أثار تفجير مقر الأمن القومي في حي الروضة في العاصمة السورية دمشق والذي أسفر عن مقتل وجرح عدد من أركان نظام الرئيس بشار الأسد عدداً من التساؤلات حول الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس بشار الأسد وفيما يلي نبذة موجزة عن هذه الدائرة.
قائد الحرس الجمهوري ماهر الاسد
يعتقد أن ماهر الأسد(يسار) هو ثاني أقوى رجل في سوريا.
يعتقد ان الشقيق الاصغر لبشار الاسد هو ثاني اقوى رجل في سوريا إذ يتولى قيادة أحد ألوية الفرقة الرابعة التي تعد أقوى تشكيل عسكري في سوريا.
ولد ماهر الأسد عام 1967 ودرس في جامعة دمشق ثم انضم الى الجيش السوري واعتقد البعض انه سيتولي قيادة سوريا بعد وفاة شقيقة الاكبر باسل الاسد لكن الاختيار وقع لاحقا على شقيقة بشار.
وقبل ترقيته إلى منصب اللواء تولي ماهر قيادة الحرس الجمهوري ما وفر له الكثير من الخبرة العسكرية ومنحه فرصة كبيرة لتوطيد علاقات شخصية جيدة بالكثير من الضباط.
عام 2000 وبعد اسابيع من تولى شقيقه رئاسة البلاد تم اختيار ماهر الأسد عضواً في اللجنة المركزية بحزب البعث وهى ثاني اقوى هيئة داخل الحزب حيث اكتسب سمعة بميله الى العنف المفرط وعدم ثباته النفسي كما اتهم باطلاق الرصاص على زوج شقيقته اصف شوكت.
ونقلت بعض الصحف الاسرائيلية ان ماهر الاسد حضر عدة اجتماعات غير رسمية في الاردن مع بعض مسئولي الخارجية الاسرائيلية ورجال الاعمال لمحاولة احياء محادثات السلام بين البلدين.
وفور اندلاع الاحتجاجات في درعا جنوب سوريا تولي اللواء الرابع المدرع الذى يقوده ماهر الاسد عملية مواجهة المحتجين وقام بمواجهتهم بشكل عنيف وقام آلاف من ابناء المنطقة بترديد الهتافات المعادية له شخصيا اثر ذلك.
وقد اعلنت واشنطن اسم ماهر الاسد ضمن قائمة الشخصيات السورية النافذة التى خضعت للعقوبات الاقتصادية نتيجة دوره في قمع ابناء درعا وهى نفس الخطوة التى اتخذها الاتحاد الاوروبي واصفا ماهر الاسد بالراعي الاساسي للعنف في سوريا.
وفي مايو العام الماضي وصلت مشاهد مصورة الى وسائل الاعلام يظهر فيها ماهر الاسد مرتديا سترة جلدية ويطلق الرصاص على المواطنين بصحبة عدد من رجال الشرطة في منطقة برزه في دمشق.
وعلق رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على هذه المشاهد قائلا "اقول بوضوح من وجهة نظر انسانية ان ماهر لا يتصرف بشكل انساني ويسعى الى المذابح.
وتثار اشاعات بشكل مستمر عن تحدي ماهر الاسد لشقيقه بشار كما حدث بين عمه رفعت الاسد واخيه حافظ عام 1983
وزير الدفاع السوري داود راجحة تولى منصبه في أغسطس/آب2011
العماد داوود عبد الله
لقي العماد داوود عبد الله راجحة مصرعه في التفجير الذي وقع الأربعاء 18 يوليو/تموز 2012 واستهدف اجتماع مسؤولين بارزين في النظام السوري داخل مبنى الأمن القومي الشديد التحصين في حي الروضة وسط العاصمة السورية دمشق.
ويقع مبنى الأمن القومي في حي الروضة الواقع بين منطقة أبو رمانة والمالكي حيث يوجد عدد من السفارات والمرافق الحكومية، وهو حي قريب من القصر الرئاسي وتوصف المنطقة بأنها مثلث أمني.
وُلد العماد داوود عبد الله راجحة ، وهو مسيحي، في دمشق عام 1947. تخرّج من الكلية الحربية في سلاح المدفعية عام 1968، وحصل على دورات تأهيلية عسكرية مختلفة بما فيها دورة القيادة والأركان ودورة الأركان العليا.
تدرّج راجحة في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة لواء عام 1998 وإلى رتبة عماد عام 2005.
وشغل راجحة مختلف الوظائف العسكرية من قائد كتيبة إلى قائد لواء في القوات المسلحة السورية وعُين نائبًا لرئيس هيئة الأركان عام 2004.
عين وزيرا للدفاع ونائباً لرئيس الوزراء في حكومة عادل سفر في الثامن من أغسطس/آب عام 2011 ، وذلك خلفًا للعماد علي حبيب. وخلال توليه مسؤولية وزارة الدفاع قام الجيش السوري باجتياح عدد من المدن السورية في محاولة لقمع الانتفاضة، وهو ما جعل اسم راجحة يندرج في قائمة العقوبات الأوروبية والإمريكية والعربية مع 12 وزيراً آخر.
وهو أول مسيحي يصل إلى رتبة وزير الدفاع منذ وصول حزب البعث إلى الحكم في سوريا.
وخلال "الانتفاضة الشعبية المندلعة" في سوريا أعتبر أنّ بلاده تتعرض لمؤامرة كبرى وحرب حقيقية تستهدف كيانها، واتهم الغرب بافتعال تلك الأحداث.
آصف شوكت صهر الرئيس السوري
آصف شوكت واحد من أبرز القادة الأمنيين.
يعتبر الجنرال شوكت واحدا من أبرز القادة الأمنيين في سوريا.
كان شوكت يشغل منصب رئيس المخابرات العسكرية حتى عام 2010، وصار بعدها نائبا لوزير الدفاع.
وعلى الرغم من أن هذه الخطوة كانت بمثابة ترقية، إلا أن قادة في المعارضة رأوا أنه اخفق فيما يتعلق بحادث اغتيال عماد مغنية أحد القادة العسكريين لحزب الله.
وكان مغنية اغتيل عام 2008 في منطقة من العاصمة دمشق تقع تحت مسؤولية شوكت.
لكن محللين لا يوافقون على هذا الرأي ويقولون إن هناك ترتيبات كانت قد بدأت بالفعل لتعيين شوكت في منصب رئيس هيئة الأركان أو وزير الدفاع.
ولد شوكت عام 1950 لأسرة من الطبقة الوسطى تنتمي إلى الطائفة العلوية في مدينة طرطوس.
درس القانون في جامعة دمشق ثم التحق بالجيش في أواخر عقد السبعينات.
تدرج شوكت في الرتب العسكرية، لكن حظوظه تعززت بصورة مذهلة في أواسط عقد التسعينيات، عندما تزوج الابنة الوحيدة للرئيس حافظ الأسد.
وتم زواجه من بشرى الأسد على الرغم من التردد لأنه منفصل عن زوجة سابقة وأب لخمسة ابناء.
لكن عائلة الاسد رحبت فيما بعد بشوكت الذي اقام علاقة قوية مع بشار قبل أن يصير رئيسا للبلاد.
وصفه نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام بأنه "ذكي، مثقف، وضابط شجاع ذو طموح كبير".
صار شوكت فيما بعد القائد الفعلي للمخابرات العسكرية، وهو المنصب الذي تقلده رسميا عام 2005.
عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر في واشنطن ونيويورك، كان شوكت واحدا من أهم حلقات اتصال الرئيس بشار بأجهزة المخابرات في أوروبا والولايات المتحدة.
ويرى البعض أنه ساعد خلال تلك الفترة على تسهيل عمليات استخباراتية أمريكية في سوريا، لكنها توقفت فيما بعد عندما ساءت العلاقة بين البلدين.
في عام 2005 ورد اسم شوكت في تقرير تمهيدي أعده محققون تابعون للأمم المتحدة، باعتباره أحد الاشخاص الذين ربما خططوا لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
وفي العام التالي وضعت الولايات المتحدة اسم شوكت على قائمة (SDN) التي تحظر على الشركات والأفراد إقامة تعاملات تجارية مع الولايات المتحدة، مما مهد الطريق أمام تجميد أمواله.
وقالت الولايات المتحدة حينها إنه "كان لاعبا رئيسيا في الهيمنة السورية على لبنان ومساهم رئيسي في السياسة السورية التي استمرت طويلا للتحريض على الإرهاب".
في عام 2011 فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة على شوكت، متهمة إياه بلعب دور رئيسي في قمع المظاهرات التي شهدتها سوريا.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، ذكرت تقارير أنه كان جزءا من المفاوضات التي أدت إلى التوصل إلى هدنة غير مسبوقة بين القوات الحكومية والجيش السوري الحر في مدينة الزبداني شمال غرب دمشق.
وفي منتصف مارس/ آذار 2012 ادعى ناشطون معارضون أن الجنرال شوكت توفي ودفن في مسقط رأسه بعد أن تم تسميمه.
وفي18 يوليو أعلن مقتله في تفجير مقر الأمن القومي في دمشق.
رئيس مكتب الأمن القومي هشام اختيار
ولد هشام اختيار عام 1941، وكان يشغل منصب رئيس مكتب الأمن القومي في حزب البعث السوري، الذي ينسق عمل اجهزة الاستخبارات السورية ويعد توصيات للرئيس. وشغل أيضا منصب مدير إدارة المخابرات العامة بين 2001 و2005.
في عام 2006 فرضت الولايات المتحدة على "ختيار" عقوبات لـ "الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة السورية لبعض الجماعات الارهابية"، بما في ذلك حزب الله.
ووفقا للولايات المتحدة فإنه عندما كان "اختيار" مديرا لإدارة المخابرات العامة، ادار الاختيار أنشطة "ساهمت بشكل كبير في الوجود العسكري والامني للحكومة السورية في لبنان".
توجد تقارير عن أنه كلف باخماد الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية في درعا في بدايتها. وساعد القمع الوحشي على المظاهرات في درعا على تأجيج الاضطرابات في سوريا.
وفي مايو/ أيار 2001 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ادارة المخابرات العامة، قائلة انها اصدرت توجيهات لقوات الامن السورية لاستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين. وفي وقت لاحق فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات على اختيار، وقالت الولايات المتحدة إنه اصدر تعليمات لقوات الامن "باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
وفي 20 يوليو/تموز 2012 اعلنت رسميا وفاته متأثرا بجروح أصيب بها في تفجير مبنى الأمن القومي.
رئيس المخابرات العسكرية في ريف دمشق رستم غزالة
رستم غزالة هو رئيس المخابرات العسكرية في ريف دمشق.
يشغل الجنرال رستم غزالة رئيس المخابرات العسكرية في ريف دمشق، حسبما افاد الاتحاد الاوربي.
ولد رستم غزالة عام 1953 وشغل في السابق منصب رئيس المخابرات السورية في لبنان، وكان في ذلك المنصب عند اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.
تولي غزالة رئاسة المخابرات السورية في لبنان عام 2002 وكان "منفذ السياسات السورية في لبنان" حتى الانسحاب السوري عام 2005، وذلك وفقا لوزارة الخزانة الامريكية.
واتهمت الخزانة الامريكية غزالة باستغلال السياسة اللبنانية لضمان ولاء المسؤولين والسياسة العامة لاهداف سوريا وسياساتها.
وتوجد تقارير عن ان غزالة استخدم نفوذه لضمان حصول الرئيس اللبناني السابق اميل لحود على فترة رئاسية ثانية، وعن القادة العسكريين اللبنانيين كانوا يحصلون على تعليماتهم منه.
ولم يسمع الكثير عن رستم غزالة اثر الانسحاب السوري من لبنان. ولكن مع بداية الاحتجاجات في درعا، ارسل الرئيس السوري بشار الاسد غزالة الى هناك لتطمين سكان المدينة ازاء نوايا الاسد تجاههم.
وتوجد تقارير عن ان غزالة قال لسكان درعا "اطلقنا سراح الاطفال"، في اشارة إلى عدد من المراهقين كان قد القي القبض عليهم اثر خطهم شعارات على حائط مدرستهم على غرار شعارات الثورة في تونس ومصر.
وفي مايو/ ايار 2011 قال الاتحاد الاوروبي إن غزالة كان رئيس المخابرات العسكرية في ريف دمشق المتاخمة لدرعا وإنه كان ضالعا في " العنف ضد المدنيين".
وفي الشهر التالي فرضت الولايات المتحدة عقوبات على غزالة، قائلة انه يشغل منصبا بارزا في المخابرات العسكرية.
رئيس الاستخبارات العسكرية عبد الفتاح قدسية
يشغل اللواء قدسية منصب رئيس الاستخبارات العسكرية ، أكثر الأجهزة الامنية أهمية في سوريا.
كان قدسية رئيسا لاستخبارات القوات الجوية قبل أن يخلف آصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الاسد، في وقت ما بين عامي 2005 و2009.
شغل قدسية –العلوي المولود عام 1953- عدة مناصب من بينها رئيس الحرس الجمهوري والسكرتير الشخصي لرئيس الجمهورية.
في عام 2008 طلب منه رئاسة اللجنة الأمنية التي كانت تحقق في مقتل عماد معنية القائد العسكري في حزب الله اللبناني في دمشق.
وفي مايو / أيار 2011 وضع قدسية في قائمة العقوبات المفروضة من قبل الإتحاد الأوروبي على مسؤولين سوريين لأدوارهم في قمع المتظاهرين السوريين.
كما فرضت الولايات المتحدة على قدسية مجموعة عقوبات اخرى في وقت لاحق من نفس الشهر.
ويعتقد أن الاستخبارات العسكرية السورية لعبت دورا بارزا في الحملة الامنية ضد المتظاهرين، حيث اطلقت النار وقتلت عددا كبيرا من المدنيين.
رجل الأعمال رامي مخلوف
ابن عم بشار الاسد ويعتبر اكبر رجل اعمال في البلاد وكان عرضة لاتهامات متكررة بالفساد واستغلال النفود حيث يؤكد محللون اقتصاديون انه لايمكن لاي شركة عالمية ان تدخل السوق السوري دون موافقته.
ولد رامي مخلوف عام 1969 وتولى ادارة امبراطورية اقتصادية بناها والده شقيق انيسة زوجة حافظ الاسد وبعد تولي بشار السلطة تضاعف حجم امواله بشكل متكرر.
وفي 2001 اشترك مع اوراسكوم تليكوم المصرية في شراء شركة الاتصالات السورية قبل ان يقوم باجبار الشركة المصرية على بيع حصتها البالغة 25% من اسهم الشركة لصالحه وعندما انتقد رياض سيف احد اعضاء البرلمان المخالفات الادارية والمالية في ارساء صفقة بيع الشركة لرامي مخلوف تم اعتقاله وسجنه.
وبالاضافة الى شركة الاتصالات السورية يسيطر مخلوف على اثنين من اكبر البنوك السورية ومنطقة تجارة حرة وشركة بناء وتشييد علاوة على شركة طيران وقناتي تلفزة كما يعمل وكيلا لعدد من شركات السيارات الفارهة ويشغل منصب نائب رئيس شركة شام القابضة اكبر شركة خاصة في الاقتصاد السوري على الاطلاق.
وفي عام 2008 ادرجت واشنطن اسم رامي مخلوف على قائمة المقاطعة الاقتصادية ومنعت رعاياها من الشركات والاشخاص من ابرام اي صفقة معه او اي من شركاته.
واستخدم رامي مخلوف علاقاته مع القضاء السوري و الاستخبارات العامة في اضطهاد وقمع منافسيه حيث استخدم هذا الاسلوب في كل مرة يسعى فيها للحصول على عقود مع الشركات العالمية.
وانتشرت شائعة تقول ان بشار الاسد شعر بالغضب اثر مقابلة اجراها رامي مخلوف مع صحيفة نيويورك تايمز قال فيها ان النظام السوري سيقاتل الاحتجاجات الى النهاية وبعد ذلك بشهر اعلن مخلوف اعتزال العمل الاقتصادي والانتقال الى مجال العمل الخيري على حد قوله كما اعلن عزمة طرح نسبة من اسهم الشركة السورية للاتصالات في سوق الاسهم المالية.