قديما قالوا ''عُض قلبي ولا تعض رغيفي" وبقى هذا المثل يُضرب حتى يومنا هذا ليدل على أهمية رغيف العيش الذى بدونه لا يعيش الإنسان، والذى من أجل الحصول عليه قامت الثورة المصرية؛ فكان أول مطالبها "عيش - حرية - عدالة اجتماعية" .
وبرغم مرور عامين على الثورة إلا أن مشكلة لم تنتهي بعد، تبدأ من طوابير يلقى المواطنين حتفهم أثناء الوقوف بها وتنتهي ببيع الدقيق في السوق السوداء والقضاء على حق المواطن في الحصول على الرغيف المدعوم الذى أصبح علف أساسي للطيور والحيوانات لأنه لا يمت بصله لطعام الإنسان.
وبين هذا وذاك تخرج علينا وزارة التموين كل حين بتصريحات تعلن الحد من ظاهرة طوابير العيش والسيطرة عليها، تحسين رغيف العيش المدعوم "أبو خمس قروش"، تجريم بيع الدقيق في السوق السوداء ومحاولة القضاء على هذه الظاهرة.
ولهذا ومن أجل القضاء على الطوابير وبيع الدقيق في السوق السوداء قررت الوزارة أن تجعل الحصول على رغيف العيش المدعوم يتم عن طريق "الكوبونات"؛ حيث قررت أن تصرف لكل مواطن ثلاثة أرغفة يومياً فقط لا غير؛ فإذا كانت الأسرة مكونة من خمسة أفراد صرفت لها الحكومة 15 رغيفاً "فلا عزاء للفقراء والمعدومين".
"طب واللي يجوع ويعوز يأكل أكتر من 3 أرغفة يعمل إيه يعني.. ده احنا ورانا كوم لحم بندعي ربنا بس نسد جوعه بعيش حاف".. هكذا علق "عم سيد" - أحد المواطنين الدائمين في طابور العيش - عن قرار وزارة التموين الذى لا يعرف متى سيتم تطبيقه فعليا .
وأضاف الرجل الخمسيني: " زمان كانوا بيعدوا علينا النفس اللي بناخده على أساس إننا المفروض نحمد ربنا إننا عايشين أصلاً، ودلوقتي بيعدوا علينا لقمة العيش اللي بناكلها، ثورة إيه بقى اللي قامت ونيله إيه !"، على حد قوله . بعد عامين على الثورة.. من طوابير العيش إلى كوبوناته 'يا قلبي لا تحزن'' !