العالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العالم

كل ما يدور فى العالم
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

  "الوطن" تنشر النص الكامل لمقال "أخبار الأدب" عن حسن البنا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 11635
تاريخ التسجيل : 01/08/2012
العمر : 37

 "الوطن" تنشر النص الكامل لمقال "أخبار الأدب" عن حسن البنا  Empty
مُساهمةموضوع: "الوطن" تنشر النص الكامل لمقال "أخبار الأدب" عن حسن البنا     "الوطن" تنشر النص الكامل لمقال "أخبار الأدب" عن حسن البنا  Icon_minitimeالخميس فبراير 21, 2013 3:44 pm

حصلت "الوطن" على النص الكامل للمقال الذي سينشر في عدد الأحد المقبل من مجلة "أخبار الأدب"، والذي كتبه رئيس تحرير المجلة، الكاتب مجدي العفيفي.

وجاء نصه كالتالي..

(1)

أثناء بحثي في الماجستير والدكتوراه، مكثت طويلا في أجواء الفترة التي كانت تموج بالتيارات الثورية، بكل أطيافها المتعارضة والمؤتلفة والمختلفة، فترة الأربعينيات، وما قبلها بكثير وما بعدها بقليل، كمهاد اجتماعي وسياسي للموضوع الثقافي والنقدي الذي أبحث عن جذوره، ولا نمو بدون جذور، كلها، وإن تفاوتت، كانت تنضوي لواء المقاومة، مقاومة الاستعمار البريطاني، ومقاومة التغريب، ومقاومة تهديد الهوية، والتشبث بعظمة الروح المصرية، حمل راياتها كتاب ومفكرون وعلماء ومصلحون وأدباء وشعراء وفنانون، في ابداعاتهم العلنية والرمزية، في خلاياهم التي كانت تعمل تحت الأرض، وفي تنظيماتهم التي اتخذت الشكل الجماعي أو الفردي، أشخاص ورموز وعلامات وبالفكر هم يقاومون.

يموت الشخص وتبقى شخصيته بفكرها وأثرها وتأثيرها لتخترق الزمان والمكان والإنسان، إذا كانت تمتلك القوة الناعمة التي هي أقوى وأشد من أية قوة أخرى، والمبدعون والمفكرون والمصلحون، والمثقفون عموما، هم من تتمثل فيها هذه الثروة والثورة والقوة والمنعة ضد مفاصل الأيام، فكل التحولات الكبرى في التاريخ تمت علىأيدي المفكرين والمصلحين، ومن ثم يحق لكل شعب أن يفخر بمثقفيه ومبدعيه وعلمائه، فهم الأقوى أثرا، والأبقى فكرا، والأطول عمرا.

وإذا كانت شخصية المثقف تمثل دورا أو وظيفة، وليست صفة، فعندما تذهب الوظيفة قد تذهب الصفة، لاسيما أن المثقف يقوم بدور لم يكلفه به أحد،فإن هذا الدور لايمكن اختزاله ببساطة الى وظيفة لا وجه لها، فهو فرد منح قدرة على تمثيل رسالة, او وجهة نظر او موقف او فلسفة او رأى، وتجسيدها والنطق بها امام جمهور معين ومن اجله, فالمثقفون عموما يقفون على الخشبة ليشهدوا (بالحقيقة) أمام الناس، طبقا للمفكر إدوارد سعيد ، في كتابه (تمثيلات المثقف)

(2)

في ضياء هذه الرؤية، وذلك المكوث في تلك الفترة، أستدعيت ملامح من دور المصلح والمفكر الإمام حسن البنا الذي تتتجلى، هذه الأيام، ذكراه الرابعة والستون (14 أكتوبر 1906- 12 فبراير 1949) لنتساءل: ماذا يبقى من هذا الرجل الداعية والمؤسس والمصلح وأحد مصابيح التنوير والإستنارة ذات الوجه الإسلامي المشع بالثقافة العميقة، والدال على تحقيق ثنائة الأصالة والمعاصرة؟

أستقطر- في السياق الثقافي فقط- بعضا من تجليات وشرائح فكرووجدان هذا المصلح الاجتماعي والديني، بعد أن تخلصت من التباسات الواقع السياسي والاجتماعي الذي تخلقت فيه، وبقي الجوهري والأصيل، المحمل بروح وجذور الثقافية الإنسانية، ضمن منظومة قائمة على ثنائية غير متعارضة بين الدين والدنيا، والعلم والعمل، والأنا والآخر

إن شخصية الإمام حسن البنا بها الكثير من المرايا المتجاورة والمتحاورة، حتى ليصعب الفصل بينها، نظرا لتشابكها وتداخل الديني في الثقافي في الاجتماعي في السياسي في الإنساني، وكلها تشكلت في مرحلة تاريخية قلقة وذات قوام اجتماعي سائل، مرحلة كان البحث عن الذات هو عنوانها الرئيسي الذي شغل المفكرين والأدباء والكتاب آنذاك، وبالتحديد فترة ما بين الحربين العالميتين وما بعدهما، حتى غروب النصف الأول وشروق النصف الثاني من القرن العشرين.

أتوقف قليلا تحت ظلال هذه الشجرة، التي يمثلها حسن البنا، بنسقه الفكري الصافي وجدلياته الثقافية التي ارتكزت على الحسنى مع من اختلف معهم، ولعل كلمة عميد الأدب العربي د. طه حسين التي علق بها على انتقاد حسن البنا لكتابه الشهير (مستقبل الثقافة في مصر) عام 1938 تكثف ملمحا جليا اذ قال( يا ليت أعدائي مثل حسن البنا) الى جانب ذلك كان البنا يقاوم بثوريته الفكرية الشبهات التي كانت ولا تزال ضد الدين، وشكلت معاركه التي خاضها منذ تخرجه من كلية دار العلوم عام 1927 وهو ملمح من ملامح و معالم المشروع الحضاري في فكر الإمام الشهيد حسن البنا كما يذكر الدكتور محمد عمارة، ذلك المشروع الذي بدأ على يد جمال الدين الأفغاني حركة تجديد واجتهاد وإحياء، تستهدف تحرير العقل المسلم من أغلال الجمود والتقليد، ليتمكن من مواجهة التحدي الحضاري الغربي، الذي اقتحم حياتنا الفكرية وواقعنا الإسلامي في ركاب الغزوة الاستعمارية الأوروبية الحديثة، فكان بمثابة حل عقد الأوهام عن قوائم العقول.

(3)

أين أنتم يا فلاسفة وزعماء العصر من هذه القضية؟ ذلكم سؤال استنكاري قبل أن يكون استفهاميا: ألقاه حسن البنا، فأين خطوات زعماء هذا العصر وساسته وعلمائه ومشرعيه وفلاسفته من هذه النظرات وماذا صنعوا لإقرار السلام على الأرض وقد شهدت الدنيا في ربع قرن حربين عالميتين طاحنتين أكلتا الأخضر واليابس وقامت بعد الحرب الأولى «عصبة الأمم» لإقرار السلام فكتب لها أن تموت قبل أن تولد، ووأدها الذين شهدوا مولدها، بالأهواء السياسية والأطماع الاستعمارية فلم تستطع أن تعالج قضية واحدة من قضايا الخلاف بين الأمم التي اشتركت فيها ووقعت ميثاقها، ولم تلبث إلا ريثما تهيأت الأم والشعوب للحرب من جديد، وقيل إن سبب فشلها خلو ميثاقها من النص على العقوبة العسكرية للمخالفين.وعقب الحرب العالمية الثانية قامت هيئة الأمم المتحدة وأنشئ مجلس الأمن واستكمل النقص التشريعي في بناء عصبة الأمم الموءودة ومضى على ذلك وقت طويل، ولا زال الخلاف يشتد أثره ويقوى مظهره، ولم تنجح الهيئة ولا المجلس إلى الآن في علاج قضية أو تسوية خلاف، وليس وراء ذلك إلا الحرب الثالثة.وليس معنى الحرب الثالثة شيئا إلا فناء الأرض ومن عليها فنحن في عصر القنبلة الذرية.فهل تفيء الإنسانية الحيرى إلى الله؟ وتتلقى دروس السلام قلبيا ونظريا وعمليا عن الإسلام؟ دين المرحمة ودين السلام؟.

أتصور أن هذا السؤال لا يزال يبحث عن إجابة، وسيظل...فهل من مدكر؟.

(4)

تأليف الرجال.. عبارة استقطبتني، بما تحمله من رؤية عميقة وبسيطة معا، استعيدها، حين طلب كثير من الناس الغيورين من الإمام البنا أن يؤلف كتبا يودعها ما عنده من معارف بهرت عقول كبار العلماء، فكان رده عليهم: (أنا لا أؤلف كتبا، وإنما مهمتي أن أؤلف رجالا.. أقذف بالرجل منهم في بلد فيحييه) فالرجل منهم كتاب حي ينتقل إلى الناس، ويقتحم عليهم عقولهم وقلوبهم، ويبثهم كل ما في قلبه ونفسه وعقله، ويؤلف منهم رجالا كما أُلف هو من قبل).

(5)

كنت أعد ملفا في سلسلة (ملفات التنويرالسبعة) التي كنت أنشرها في (أخبار اليوم) قبل عام مضى، وعثرت في الذاكرة على ورقة لم تصفر سطورها الفكرية مع الأيام: في يوم من أيام صيف عام 1945 تصادف أن التقي الفنان أنور وجدي مع الإمام حسن البنا في البنك العربي وجلس علي مقعد مجاور للإمام قال له : أنا أنور وجدي، والمشخصاتي يعني الممثل، طبعا أنتم تنظرون إلينا ككفرة نرتكب المعاصي كل يوم في حين أني والله أقرأ القرآن وأصلي كلما كان ذلك مستطاعا . قال له الإمام : يا أخ أنور أنتم لستم كفرة ولا عصاة بحكم عملكم ، فالتمثيل ليس حراما في حد ذاته ، ولكنه حرام إذا كان موضوعه حراما، وأنت وإخوانك الممثلون تستطيعون أن تقدموا خدمة عظمي للإسلام إذا عملتم علي إنتاج أفلام أو مسرحيات تدعو الي مكارم الأخلاق ، بل إنكم تكونون أكثر قدرة علي نشر الدعوة الإسلامية من كثير الوعاظ وأئمة المساجد ، إني أرحب بك وآمل أن تحضر لزيارتنا بدار الإخوان المسلمين بالحلمية الجديدة لنتبادل الرأي حول ما يمكن أن تسهموا به في نشر الفضيلة والدعوة إلي الله) وعندما سمع أنور وجدي هذا الرد الجميل من الإمام البنا بكي وقبل رأسـه، بعدهـا رأينا لأنور وجدي ( ليلي بنت الفقراء ) .

(6)

تكشف أدبيات الإمام حسن البنا- ضمن ما تمكشف- حقيقة غير المسلمين الذين أعياهم أمره وثباته في نفوس اتباعه، ورسوخه في قلوب المؤمنين به، واستعداد كل مسلم لتفديته بالنفس والمال، لم يحاولوا أن يجرحوا في نفوس المسلمين اسم الإسلام ولا مظاهره وشكلياته، ولكنهم حاولوا حصر معناه في دائرة ضيقة تذهب بكل مافيه من نواح قوية عملية، وان تركب للمسلمين بعد ذلك قشور من الألقاب والأشكال والمظهريات لا تسمن ولا تغنى من جوع، فافهموا المسلمين أن الإسلام شئ والاجتماع شيء أخر، وان الإسلام شيء والقانون شئ غيره، وان الإسلام شئ ومسائل الاقتصاد لا تتصل به، وان الإسلام شئ والثقافة العامة سواه، وان الإسلام شئ يجب أن يكون بعيدا عن السياسة، ومن ثم يتساءل المصلح الداعية: إذا كان الإسلام شيئا غير السياسة وغير الاجتماع، وغير الاقتصاد، وغير الثقافة.. فما هو إذن؟ أهو هذه الركعات الخالية من القلب الحاضر، أم هذا الألفاظ التي هي كما تقول رابعة العدوية: (استغفار يحتاج إلى استغفار)؟!.

(7)

ومضة تفيض بدلالات لم يصل إليها إلا من يمتلك نفسا تفكر، وعقلا يحس، تشف عن تعادلية في الرؤية والأدة، لدى الإمام حسن البنا، مضمونها أن الصلاة تجمع بين محاسن النظم الفكرية الثلاثة:الشيوعية والدكتاتورية والديمقراطية! قلت ذات مرة مداعبا للسامعين في إحدى المحاضرات:إن هذه الصلاة الإسلامية التي نؤديها في اليوم خمس مرات ليست إلا تدريبا يوميا على نظام اجتماعي عملي، امتزجت فيه محاسن النظام الشيوعي بمحاسن النظام الديمقراطي بمحاسن النظام الدكتاتوري، فعجبوا وقالوا: كيف كان ذلك؟ فقلت: أفضل ما في النظام الشيوعي من حسنات تدعيم معنى المساواة والقضاء على الفوارق والطبقات، ومحاربة الاعتزاز بالملكية التي يكون عنها هذا التفاوت، وهذه المعاني كلها يستحضرها المسلم ويشعر بها تماما، وتتركز في نفسه إذا دخل المسجد لأنه يستشعر لأول دخوله أن هذا المسجد لله، لا لأحد من خلقه، وأنه سواء العاكف فيه والباد، لا صغير فيه ولا كبير ولا أمير ولا حقير ولا فوارق ولا طبقات، فإذا صاح المؤذن: (قد قامت الصلاة.. قد قامت الصلاة)، استوى هذا الجمع خلف إمامه كالبنيان المرصوص، فلا يركع أحد حتى يركع الإمام ولا يسجد حتى يسجد ولا يأتي بحركة أو سكون إلا تابعا له ومقتديا به ومقلدا إياه، وهذا هو أفضل ما في النظام الدكتاتوري: الوحدة والنظام في الإرادة والمظهر على السواء، ولكن هذا الإمام مقيد هو نفسه بتعاليم الصلاة ودستورها، فإذا انحرف أو أخطأ في تلاوة أو عمل كان للصبي الصغير وللرجل الكبير وللمرأة المصلية خلفه، كان لكل واحد من هؤلاء الحق كل الحق أن ينبهه إلى خطئه وأن يرده، إلى الصواب في أثناء الصلاة، وكان على الإمام كائنا من كان أن ينزل على هذا الإرشاد وأن يعدل عن خطئه إلى الحق والصواب، وليس في الديمقراطية أروع من هذه الحسنات.فماذا بقى بعد ذلك لهذه النظم من فضل على الإسلام؟ وقد جمع محاسنها جميعا واتقى بهذا المزج البديع كل ما فيها من سيئات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://a5barel3alm.yoo7.com
 
"الوطن" تنشر النص الكامل لمقال "أخبار الأدب" عن حسن البنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» "الوطن" تنشر النص الكامل لحوار هيكل: حسن البنا وصف التيار السري للإخوان بأنهم غير مسلمين
» "الوطن" تنشر النص الكامل للإعلان الدستوري الجديد
» "الوطن" تنشر النص الكامل لحوار «هيكل»: «عبدالناصر» قال لى «الإخوان قتلة»
» "الوطن" تنشر النص الكامل لمؤتمر "أبو الفتوح" لإعلان المشاركة بانتخابات النواب
»  "الوطن" تنشر النص الكامل لمشروع قانون الجمعيات الأهلية بعد انتهاء "العدل" من صياغته

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العالم :: صحافة :: مقالات-
انتقل الى: