ثلاثة آلاف يرابطون بمسجد "الرحمن الرحيم" للدفاع عن الاتحادية.. والأوامر تصدر من المكاتب الإدارية بالقاهرة والجيزة والقليوبية وأكتوبر.. ويقودهم أمير مفوض من مكتب "الإرشاد"
يعتبر مسجد الرحمن الرحيم، الواقع بطريق صلاح سالم أمام دار الأسلحة والذخيرة، المعسكر الأول لجماعة الإخوان المسلمين للدفاع عن قصر الاتحادية، فى حالة اعتزام المتظاهرون اقتحام القصر، وهو المسجد الذى يتميز بكبر مساحته وقربه من قصر الاتحادية، وتم اختياره لأنه يبعد الإخوان عن الاحتكاك بالمتظاهرين وفى نفس الوقت يمكنهم من الوصول إلى مقر رئاسة الجمهورية فى أقرب وقت.
ونبعت فكرة التمركز فى "الرحمن الرحيم" لدى جماعة الإخوان، بعد أحداث الاتحادية الأولى التى وقعت فى 6 ديسمبر أواخر العام الماضي، عندما استطاع المتظاهرون تجاوز الأسلاك الشائكة، التى أقامتها قوات الشرطة التى تراجعت سريعاً واحتمت بقصر الرئاسة بسبب تقدم المتظاهرين وسط أنباء عن اعتزامهم اقتحام القصر الرئاسى من أجل إسقاط الرئيس ما دفعهم للنزول لحماية شرعية الرئيس، والتى انتهت بحدوث اشتباكات امتدت لعدة ساعات وقع فيها العديد من الضحايا والمصابين.
وتحشد الجماعة، ما بين ألفين وثلاثة آلاف من شبابها بمسجد الرحمن الرحيم فى كل مليونية تعلن أنها ستتجه مسيراتها إلى قصر الاتحادية، وذلك بالتنسيق بين المكاتب الإدارية للإخوان فى القاهرة والجيزة وأكتوبر والقليوبية باعتبارها أقرب النقاط إلى القاهرة، وتتجمع بمسجد "الرحمن الرحيم" تحت إمرة قائد مسئول بالمسجد يقوم بالاتصال بالمكاتب الإدارية فى حال حدوث أى جديد؛ ويكونون على استعداد تام للتحرك فى حال أى محاولة للمتظاهرين باقتحام قصر الرئاسة.
وقال أحمد عبده، القيادى بالحرية والعدالة: إن تواجد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى الأماكن القريبة من قصر الاتحادية يأتى من باب الاجتهاد تحسبًا لأى أعمال تخريبية تطال مؤسسات الدولة أو المنشآت الحيوية فى الوطن، مضيفًا أن التواجد يتم فى بعض الأحيان بصورة تطوعية استشعارا من أعضاء الجماعة بوجود خطر كبير على مؤسسات الدولة وشرعية الرئيس إذا تم ترك الأمور كما هى أمام القوى الثورية التى تشعل الأحداث دائمًا وتتذرع بوجود أزمات ما حتى تنفذ سيناريو إسقاط الرئيس.
وقال جمال حنفى عضو مجلس الشعب عن الحرية والعدالة، إن وجود الإخوان ليس بنية الاعتداء على التظاهرات السلمية مهما ارتفع سقف مطالبها، ولكن الجماعة تتخوف من تخاذل الشرطة وقوات الحرس الجمهورية عن التعامل مع التظاهرات خاصة أن مجموعة كبيرة من المخربين يجدون فى تلك التظاهرات ملعبًا يمارسون فيه تصرفاتهم غير المسئولة، مضيفًا أن الشرطة بدأت بالفعل فى مواجهة التظاهرات إلى يتخللها أعمال تخريب؛ ولكن الأوضاع ستستمر فى الحشد لمواجهة الطوارئ، مطالبًا قوات الأمن باستخدام القوة ضد أى عمليات تخريب وقمع لمثيرى الشغب.