أجرت النيابة العسكرية، أمس، معاينة لموقع حادث رفح، الذى راح ضحيته 16 شهيدا وإصابة 7 آخرين من جنود القوات المسلحة، حيث قامت بوضع رسم كروكى للحادث والمسافة التى قطعها مرتكبو الحادث فور ارتكابهم للجريمة مع رفع بصمات تعقب السير للمتهمين.
قال مصدر قضائى، إن النيابة العسكرية انتقلت إلى مكان الحادث بـ"كرم أبو سالم"، وقامت بوضع حواجز حديدية حول الكمين، الذى تم تدميره من قبل الإرهابيين، كما طالبت المخابرات الحربية والعامة بإجراء التحريات حول الواقعة.
وأسفرت المعاينة المبدئية للحادث أن المتهمين وعددهم 35 متهمًا كانوا يستقلون سيارتين رباعية الدفع، إحداهما تحمل قنابل ثقيلة وخفيفة، والسيارة الثانية كانت تقل المتهمين، وتبين من معاينة المأكولات والمشروبات، التى كان يتناولها المجنى عليهم وأقوال الشهود من المصابين أن المجنى عليهم كانوا يتناولون الإفطار إلا أن المتهمين قاموا بشن هجوم عليهم بعد قطع التيار الكهربائى عن الكمين باستخدام الأسلحة الرشاشة وبصواريخ الـ"آر بى جى"، مما أدى إلى وفاة المجنى عليهم متأثرين بجروحهم.
وكشفت المعاينة أن المتهمين استقلوا المدرعة المصرية، التى تم سرقتها من الكمين بشكل يؤكد علمهم بقيادة المدرعات، وأنهم على أعلى مستوى من التدريب، بينما استقل أحد المتهمين السيارة، التى تحمل مفرقعات ووجه الناحية الخلفية منها إلى السور الذى يفصل بين الحدود المصرية الإسرائيلية، وقام باقى المتهمين بنسف السيارة، مما أدى إلى إحداث فتحة بالسور تمكنت من خلالها المدرعة من الدخول إلى الحدود الإسرائيلية بنحو كيلو وربع وعندما شعر الجيش الإسرائيلى بالانفجار المتتالى من الناحية المصرية، قام القمر الصناعى برصد المدرعة، وقامت طائرة "أف 16" بإطلاق صاروخ عليها، مما أدى لاحتراق ما بداخلها من متهمين، وتم تسليم الجثث المحروقة إلى السلطات المصرية.
وقام باقى المتهمين باستقلال السيارة المتبقية، وعندما حاولوا الفرار بها انغرست فى الأرض، ولم يتمكنوا من تحريكها، وقامت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية "الشباك" بإطلاق المدافع الرشاشة عليهم من الطائرة الــ"أف 16"، مما أدى إلى وفاة 6 أشخاص، بينما ظل متهم حياً، وقام بالدخول إلى الحدود المصرية مرة أخرى، وتقوم السلطات المصرية بالبحث عنه.
وأثناء قيام الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بإجراء عمليات البحث وجدت أحد المتهمين، وعندما حاولت إلقاء القبض عليه، قام بنسف نفسه باستخدام حزام ناسف أمام إحدى المدرعات الإسرائيلية، التى لم تتأثر.
وأشار المصدر إلى أنه من المعاينة لموقع الحادث تبين وجود آثار لمدفعية هاون ومدافع خفيفة بالقرب من الحدود المصرية الفلسطينية، وهو ما يؤكد قيام بعض المتهمين الموجودين بغزة بإطلاق هذه المدفعيات لتغطية مرتكبى حادث رفح، ومحاولة الدفاع عنهم أثناء الهروب.
وأوضح المصدر أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بسيناء تقوم حاليا بعمليات تمشيط لجميع النقط الحدودية والمواقع القريبة من مكان الحادث للبحث عن المتهم الذى قام بالهرب إلى الحدود المصرية، بعد قتل زملائه، مشيرا إلى أن هذا المتهم هو من سيقوم بحل لغز ارتكاب الحادث الأليم.