أسدل الستار أمس الأربعاء، على منافسات الدور الأول فى بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً فى جنوب أفريقيا، والذى جاء مخيباً لآمال عشاق الساحرة المستديرة فى القارة السمراء، فى ظل غياب المتعة والإثارة والغزارة التهديفية فى العديد من مباريات دور المجموعات، باستثناء مباراة بوركينا فاسو وإثيوبيا التى شهدت فوز الأول، برباعية نظيفة، فى المجموعة الثالثة، فيما انتهت مباراتى المغرب وجنوب أفريقيا وغانا والكونغو الديمقراطية بنفس النتيجة (2\2)، كما لم تظهر العديد من المنتخبات المرشحة لحصد اللقب الأفريقى بمستواها المعهود، بالإضافة إلى عدم ظهور "نجم البطولة" حتى الآن، وهو اللاعب الذى يستطيع أن يلفت أنظار الخبراء والمراقبين إليه.
"اليوم السابع" يرصد لكم خمسة أسباب أفقدت بطولة كأس الأمم الأفريقية رونقها فى هذه النسخة التى تختتم فعاليتها فى العاشر من فبراير المقبل.
1 – أخطاء الحكام
شهدت مباريات الدور الأول من منافسات المونديال الأفريقى أخطاءً "كارثية" من جانب حكام الساحة الذين أداروا هذه اللقاءات، ولعبت هذه الأخطاء التحكيمية دوراً كبيراً فى التأثير على نتائج المباريات، مما دفع العديد من المنتخبات للتقدم بشكاوى رسمية للاتحاد الأفريقى لكرة القدم "كاف" ضد الحكام، حيث تم استبعاد حكم مدغشقر حمادة النمبدرزا، الذى لم يحتسب ركلتى جزاء صحيحتين لصالح المنتخب الجزائرى فى مباراته أمام توجو فى الجولة الثانية بالمجموعة الرابعة والتى انتهت بفوز الأخير (2-0). أيضا كانت هناك هجمة عنيفة ضد الحكم المصرى جهاد جريشة من لاعبى نيجيريا وجهازهم الفنى وإعلام بلادهم، بعد احتسابه ضربة جزاء لصالح منافسهم زامبيا اعتبروها غير صحيحة.
2 – سوء التغطية الإعلامية
تحظى البطولة الأفريقية بتغطية إعلامية سيئة من جانب اللجنة المنظمة للمسابقة التى تعد ثالث أقوى بطولة قارية فى عالم كرة القدم، فقد سبق أن أبدى رجال الإعلام فى قلب الحدث استيائهم من عدم توافر الخدمات الإعلامية بالشكل الأمثل، الأمر الذى يساهم فى عدم أداء رسالتهم على أكمل وجه، كذلك غياب منتخبى مصر والكاميرون عن منافسات البطولة، ساهم فى عدم اهتمام الإعلام العالمى بها، لما يضمه المنتخبان من لاعبين مميزين أمثال محمد أبو تريكة، وأحمد حسن، وصامويل إيتو، وألكسندر سونج.
3 – العزوف الجماهيرى
فشلت اللجنة المنظمة للبطولة فى تعبئة الجماهير لحضور المباريات حتى الآن، فى ظل إقامة لقاءات الدور الأول وسط مدرجات شبه خاوية، باستثناء مباراة أو مباراتين على الأكثر، فى الوقت الذى تم فيه توجيه الاتهامات إلى اللجنة المنظمة، بعدم منح وسائل الإعلام الأرقام الدقيقة والحقيقية بشأن الإقبال الجماهيرى على حضور اللقاءات، فعلى سبيل المثال أعلنت اللجنة المنظمة عن نفاذ جميع تذاكر لقاء المغرب وجنوب أفريقيا، فى الوقت الذى أشارت فيه الأرقام إلى وجود 20 ألف مقعد خالى، كما أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى"، أن الحضور الجماهيرى لمباراة غانا ومالى لم يتجاوز ثمانية ألاف متفرج، رغم قيمة المنتخبين، هذا فى الوقت الذى أعلنت اللجنة أنه تم بيع أكثر من نصف مليون تذكرة ؟!
4 – سوء أداء المحترفين الأفارقة فى أوروبا
شهدت مباريات البطولة، انخفاضا بالمستوى الفنى والبدنى للعديد من اللاعبين المحترفين العرب والأفارقة فى الملاعب الأوروبية، أمثال المغربى عبد العزيز برادة، ومنير الحمداوى، والأنجولى مانوتشو، والنيجيرى جون أوبى ميكيل، فى ظل غياب الشعور الوطنى الذى يدفعهم لبذل قصارى جهدهم، لقيادة منتخباتهم الوطنية نحو اعتلاء منصات التتويج، والاهتمام بما يقدموه مع الأندية الأوروبية للحصول على المال والمكافآت، وهو ما تسبب فى غياب بعض اللاعبين أمثال، الغانى مايكل إيسيان لاعب ريال مدريد الإسبانى، والمغربى عادل تاعرابت لاعب كوينز بارك رينجرز الإنجليزى، بعدما تحول لاعبو كرة القدم إلى مشاريع استثمارية عملاقة تدر أرباحًا خيالية لهم.
5 – المبالغة فى الحذر وقلة الخبرة
من أهم الأسباب التى أدت لتدهور مستوى البطولة، هى مبالغة المنتخبات المشاركة فى الحذر الدفاعى خشية الهزيمة، وغياب الجرأة الهجومية، الأمر الذى أفقد مباريات المسابقة متعتها، بالإضافة إلى قلة خبرة اللاعبين المشاركين فى البطولة، لاسيما وأن هناك العديد من المنتخبات تشارك فى المونديال الأفريقى للمرة الأولى فى تاريخها، أو بعد غياب طويل، مثل منتخبات أثيوبيا، والنيجر، وكاب فيردى.