق للعمل طبقا للمواصفات البيئة الدولية يعطى ميزة تنافسية كبرى للسياحة المصرية، كما أنه يعد عاملا مهما لخفض إنفاق الفنادق والمشروعات السياحية على الطاقة التقليدية، مشيرا إلى أن الوزارة ستبدأ مشروعا عملاقا لتحويل كافة الفنادق المصرية للعمل بالغاز الطبيعى بتكلفة 29 مليون جنيه، على أن تبدأ المرحلة الأولى بمد الغاز الطبيعى إلى 50 فندقا بإجمالى 23 مليون جنيه.
جاء ذلك خلال افتتاح الوزير لمؤتمر "الطاقة الخضراء ضرورة للسياحة المستدامة" والذى يقام تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل.
قال زعزوع، إن هناك أنماطا سياحية فى مصر تطبق بالفعل أسس الطاقة المستدامة، حيث إننا لدينا 52 فندقا مطابقين لمعايير الفنادق الخضراء، مشيرا إلى إنشاء محطة غاز طبيعى بمحافظة جنوب سيناء بتكلفة 6 ملايين جنيه، ومازال العمل جاريا فى توصيل الشبكات إلى الفنادق.
وأوضح زعزوع أن هذا المؤتمر يعد اللبنة الأولى من أجل التحول إلى الطاقة الخضراء، مبينا أن مصر تحولت لاستيراد الطاقة منذ عام 2009 وأن ربع موازنة الدولة ممنوحة لدعم قطاع الطاقة بتكلفة 110 مليارات جنيه.
وشدد على أن الوزارة على استعداد لتوفير الأراضى من خلال هيئة التنمية السياحية بهدف إنشاء محطات للطاقة الشمسية، وكذلك هناك خطة لتحويل 17 ألف مركبة سياحية إلى الغاز الطبيعى.
وأضاف أن هذا الدعم لا يمكن له أن يستمر بهذه الطريقة، لأننا لا يجب أن ندعم السائح ولدينا نسب فقر مرتفعة وفئات أولى بالدعم والرعاية، مطالبا أصحاب الفنادق سرعة التحول إلى الطاقة الخضراء و المتجددة.
وأكد وزير السياحة أن الوزارة ستدعم أصحاب الفنادق وتدافع عن مصالحهم فى حدود اختيار التوقيت المناسب لرفع الدعم وأن يكون متدرجا، خاصة فى مثل هذا الوقت الذى تعانى فيه السياحة من أزمة طاحنة.
ولفت الوزير إلى أنه تم الاتفاق مع بنك الإسكان والتعمير، وكذلك البنك الأهلى وغرفة المنشآت الفندقية من أجل تمويل أصحاب الفنادق فى التحول إلى الطاقة الخضراء مع إعطائهم قروض طويلة الأجل وبفائدة مخفضة.
وقال إن الوزارة تهدف إلى التعاون مع أوروبا فى مجال الاستفادة من الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية وأن الاتحاد الأوروبى قد منح قروضا ميسرة طويلة الأجل للتحول للسياحة الخضراء التى تنمو بمعدل 15% على مستوى العالم.
وأكد الوزير أن التحول للطاقة الخضراء يساهم فى توفير نحو 50 % من إنفاق الفنادق على المدى الطويل، وذلك من خلال استخدام هذه الطاقة فى التدفئة وتسخين المياه وحمامات السباحة، مشيرا إلى أن هذا البرنامج الطموح لتحويل من 50 إلى 75% من الطاقة الفندقية فى مصر إلى الطاقة الخضراء والمتجددة سيمتد من ثلاث إلى خمس سنوات حتى نحقق هذا الهدف.
ومن جانبه أكد مايكل بروك السفير الألمانى بالقاهرة أن مصر تعيش فى مرحلة انتقالية صعبة وتعانى مشكلات اقتصادية، ولكنها يجب أن تفكر فى تعظيم مواردها وترشيد استهلاك الوقود والتحول للاقتصاد الأخضر أحد هذه الحلول، ولا يجب على مصر تفويت هذه الفرصة، مؤكدا أن مصر تمتلك جميع المقومات للتحول للطاقة الخضراء والمستدامة.