حتى يصل الكاتب إلى أن جماعة الإخوان هى التى يجب الالتحاق فى ركبها شرعاً، يعرج على أهم الجماعات الإسلامية العاملة على الساحة ليكشف ثغراتها وعيوب منهجها ومن ثم مخالفتها للدين ويحرضها على الالتحاق بالإخوان لأنها الجماعة المنوط بها الوصول إلى هدف إقامة الدولة والدين كما يخاطب الفرد المستهدف بالدعوة الإخوانية من أجل إقناعه بأن جماعة الإخوان هى الجماعة الكاملة الربانية.
وعندما يتحدث عن جماعة أنصار السنة المحمدية «كونها لا تمثل حركة ذات منهج فى التربية والتكوين والتخطيط، وليست لديها أهداف مرحلية محددة، ولا يوجد لديها تنظيم يربط أفراد الجماعة بعضهم ببعض وجهدها يذهب فى الجدال حول الفرعيات واعتبارهم النظام والتنظيم والبيعة للأمير بدعة عصرية لا أصل لها»
وتعلو نبرة الكاتب عندما يذكر أنها «غير جادة فى استئناف الحياة الإسلامية وإنشاء المجتمع الإسلامى لأن ذلك يقتضى وجود جماعة منظمة لها أهدافها وهذا ما تفتقده «إضافة إلى أن الجماعة» تفتقر خطة فى التربية الإسلامية، كونها تعارض فى النظام والتنظيم مدعية أنه غير ضرورى ولا جدوى من ورائه».
ويهوّن فى موضع آخر من وسائل تلك الجماعة للوصول للأهداف ويصفها بأنها «قاصرة ومحدودة» وبعيدة عن «مرحلة السرية».
إلا أن لوم الكاتب على أنصار السنة يزداد لتركها مرحلة «المواجهة» والتى بدأت بالهجرة ثم إشهار السلاح لإزهاق الباطل وإحقاق الحق، هذه المراحل من دعوة الرسول (ص)
ثم يشرع الكاتب مرة أخرى لذلك ويستطرد: «وهذه المحدودية جاءت من جانبين لأن ميدان عملها محدود من قبل الدولة وهذا قيد يخضع الجماعة لأن تحدد وسائلها بموجبه وألا تخرج عنه كما لائحتها على تحريم الخوض فى الأمور السياسية وعلى عدم مس العقائد الدينية لبقية الطوائف الشعب مثل النصرانية واليهودية».
والجانب الثانى هو اعتبار الحكومة هذه الجماعة مؤسسة تابعة لوزارة الشئون الاجتماعية وأن من حق الوزير فى مصر تعيين محل تلك الإدارة من القطاع الخاص موظفين من قبله يقومون عنه بإدارة شئون الجماعة متى شاء.
هذا القيد فى رأى الكاتب يعنى أن «الجماعة تعطى ولاءها للدولة وإن كانت تحكم بغير ما أنزل الله وهو معنى مرفوض أيضاً فى تعاليم الإسلام حيث لا يجوز لمسلم أن يعطى ولاءه لغير المسلم».
ثم يتعرض الكاتب لحزب التحرير الإسلامى، فيصفه بالمحدودية فى الغاية وبقلب ترتيب وسائل الرسول (ص) للوصول إلى الحكم، أما المحدودية فقد دخلت على غاية الحزب لأن تلك الغاية خاصة بالبلاد العربية والإسلام جاء إلى سكان الكرة الأرضية كلها.
أما قلب الحزب لترتيب وسائل الرسول (ص) للوصول إلى الحكم كون وسيلته المباشرة لغايته الجهاد أو تسلم الحكم عن طريق الأمة بنوعيتها سياسياً بينما ترتيب وسائل الرسول (ص) للوصول إلى الحكم هو إخبار الناس بتعاليم الإسلام، وتكوين المستجيبين لدعوته على تعاليم الإسلام وتوجيهاته، المرحلة الأخيرة هى المواجهة المسلحة لمن لم يستجب لدعوتها ووقف فى طريقها وعرقل سيرها، فالأخيرة فى وسائل الرسول (ص) الجهاد للوصول إلى الحكم الإسلامى هى الأولى بل والوحيدة عن حزب التحرير بل أعرض عليه الصلاة والسلام عن عرض قريش له بتسلم الحكم فيها عندما كان فى المرحلتين الأوليين لأنه مرحلة سابقة لأوانها.
وكون الحزب كتلة سياسية لا عبادية ولا عملية شذوذ عن صحيح تعاليم الإسلام بل خروج عن ملته وكونه يبتعد عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
ويستعرض الكاتب منهج جماعة التبليغ ويرى من تحريمها العمل السياسى فى خطتها أمراً يتعارض مع الدين، فالعمل لإقامة الخلافة من أحكام الدين وهى قضية سياسية فكيف تحرم ذلك الجماعة مع ما عندهم من مبادئ وأفكار تتعارض صراحة مع تعاليم الإسلام.