رصد عدد من مرشحى الرئاسة السابقين وقيادات الأحزاب ممن التقوا الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، على مدار الأيام القليلة الماضية، والتقوه قبل توليه رئاسة الجمهورية، جوانب شخصيته الحالية، وأشادوا فى تصريحات لـ«الوطن» بعدم تعاليه على الآخرين، وقالوا إن مشكلته الرئيسية الآن هى «ضغوط مكتب الإرشاد والجماعة» عليه.
قال الدكتور محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، إنه التقى الدكتور مرسى كثيراً قبل توليه رئاسة الجمهورية خاصة فى الجامعة، حيث كانا يدرسان للطلبة ويشتركان فى بعض الأنشطة المناهضة لنظام مبارك وسياسات وزارة التعليم العالى، مؤكداً أن مرسى طوال عمره كان رجلاً مؤدباً وهادئاً و«ذوق».
أما بعد ثورة 25 يناير، وخلال مقابلاته معه التى بلغ عددها 4 مرات تقريباً قبل الانتخابات البرلمانية وبعدها وبعد توليه رئاسة الجمهورية، وفى جميع هذه المقابلات تميز بأدب جم وعدم التعالى على الموجودين، ويحاول أن يناقش الموضوعات بديمقراطية.
وأضاف أبوالغار: «شعرت خلال هذه المقابلات أن تصرفاته وتفكيره أعلى بكثير من الناتج، ولديه قدرة على الفهم أعلى مما هو موجود داخل جماعة الإخوان، ولكنه مكبل بضغوط الجماعة ومكتب الإرشاد ومجلس شورى الإخوان».
وتابع: «لو لم تكن هناك ضغوط من الجماعة ومكتب الإرشاد عليه لكان من الممكن أن تكون قراراته أفضل من ذلك، ولكنا تجنبنا المشاكل والقرارات الخاطئة التى تم اتخاذها».
وفيما يتعلق بالقضايا الخلافية الراهنة وعلى رأسها الدستور، قال أبوالغار: «مرسى يدرك جيداً البعد العالمى ومعنى الدولة المدنية ويريد أن يجد حلاً، ولكنه مُكبل بالجماعة وطول ما هو مكبل بذلك فلن يحدث تقدم فى حل مشاكل مصر، وستنقسم مصر».
وقال عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية رئيس حزب المؤتمر، إن الرئيس استمع لكافة المقترحات التى عرضها عليه وأبدى تفهمه لها، وأوضح أن الاجتماع جاء جيداً فى محتواه حيث تمت مناقشة عدد من النقاط الجوهرية التى تشهدها الساحة السياسية، ووعد «مرسى» بدراسة كافة المقترحات ولم يعِد بتنفيذ شىء محدد.
وحذ موسى من أن مؤشرات بدايات حكم مرسى لا تتعرض لتحقيق مطالب الثورة، وهناك غياب للرؤية المستقبلية للأحداث والتعامل مع المواقف بالقطعة، وسوء إخراج بعض القرارات بما لا يساعد على دفع مصر نحو التقدم، مضيفاً: «حتى الآن لا نعلم كيف يمكن أن تصل مصر لأهدافها وفق منهجية مدروسة تتعلق بالسياسات الخارجية والداخلية والإقليمية».
>> «موسى»: «الرئيس» مستمع جيد.. و«أبوالغار»: مؤدب لكن «الجماعة» تكبله.. و«سعيد»: «متواضع»
كان حمدين صباحى قد أشار خلال حواره الأخير مع الإعلامى عمرو الليثى، حول لقائه الأخير مع الرئيس، عن العلاقة الإنسانية والشخصية الطيبة التى تجمعه بالدكتور محمد مرسى منذ ما قبل الثورة، حيث تزاملا كنواب فى مجلس الشعب، وأشار كذلك إلى إنصات وأحياناً تفهم الرئيس مرسى لكثير من القضايا التى طرحها عليه خلال اللقاء حول الدستور والعدالة الاجتماعية والقصاص للشهداء.
وقال محمد عثمان، مسئول لجنة الاتصال السياسى فى حزب مصر القوية، أحد الذين شاركوا فى لقاء الرئيس بالقوى الشبابية والقيادات الحزبية، إن تحركات الرئيس الأخيرة على مستوى الحوار السياسى «إيجابية»، وأنها تسهم فى تفكيك ما وصفه بـ«التجمد السياسى» منذ تولى مرسى الرئاسة.
وعن تقييمه لأداء الرئيس، قال «عثمان» إن إجراءات الدكتور محمد مرسى وقراراته لا تزال متحفظة للغاية، وليست ثورية، وإنه لا يزال متحفظاً فى العديد من القضايا، متابعاً: «ربما يكون دافع الرئيس فى ذلك هو رغبته فى استكشاف الدولة المصرية والقوى والأحزاب لأن فترة حكمه لم يمر عليها إلا بضعة أشهر فحسب»، مشيراً إلى أن هذه الفترة كانت «متقلبة» إيجاباً وسلباً.
ووصف الدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار، اجتماع القوى السياسية بالرئيس مرسى بـ«الديمقراطى»، مؤكداً أن الرئيس استمع لكافة وجهات النظر التى عرضت بشأن «التأسيسية»، إلا أنه لم يعِد بشىء.
وتابع: «العلاقة الشخصية بيننا وبين الرئيس جيدة للغاية، وقد غلب على الاجتماع روح الدعابة كما عهدناه أثناء توليه رئاسة حزب الحرية والعدالة»، واصفاً الرئيس مرسى بـ«الودود والمتواضع».
وأكد «سعيد» أن جوهر الخلاف لا يكمن فى العلاقات الشخصية ولكن فى آليات تطبيق المقترحات والمطالب التى تنادى بها القوى السياسية، مضيفاً: «الحديث المرسل والعلاقات الودودة لا يمكنها أن تبنى وطناً بمفردها، ولكن لا بد من العمل بجد على تبنى المطالب المشروعة لقوى المعارضة».
الدكتور أحمد البرعى، نائب رئيس حزب الدستور، قال إن الرئيس مرسى كان موضوعياً لدرجة كبيرة خلال لقائه بالقوى السياسية وأدار اللقاء بشكل حيادى دون تمييز بين أى من الأحزاب المشاركة فى اللقاء سواء كانت ليبرالية أو إسلامية.
وكشف «البرعى» عن أن الرئيس مرسى أدار الحوار بنفسه وكان حريصاً على التوصل لصيغ توافقية بين الجميع، مضيفاً: «الرئيس مرسى أكد أنه لن ينهى الأمر دون أن تتوافق القوى السياسية الموجودة لإعلاء روح المصلحة العليا للوطن على أى مصالح أخرى».
وأشار «البرعى» إلى أنه لم يلتقِ الدكتور مرسى من قبل، مضيفاً: «الانطباع الأول عن لقاءى بالرئيس مرسى جاء إيجابياً، حيث ظهر خلال الاجتماع جانب كبير من الود والاحترام لكافة الحضور».