فى صباح يوم السابع عشر من نوفمبر استيقظنا جميعا على كارثة مفجعة.. ٥٠ طفلا لقوا حتفهم بعد أن اصطدم قطار بالأوتوبيس الذى يقلّهم إلى المعهد الدينى بأسيوط على مزلقان قطار لا يرحم ولا يرى من حوله مثله مثل الحكومة المصرية التى لا ترحم ولا ترى سوى نفسها فقط لا غير، مافيش أى دم، لسه باقيين على الكراسى قاعدين ومافيش كسوف، لسه بيقولوا تصريحات على الفاضى والمليان فى كل المجالات بلا استثناء، مافيش إحساس بالأسر والناس الغلابة أهالى الأطفال المساكين الذين تُوفُّوا، صحيح هم ذهبوا إلى من هو أفضل منكم فى رعايته لهم.
يوم كارثى من بدايته بحصيلة وفيات أتصور أنها كانت صعبة ومريرة على المحروسة مصر، ومنها أيضا وفاة ١٨ جنديا فى حادثة انقلاب، وأنا مش فاهم الانقلابات بتاعة سيارات الجنود كترت ليه ومافيش حسّ ولا خبر ولا تحقيق ولا يحزنون؟! أهم شىء أن السيد هشام قنديل مستمر على كرسيه ماسك فيه بإيديه وسنانه زى ما تقول كده حلم له أن يكون رئيس وزراء حتى بعد الكوارث والحوادث المتلاحقة.. أعتقد أن السيد هشام قنديل عنده إصرار على القضاء على الشعب المصرى وتخفيض نسبة السكان من ٩٠ إلى ٦٠ مليونا، لديه إصرار غريب على تقليص العدد حتى يتمكن من السير وقيادة الحكومة بشكل مريح بالنسبة إلى حكومته العاجزة المفلسة حتى فى حماية أولادها وشبابها، يا سيدى مش عاوزين حاجة منكم بس احموا الناس وفّروا لهم على الأقل أدنى سبل المعيشة من باصات وقطارات ومزلقانات على قدر المسؤولية.. الله ينتقم منكم ودّيتو البلد فى داهية ولسه قاعدين على تلّها، هيّا هتخرب إيه أكتر من وفاة ٥٠ طفلا تبكى مصر كلها عليهم؟! وأعتقد أن قلوبكم تحجرت على الكراسى الهزازة المريحة التى تجعلك تنسى مَن حولك ولا تبالى بما يحدث فما بالك بأطفال غلابة أولاد ناس غلابة كل أملهم أن يروا فلذات أكبادهم أمامهم؟ أقل وأبسط حقوق مواطن فى أى بلد يحترم مواطنيه أن تستقيل حكومته فى كارثة بهذا الحجم فى صباح يوم لن يُمحى من مخيلتنا.. لن يُنسى أبد الدهر ليس لأن الكارثة مفجعة.. لا لا لا، لأن الأهلى حقق لقبا إفريقيا! مصر كلها حزنت فى الصباح وهناك بعض الأشخاص فرحوا وهللوا فى المساء وأنا أعتقد أنهم ليس لهم الحق فى ذلك، وتحديدا قناة النادى الأهلى، كلنا فى الكارثة المفجعة لوفاة ٧٢ شخصا فى مباراة لكرة القدم لم يكن لهم ذنب سوى مشاهدة ماتش، تضامنّا مع النادى الأهلى فى أحزانه من قنوات إلى صحافة.. كل الأوساط وكل الأطياف. ما أحزننى كثيرا هو حالة الفرح واللا مبالاة من بعض السادة الإعلاميين فى القناة كأنه ليست هناك أسر تتجرع كأس المرارة والحزن والآلام، والأهم أن النادى الأهلى حقق اللقب! أنا لا أقول لا تفرح ولكن هناك أطفال ماتت كانت تعشق لاعبى الأهلى، وهناك أسر تحب وتعشق النادى الأهلى أكثر من بعض السادة الموجودين على الشاشة الذين ليس لديهم أى إحساس بمشاعر ٥٠ أسرة تتلقى العزاء فى أطفالهم. كنت أتمنى من قناة النادى الأهلى احترام أسر الأطفال وأمهاتهم وأقاربهم واحترام مصر فى مصابها، كما كنت أتمنى أن يعى البعض منهم أن مصر كلها حزينة على وفاة ٥٠ طفلا فعلا، مع احترامى وأنتم تعلمون مدى حبى واحترامى للقناة ورجالها وإعلامييها وكلهم أصدقاء، ولكن أتمنى التدارك فى الأخطاء بإعلان الحداد على الأقل احتراما وتقديرا لأسر الأطفال والجنود الذين توفوا فى نفس لحظة تتويج الأهلى باللقب الأغلى فى تاريخ النادى.