تتجه حكومة الدكتور هشام قنديل إلى تجريم إخفاء الوجه وإشعال الإطارات التي انتشرت خلال موجة الاحتجاجات الأخيرة وشهدت أعمال شغب وعنف.
وقال المستشار محمود أبو شوشة المتحدث الرسمي لوزارة العدل إن قانون التظاهر الذي تعده وزارة العدل- حاليا- يجرم قناع مجموعة "البلاك بلوك" ووسائلهم الاحتجاجية والذي انتشرت في المظاهرات الأخيرة التي اندلعت في مصر منذ أكثر من أسبوع.
وفي تصريحات خاصة لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، أوضح أبو شوشة أن المادة السادسة عشر من القانون نصت على عدم ارتداء الأقنعة أو الأغطية التي تخفي الوجه، كما نصت المادة الرابعة عشر منه على تجريم إشعال الإطارات أو الأخشاب أو أي مواد تسبب الاشتعال.
وانتشرت مجموعات "البلاك بلوك" التي ترتدي أقنعة سوداء وتقوم بإشعال الإطارات خلال المظاهرات منذ إحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير/كانون الثاني، وتحملها بعض القوى السياسية، خاصة المؤيدة للرئيس محمد مرسي المسؤولية عن الأعمال التخريبية التي صاحبت الاحتجاجات.
وأعلنت هذه الجماعة مسؤوليتها عن بعض أعمال العنف التي وقعت، ومن بينها حرق مقار جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الحاكم، وبعض المنشآت الخاصة، في إطار ما تقول إنه ردًا على سياسات النظام الحاكم.
وحول اللبس الذي يمكن أن تحدثه هذه المواد، في ظل إخفاء البعض لوجهه لأسباب أخرى مثل الوقاية من قنابل الغاز أو ارتداء النقاب بالنسبة للسيدات، قال أبو شوشة :"استخدام الشرطة لقنابل الغاز يعني أن هناك فعل غير قانوني يرتكب، وعليه فإن إخفاء الوجه في هذه الحالة غير قانوني".
وأضاف :" التفرقة بين من يخفي وجهه حتى يهرب من المحاسبة، ومن يخفيه لأسباب أخرى، ليس صعبا".
ولم يكشف أبو شوشة متى سيتم عرض القانون على البرلمان وخاصة أن وسائل الإعلام المصرية كشفت مطلع الشهر الجاري عن قانون للتظاهر اعتبرته يحمل مواد مثيرة للجدل وخاصة بإعطاء الشرطة الحق في منع الاجتماعات.
وكان الخبير الأمني اللواء السابق بالشرطة المصرية مجدي البسيوني طالب في تصريحات سابقة لمراسل الأناضول، بإصدار تشريع يحظر ارتداء قناع البلاك بلوك، وإعطاء الحق لرجل الأمن في القبض على أي شخص يرتديه، حتى ولو لم يرتكب أي جريمة، تماما كما يفعل مع أي شخص لا يحمل بطاقة هوية.
وقال البسيوني: " أغلب الظن أن سلاح هؤلاء الشباب يكمن في كونهم مجهولين، فهم في الغالب لا يحملون بطاقات هوية بحيث يسهل التعرف عليهم إذا وقعوا في قبضة الأمن، ومن ناحية أخرى فهم يتخفون خلف القناع، وبالتالي يصعب تصويرهم خلال الأحداث ".
وكانت فكرة "البلاك بلوك"، التي تؤمن بالعنف، ظهرت في ألمانيا عام 1980 ردًا على قمع الشرطة لمتظاهرين يساريين، وظهروا بعد ذلك في مظاهرات شهدتها أمريكا عام 1991 اعتراضًا على حرب الخليج الثانية، وفي لندن عام 2011 اعتراضًا على خطة التقشف التي أقرّتها الحكومة.