تملأ الدنيا ضجيجاً، وتشعل الأضواء وتطفئها، ولكنها تبقى فى المقام الأخير الفضائية الإخبارية الأولى بامتياز، انطلقت عام 1996 من دولة صغيرة تقع فى أقصى غرب الوطن العربى مُحركة الرأى العام ضد أو مع الحكومات، إنها قناة الجزيرة القطرية. فى 2010، وأثناء الانتخابات البرلمانية فى مصر، أبرزت قناة الجزيرة الخروقات والتزوير فى الاقتراع، ففى تغطيتها الخبرية للحدث الذى خصصت له عدداً كبيراً من المراسلين قالت القناة إن الأمن لم يسمح بدخول العديد من المواطنين المعارضين لمرشحى الحزب الوطنى للجان الاقتراع، واستضافت ضمن فعالياتها الفصيل المعارض الأول فى مصر وقتها «الإخوان»، مؤكدة أن التزوير على أشده، وأذاعت على الهواء مباشرة المؤتمر الذى نظمته جماعة الإخوان، المحظورة آنذاك، تحت اسم «انتخابات مزورة» حضره وقتها الدكتور عصام العريان الذى أصبح فيما بعد نائباً لرئيس حزب الجماعة، والدكتور محمد سعد الكتاتنى، رئيس الحزب، والدكتور محمد مرسى، الرئيس الحالى لمصر، الذين أكدوا فى حديثهم ضرورة تغيير نظم الاقتراع، وحمّلوا الحكومة المصرية وقتها مسئولية التزوير. وعرضت «الجزيرة» وقتها لقاء مع المرشد العام للإخوان د. محمد بديع فى برنامج «بلا حدود»، مع الإعلامى أحمد منصور، فأكد وقتها أن الحزب الوطنى «أدمن التزوير» وأنه «لا يطيق المنافسة الشريفة فى الانتخابات»، فى غياب تام للحزب الوطنى الحاكم لمصر فى تلك الفترة، الأمر الذى جعل العديد من الإعلاميين ينتقدون دورها ويطالبونها بالحياد، فأصدر مكتبها بالقاهرة بياناً على لسان «سمير عمر» الذى قال «تغطية قناة الجزيرة لم تختلف عن تغطية أى قناة أو صحيفة مصرية، فالإخوان والوطنى هما بطلا الأحداث لأن بقية الأطراف ضعيفة التأثير». خواء منظومة الإعلام المصرى وفقدان سمعتها تماماً ومصداقيتها التى تلطخت نتيجة أدائها المخزى فى ثورة يناير دفع قناة الجزيرة القطرية لتخصيص خدمة إخبارية مباشرة من مصر؛ «قناة الجزيرة مباشر مصر» -أول قناة إخبارية مخصصة لدولة أخرى غير دولة المنشأ- انطلقت فى شهر مارس 2011، قامت بتغطية الانتخابات البرلمانية الأولى بعد الثورة مستضيفة أيضاً قيادات من حزب الحرية والعدالة، ومستبعدة معظم قوى المعارضة من برامجها.