يحدد الكاتب مفهوم الجماعة الإسلامية فيقول: هى الفئة والطائفة التى تحمل الدعوة إلى إقامة «جماعة المسلمين» كلما جفا الزمان هذه الجماعة، وهى «الجماعة» التى يتحقق هدفها المنشود عندما توجد جماعة المسلمين على رأسها حاكم يحكم الأمة بكتاب الله، وعندما يوجد ذلك الحاكم فلا تعدد فى الإسلام لجماعات أو أحزاب.
ومع أن جماعة المسلمين ليست موجودة كما قرر الكاتب سابقاً، إلا أنه يؤكد أن الطريق إلى إيجاد جماعة المسلمين هى أن توجد جماعة من المسلمين تسعى لهذا الأمر «الإخوان».
ويخلص الكاتب إلى بعض الأحكام الخاصة بتلك الفئة «الجماعة من المسلمين» التى آل إليها تسيير أمور الأمة بعد ذلك ما شاء الله لها ذلك، وهى الأحكام التى يجب أن تأخذ بها كل الجماعات التى تعمل اليوم لإعادة جماعة المسلمين إلى الأمة من حيث المرحلية فى الخطة.
ثم يربط الكاتب مرة أخرى بين الجماعة الإسلامية المقصودة وبين سير الرسل والأنبياء، ويشير إلى أن إدراك الرسل وأتباعهم لهذه الخطوة يأتى من أهميتها منذ الساعات الأولى من الوحى الربانى؛ لأن ما وكل إليهم القيام به أمر لا يمكن لبشر أن يحمله بمفرده، وأنه لا بد لهذا الأمر من جماعة قوية تطبقة على نفسها ثم تحمله إلى العالمين.
أما إذا كان فى البلاد عدد من الجماعات الداعية إلى الإسلام فموقف الدعاة إلى الله هو أن يقيسوا مبادئ وأفكار تلك الجماعات الموجودة بميزان الإسلام لنظر أى تلك الجماعات أقرب إلى الإسلام فى مبادئها وأفكارها، فتكون هى الجماعة التى يجب أن ينخرط الدعاة إلى الإسلام فى صفها ثم يحاولوا ضم باقى الجماعات إليها.
ويصل الكاتب إلى أهم وسائل جماعة المسلمين إلى أهدافها الخاصة وهى «وجوب إعادة أجهزة الإعلام والتعليم والاقتصاد وغيرها من أجهزة الدولة إلى الإسلام، ليتولى توجيهها ضمن حدوده وتشريعاته».
و«الضرب بيد من حديد على كل عناصر النفاق والفسق فى الأمة وتطهير المجتمع منهم، وإعداد الأمة الإسلامية إعداداً يتناسب مع مطالب المرحلة القادمة من حيث الإعداد والعدة».
أما الوسائل العامة لجماعة المسلمين هى: «إعلان مبادئ الإسلام للبشرية كافة من خلال أجهزة الإعلام فى الدولة الإسلامية، مطالبة كافة البشرية بالدخول للإسلام لنسخه سائر الأديان ومطالبة كافة الدول بالخضوع لتعاليم الإسلام، وفى هذا الباب سواء كانت هذه الدول غربية علمانية لا صلة لها باليهودية والنصرانية، أو شرقية اشتراكية لا تعترف بالأديان».
ثم يتبع ذلك «إعلان الجهاد المسلح والمستمر حتى النصر على كل من خالف ورفض مطالب جماعة المسلمين الآنفة، وذلك حسب أحكام ومراحل الجهاد المنصوص عليها فى مواضعها من هذا الدين وبحسب خطة وإمكانات تلك الجماعة المباركة».
ويحدد الكاتب محاور الانتقال من نقطة إلى نقطة أخرى: والذى يحدد نقاط الحركة بين الوسائل والأهداف فى الجماعة، فالرسول لم يحدد الدخول فى مجابهة قريش عسكرياً فى معركة بدر إلا بعد أن تأكد من استعداد كافة قطاعات جيشه لهذه المجابهة.
ويرى الكاتب أنه يجب تطبيق الشريعة بشكل كامل وفورى بعد إقامة دولة المسلمين، وأنه يجب ألا تتعامل هذه الجماعة فترة تكوينها مع أى نظام أو تسعى لأخذ الشرعية منه «إن فعلهم ذلك يعنى مساعدة حكم الكفر على الاستمرار والبقاء».
ويحكم الكاتب على جميع الدول الإسلامية أنها تمانع فى تحكيم شرع الله «إن كافة الدول القائمة فى العالم الإسلامى تمانع فى الحكم بما أنزل الله ورفع راية الجهاد وتقمع من طلب عكس ما تريد، وإن الذين يسعون فى ركابها بحسب ما تريد رغبة فى التعايش السلمى معها، مخطئون وعليهم أن يتوبوا ويقلعوا عن الذى هم فيه ويستغفروا الله».