قال مصدر عسكرى مسئول إن حالة من الغضب تسيطر على ضباط وجنود القوات المسلحة، بعد تسريب معلومات وأخبار تتناول المؤسسة العسكرية ورموزها، والترويج لفكرة إقالات محتملة لكبار قادة الجيش، وعلى رأسهم الفريق أول عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى.
وأضاف المصدر أن المؤسسة العسكرية لن تسمح بتكرار سيناريو خروج المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان، مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وقال إن المساس بقادة القوات المسلحة خلال الفترة الراهنة سيكون أشبه بحالة انتحار للنظام السياسى القائم بأكمله، خاصة أن القوات المسلحة التزمت الحياد والسلمية طوال الوقت، وحاولت قدر الإمكان الابتعاد عن المشهد السياسى الراهن بمختلف صراعاته بين النظام وقوى المعارضة، ووضعت المصالح العليا للبلاد فوق كل اعتبار، ولم تطمع أبداً فى السلطة، مشيراً إلى أن أحداً لن يستطيع السيطرة على غضب شباب الضباط، حال تحقق هذا السيناريو، الذى لن تكون عواقبه محمودة على الإطلاق.
ومضى المصدر العسكرى قائلاً إن الرأى العام لن يقبل المساس بالمؤسسة العسكرية وقادتها، وسيتكاتف معهم لمواجهة أى ضغوط أو تحديات، لافتاً إلى أن هناك حالة من السخط بين القادة والضباط فى مختلف التشكيلات التعبوية، مما يتردد فى وسائل الإعلام حول نوايا النظام السياسى إقالة وزير الدفاع الفريق أول «السيسى»، من أجل «أخونة» المؤسسة العسكرية، التى ظلت على مدار تاريخها الطويل نموذجاً للتضحية والفداء، فى مختلف العصور، ودافعت عن كرامة المواطن المصرى فى أصعب الظروف ولم تسعَ أبداً إلى السلطة أو الحكم، بل تنحاز دائماً لصفوف أبناء الشعب المصرى. وقال المصدر إن القوات المسلحة تحملت الكثير من الأعباء والمشكلات خلال المرحلة الانتقالية التى استمرت لمدة 18 شهراً كاملة، سخَّر الجيش خلالها كافة الإمكانات المتاحة لديه من أجل خدمة البلاد، وخلق مناخ من الاستقرار. فيما حذر خبراء عسكريون من الشائعات التى تطلق من آن لآخر حول المؤسسة العسكرية، وأكدوا أنها تمثل «لعباً بالنار» ستحرق كل من يطلقها، كما أنها تعد بمثابة حرب نفسية ومحاولة للوقيعة بين الشعب وجيشه وإثارة القلاقل فى البلاد. وقال اللواء على حفظى، الخبير العسكرى، إن هناك أطرافاً تقوم باستمرار بتغذية عملية الفرقة بين أطياف الشعب عموماً، لافتاً إلى أنها تستخدم الشائعات التى ستستمر فترة من الوقت، على حد قوله. وحذر «حفظى» من أن مثل هذه الشائعات ستتسبب فى إيجاد حالة من القلق والتوتر وعدم الثقة فى مصر، قائلاً: «المطلوب هو أن تظل مصر فى حالة من عدم الاستقرار، ويتم استخدام الشائعات كإحدى أدوات الحرب النفسية لتحقيق ذلك».
من جانبه، قال اللواء حمدى بخيت، الخبير العسكرى، إن الاقتراب من القوات المسلحة فى هذه الظروف بالشائعات والوقيعة بينها وبين شعبها أو إضعافها وإظهارها بمظهر الذى لا يستطيع أن يحمى شعبه هو «لعب بالنار» من قِبل من يطلق هذه الشائعات أو من يطلق عبارة تنسب إليه فى هذا المجال. وكشف «بخيت» عن أن هذه التسريبات ربما تستهدف فى جوهرها عملية جس نبض مع القوات المسلحة، لافتاً إلى أن هناك عوامل كثيرة جداً للصدام مع القوات المسلحة إما مع النظام أو الشارع.