بعد أن فكك الكتاب مناهج الجماعات الأخرى المنافسة للإخوان من خلال إثبات قصور مناهجها وعدم موافقتها لمراد الله، يقدم بعد ذلك ما سماه «الجماعة المرشحة» لأن تكون «جماعة المسلمين» التى تحمل راية الله فى الأرض وتقيم دولة الخلافة.
ويقول: «الجماعة المرشحة فى نظرى لحمل الدعوة إلى البشرية غير تلك الجماعات المجزئة لدين الله، وبحسب ما يحب ويكره الحكام، إنها الجماعة التى تحمل الدين كله متحدية به كل الصعاب والمتاعب، ويجب على كل مسلم أن يعطيها ولاءه ونصرته، هى الجماعة ذات الغايات الشاملة لكل غايات الدين الإسلامى والمتخذة كل الوسائل التى حددها الشارع إلى تلك الغايات ضمن خطة مرحلية مدروسة وبحسب ما سار رسول الله بدعوته عندما قرر أن يعيد هذه البشرية إلى ربها، إنها «جماعة الإخوان المسلمين».
ويتطرق الكتاب إلى صفات مؤسس جماعة الإخوان «حسن البنا» فيجعله كائناً قديساً اجتمعت فيه خصائص القائد الربانى الذى صنعه الله على يديه ليجدد لهذه الأمة دينها ويصنع هو جماعة المسلمين التى ترجع للأمة عزها ومجدها فيقول: «إن المسلمين لم يروا مثل حسن البنا منذ مئات السنين فى مجموع الصفات التى تحلى بها وخفقت أعلامها على رأسه الشريف، لا أنكر علم العارفين وبلاغة الخطباء والكاتبين ولكن هذا التجمع لهذه المتفرقات من الكمالات قلما ظفر بها أحد كالإمام الشهيد رحمه الله والذى أقوله فيه قولاً جامعاً هو أنه كان لله بكلية روحه وجسده بقلبه وقالبه بتصرفاته كلها، كان لله فكان الله له واجتباه وجعله من سادات الشهداء الأبرار».
ويسترسل: «إنها الشخصية التى جمع الله فيها العقل الهائل المنير والفهم المشرق الواسع والعاطفة القوية الجياشة والقلب المبارك الفياض والروح المشبوبة النظرة واللسان الذرب البليغ والزهد والقناعة دون عنت فى الحياة الفردية والحرص وبعد الهمة دونما كلل فى سبيل نشر الدعوة والمبدأ والتواضع فى كل ما يخص النفس تواضعاً يكاد يجمع عليه شهادة عارفيه، لقد تعاونت هذه الصفات والمواهب فى تكوين قيادة دينية واجتماعية لم يعرف العالم العربى وما وراءه قيادة دينية سياسية أقوى وأعمق تأثيراً وأكثر إنتاجاً منها منذ قرون».
ويعرض الكتاب إلى الأثر الربانى الذى أنتجه القائد الربانى وهو «جماعة الإخوان» ويستطرد: «لقد نجح فى تكوين حركة إسلامية يندر أن توجد فى دنيا العرب».
وينتقل الكتاب إلى خصائص دعوة الإخوان واصفاً إياها بأنها: «ربانية»؛ لأن الأساس الذى تقوم عليه أهدافها جميعاً أن يتقرب الناس إلى ربهم، وأنها «عالمية»؛ لأنها موجهة إلى الناس كافة؛ لأن الناس فى حكمها أخوة من أصل واحد، وأنها «إسلامية»؛ لأنها تنتسب إلى الإسلام، بل أجمع ما توصف به أنها إسلامية شمولها لكل الاتجاهات المعاصرة».
ثم يؤكد الكاتب فى الموضع ذاته أن الجماعة تتبرأ من كل الحكومات ولا تعترف بالدول التى لا تحكم بالإسلام «الجماعة تحرر ولاءها من كل الحكومات والأحزاب القائمة على غير الإسلام».
كما يرى الكاتب أن التدرج فى الخطوات عند التنظيم من أهم ما يميزها؛ لأن ذلك ما يرى كان من فعل النبى «صلى الله عليه وسلم» لاعتقادهم أن كل دعوة لا بد لها من مراحل ثلاث: الدعاية والتعريف بالدعوة وإيصالها إلى الناس ومرحلة التكوين وتجهيز الأنصار وإعداد الجنود ومرحلة التنفيذ، وهى مرحلة العمل والإنتاج.