"منحت" قطر مصر دفعة مالية بقيمة 2.5 مليار دولار، لإنقاذ الرئيس محمد مرسي، بحسب ما قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، وذلك لوقف التراجع المستمر في قيمة الجنيه أمام الدولار، خلال الأيام القليلة الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى ان هذه الدفعة تعد محاولة اخرى لتعزيز علاقتها مع القادة الإسلاميين في القاهرة، مضيفة أن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، صرح بعد لقائه بمرسي بان بلاده قد اعطت مصر 2.5 مليار لمساعدة على التحكم في العملة ودعم الاحتياطي النقدي الأجنبي الأخذ في التناقص.
ونقلت الصحيفة عن محللين رأيهم، أن هذه الدفعة المالية القطرية تعني تجنب الرئيس مرسي اتخاذه اجراءات اقتصادية قاسية مع قرب اجراء الانتخابات البرلمانية.
وقالت الصحيفة إن قطر تعد "بطل" الإسلاميين في العالم العربي منذ انطلاق ثورات الربيع العربي، قبل عامين، كما أنها تطمح في ان يزداد نفوذها السياسي.
اما صحيفة كريستان ساينس مونيتور الأمريكية، قالت إنه على الرغم من أن الرئيس مرسي قام بتعديل وزاري من اجل مواجهة الأزمة المالية، إلا أن المشاكل حول قرض صندوق النقد الدولي لا تزال كما هي.
فبعد يوم من التعديل الوزاري، زار ممثل الصندوق القاهرة لبحث بعض الامتيازات التي ستمنحها مصر مقابل قيمة القرض الذي ستمنع من خلاله مصر انخفاض قيمة الجنيه.
أوضحت الصحيفة أن احتياطي النقد الاجنبي في مصر حوالي 15 مليار دولار بعد ان كان 36 مليار دولار خلال عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأنه تم إنفاق معظمها لتأمين قيمة الجنيه، ومن ثم فإن هناك ضغوطا لتأمين صفقة الصندوق (والتي تتضمن زيادة الضرائب ورفع الدعم )، في وقت تعاني منه مصر من انهيار في قطاع السياحة وانسحاب للاستثمارات.
واشارت الصحيفة إلى أن صفقة الصندوق سيتم تسريعها، كما تساءلت: هل يمكن لصفقة مثل هذه بين الصندوق والإخوان أن تكون بمثابة عقاب للإخوان المسلمين خلال الانتخابات البرلمانية القادمة؟. وقالت الصحيفة إن الصندوق ألمح إلى بعض من المطالب، يرغب أن تُرى على أنها نابعة من رغبة السيادة التي تتعامل معها لتجنب الانطباع الذي قد يراود الشعب من أن البنك يملي شروطه على الحكومات.