تعود اليوم عجلة الحياة للدوران فى ملاعب كرة القدم المصرية، بعد 366 يوماً من التوقف، عقب أحداث "مجزرة بورسعيد"، التى وقعت مطلع فبراير الماضى، وأسفرت عن سقوط 72 شهيداً من جماهير النادى الأهلى، فضلاً عن مئات المصابين، حيث تنطلق منافسات مسابقة الدورى العام، رغم تدهور الأوضاع السياسية والأمنية فى البلاد، والتى كانت سببا فى تأجيل انطلاق المسابقة لعدة مرات منها الصيف الماضى.
وعلى الرغم من حالة الارتياح التى عمت الأندية، بعد التأكيد على انطلاق مسابقة الدورى فى موعده اليوم، خاصة وأن إقامة المباريات يعنى إنقاذ الأندية من شبح الإفلاس، إلا أن حالة من التخوف والقلق تسيطر على أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة والأندية، جراء حدوث أية أعمال شغب فى الشارع المصرى خلال الفترة المقبلة، وقد تحول دون استمرار المسابقة، وعلى غرار اشتباكات الاتحادية التى حدثت أمس الجمعة، والتى أسفرت عن سقوط قتيل فضلاً عن عشرات المصابين.
"اليوم السابع" يرصد ثلاثة أسباب قد تعكر صفو مسيرة الدورى الذى يقام هذا الموسم، بنظام المجموعتين.
9 مارس والمجهول مع الألتراس
يشكل التاسع من مارس المقبل يوماً فارقاً فى تاريخ الكرة المصرية، حيث يشهد هذا اليوم الحكم النهائى بحق بقية المتهمين المتورطين فى أحداث "مجرزة بورسعيد"، ومن بينهم قيادات سابقة بوزارة الداخلية، وينتظر أهالى شهداء المجزرة، و"ألتراس أهلاوى" هذا اليوم بفارغ الصبر لسماع الأحكام النهائية الصادرة بحق المتهمين، فى الوقت الذى هدد فيه الجميع بإحداث الفوضى والدمار فى الشارع، حال عدم الحصول على القصاص الكامل.
مجموعات "البلاك بلوك"
أحدثت المجموعات التى تواجدت فى الشارع المصرى، والتى انطلقت بالتزامن مع مرور الذكرى الثانية على انطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير، التى نجحت فى الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، والتى شاركت فى العديد من المظاهرات التى تطالب بإسقاط النظام، والتى تورط بعض أعضاءها فى الضلوع بأعمال شغب بالقرب من المنشآت الحيوية، وقد تتسبب هذه المجموعة فى التأثير على مسيرة الدورى العام، نظراً للأعمال التى تقوم بها فى مختلف محافظات الجمهورية من قطع للطرق والسكك الحديدية وغيرها.
توتر الداخلية
قد تضطر وزارة الداخلية إلى سحب موافقتها مستقبلاً على إقامة مباريات الدورى العام، فى ظل الضغوط الشديدة التى تعانيها حالياً، بسبب المظاهرات الحاشدة التى تجتاح البلاد حالياً، والدخول فى اشتباكات عنيفة مع المتظاهرين، والاتهامات الموجهة إليها فى الدخول فى المعادلة السياسية لصالح النظام.
وزارة الداخلية تبحث التفرغ لفض المظاهرات والتصدى لأعمال الشغب، بعيداً عن تأمين المباريات، ومقار إقامة بعثات الأندية المشاركة فى الدورى.
وفى النهاية، تبقى القوات المسلحة هى الأمل الوحيد للأندية، فى المحافظة على مسيرة الدورى، بعدما سبق وأن أعلنت موافقتها فى البداية على استضافة ملاعبها العسكرية للمباريات، وتأمينها.